مرة أخرى، تتدخل قذائف الهاون الطائشة في عادات سكان العاصمة، فتنقل ذوي المتوفين للصق نعواتهم على جدارن الأحياء التي يقطن فيها معارفهم، صار يعتبر مراهنةً على الحياة، والأخطر من ذلك هو وقوف المارة لقراءة النعوات، ولذلك تراجعت هذه العادة لتحل مكانها ظاهرة نشر النعوات الرقمية على صفحات موقع "فيسبوك"..
تقول كلوديا إنها ترددت كثيراً قبل أن تنشر نعوة والدها على "فيسبوك"، إذ إنها خشيت من عدم وصول خبر وفاته إلى أصدقائه كون كبر سنهم يبعد احتمال كونهم من رواد "فيسبوك"، إلا أنها بعد مشورة أصدقائها اقتنعت بتحويل جدار حسابها الفيسبوكي إلى جدار لنشر نعوة والدها..
وتضيف كلوديا: كنا سابقاً نلصق النعوات بجانب أبواب الكنائس، ليقرأها المارون بجانب الكنيسة والداخلون إليها، لكن المارة في الشوارع اليوم على عجلة من أمرهم لأن السرعة قد تحميهم من قذيفة باتت متوقعة في أي لحظة..
ويوافق نبيل على وجهة نظر كلوديا، لأن نعوات الشوارع -حسب نبيل- لم تعد تستوقف المارة، ولذلك نشر نبيل نعوة أخيه الشهيد تحت التعذيب على "فيسبوك"، ويشرح نبيل: منعنا الأمن من الإشارة إلى سبب الوفاة الحقيقي في النعوة، لذلك كانت النعوة الرقمية الحل الأنسب للإشارة إلى سبب الوفاة..ويتابع: رفضت والدتي الخضوع إلى طلب الأمن إرجاع سبب وفاة أخي إلى حادث أليم.
ويحكي الناشط الميداني منار، أن كثر النعوات التي أُلصقت على الجدران منذ بداية دخول دمشق ضمن دائرة قذائف الهاون، دفعت الأهالي إلى التململ من قرائتها، خاصة أن معظم الشوارع المأهولة صارت هدفاً لقذائف الهاون.
وينوه الناشط إلى أن اجتماعات العزاء صارت في أغلب الأحيان محدودة تقتصر على المقربين، لأن الحواجز وقطع معظم الطرقات يمنع الأهالي من التنقل بحرية، هذا بالإضافة إلى أن تعدد العوائل القاطنة في ذات المنزل يزيد من صعوبات إقامة العزاء، ناهيك عن ارتفاع تكاليف العزاء التي لم تعد معظم الأسر قادرة على تحملها.
لمى شماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية