أطلق عدد من الناشطين السوريين في مدينة إسطنبول حملة باسم "خلينا صح" لتوعية اللاجئين السوريين المقيمين في المدينة بضرورة مراعاة خصوصية المجتمع التركي، وتلافي ما حصل في "غازي عنتاب" و"مرعش" منذ أسابيع، وقام نحو 20 ناشطاً بتوزيع آلاف المنشورات على اللاجئين السوريين التي تحضهم على اجتناب التصرفات التي تسيء إلى المجتمع التركي أو تثير الاحتقان بينهم وبين والأتراك، ومنها ضرورة دفع الفواتير المستحقة بوقتها والالتزام بإشارات المرور فضلاً عن تسليم البيت المؤجر لصاحبه كما استلمه المستأجر، وتضمنت المنشورات عدداً من المحظورات منها "رفع الأصوات بشكل يزعج الآخرين ومخالفة طابور وسائل النقل إضافة إلى رمي المهملات والقاذورات في الشوارع والاجتماع في الأماكن غير المناسبة". وإهداء الجار التركي لقمة طيبة، والأهم من ذلك إشاعة المحبة بين السوريين ذاتهم. وطالبت منشورات الحملة بعض المتسولين بالكف عن هذه الطريقة التي تسيء إلى السوريين وإلى المجتمع التركي على حد سواء.
حول فكرة الحملة والغاية منها يقول الناشط "رائد حقي" المشرف عليها لـ "زمان الوصل": نحن مجموعة من الشباب الناشطين السوريين ممن لا تجمعنا صلة سياسية أو روابط اجتماعية، بل الذي يجمعنا خوفنا وحرصنا على سمعة المواطن السوري وطمأنة المواطن التركي، وخاصة في بلد معطاء مثل تركيا التي ساعدتنا واهتمت بنا وكثفت الجهود الدولية والإنسانية لدعمنا، وأيضا قدمت لنا تسهيلات للعيش في تركيا بكل سهولة، اجتمعنا على إيجاد حلول مناسبة وتقديم اقتراحات من شأنها حل الأزمة الحاصلة ولو نوعياً، وتهدئة نفوس الإخوة السوريين ودعوتهم إلى ضبط النفس واتخاذ الخطوات الإيجابية بهذا الشأن، وحث وتوعية الشباب السوري على تجنب الأفخاخ الخارجية التي تنصب لهم من جهات خارجية للإيقاع بينهم وبين الشباب التركي، ولنحاول أن نصل بفكرة معينة إلى الإخوة السوريين، وهي تنبيهم إلى مواضيع عديدة تخص حياتهم المعيشية بشكل يومي في تركيا من خلال حملتنا التي أطلقنا عليها اسم (خلينا صح).

فعاليات ميدانية
ويشرح الناشط رائد حقي عمل هذه الحملة الشبابية للمرحلة الراهنة الذي تضمن -كما يقول- توزيع ألفي بروشور توعوي في الأماكن العامة التي يتواجد فيها السوريون في المطاعم والأفران (خبز سوري) والمدارس السورية في اسطنبول والمراكز الحيوية التي يرتادونها.
ويردف حقي: عندما وضعنا خطة لتوزيع هذه البروشورات التوعوية كان الهدف منها تجاوز فكرة حملات الشكر التي قام بها اللاجئون السوريون في تركيا سابقاً وأردنا أن تكون حملتنا ذات صدى عملي على أرض الواقع، فما الفائدة إذا أعطيت جاري التركي بروشوراً أشكره فيه على استضافته لي نهاراً، وفي الليل يأتي طارقاً باب منزلي لينتقد سلوكي لأنني لا أدعه ينام من صوتي المرتفع أو أنني ألقي القمامة على باب داره، لذلك ستكون حملتنا القادمة إضافة إلى توزيع المنشورات التركيز على الجانب الإرشادي العملي الذي يتضمن فعاليات ميدانية حقيقية وليس مجرد بروشور وستكون هناك ندوات ثقافية ومنتديات وتوزيع أغذية كنوع من الإغاثة.

مشاكل صغيرة !
وحول رأيه في مدى تفاوت عادات المجتمع التركي عن عادات المجتمع السوري لدرجة خلقت حالة من الاحتقان يقول مدير(حملة خلينا صح):
كل شخص سوري يقيم هنا قبل الثورة يعرف العادات التي يتقيد بها المجتمع التركي وأصبح معتاداً عليها، فللأتراك عادات كثيرة يحافظون عليها منذ مئات السنين ولكن بعض الشباب السوريين لا يعطونها بالاً أو أهمية للأسف مما يخلق حالة سوء التفاهم بينهما، فالعمل لدى المواطن التركي مثلاً مقدس بينما العمل لدى السوري عبارة عن وسيلة لكسب المال والحياة، ولدى الأتراك وقت محدد للنوم وحياتهم اليومية تقف كلها عند ساعة محددة في كل مناطق تركيا بعكس الكثير من السوريين الذين تبدو الحياة مفتوحة أمامهم وجاؤوا من نمط حياة إلى نمط حياة مختلف كلياً، ما أدى إلى مشاكل تبدو صغيرة جداً مقارنة مع المشاكل التي تقع بين الوافدين والمواطنين في أي بلد في العالم، وهناك موضوع اللباس القصير بالنسبة للفتيات التركيات الذي يبدو عادياً بالنسبة للمجتمع التركي يذهبن به إلى العمل والدراسة الجامعية والنزهات والسفر، أما في المجتمع السوري فيعتبر هذا اللباس مخالفاً للعادات والتقاليد، و لعل السبب الرئيسي للمشكلة التي وقعت في كهرمان مرعش هو اللباس الذي بدا جريئاً وغير مألوف بالنسبة للسوريين، ما أدى إلى تحرش بعض الشبان السوريين بفتيات تركيات يلبسنه.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية