أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"رمضان الجائعين" يعصف بلاجئي مخيمات الحدود السوريين

يُعاني السوريون في المخيمات الحدودية مع تركيا ظروفاً معيشية صعبة في شهر رمضان الفضيل من حيث غياب الخدمات، وحتّى المواد الغذائية والإغاثية، ويعيش ما يزيد على 100 ألف نازح موزعين على 36 مخيما ظروفا توصف بالمأساوية في معظم الأحيان في ظل غياب الدعم، وإن وجد، فأصحاب دكاكين المخيمات هم المستفيد الأكبر وفق عدد منهم.

وتقول الحاجة "حسناء" من مخيم "عباد الرحمن" لـ"زمان الوصل": "لقد أتعبتنا الغربة وملاحقة براميل الأسد، وزادت معاناتنا مع شهر رمضان فلا سلل غذائية تصل، ولا طعام يُطبخ في ظل عدم وجود أية مقومات للحياة، واشتداد الحر، وكذلك غياب الماء البارد الذي يطفئ لهيب يوم كامل من الصيام في هذا الشّهر الفضيل".

بدورها تقول أرملة شهيد وتدعى "فاطمة" ولديها 6 أطفال معاقون إن الحياة صعبة للغاية، في ظل عدم تبني أحد لنا من تلك المنظمات الإغاثية التي نسمع بها بين الحين والآخر، فالأوضاع غير ملائمة للعيش أبدا.

وفيما يتعلق بتلقيها دعما من منظمات إغاثية، تقول فاطمة إن الدعم قليل للغاية، ولا يكاد يسد رمقنا في يومين وهو مخصص لعدة أشهر، وكذلك فإن السل الغذائية، فإنها تصل شهرا وتغيب أشهرا أُخرى.

بدوره أشار مدير مخيم حدودي، فضّل عدم الكشف عن اسمه، إلى تبني إحدى الجمعيات الإغاثية الكبيرة لمخيمه، ووعدهم له بتأهيل الطرق وتوزيع المياه، وبسلل إغاثية شهرية.

وأضاف المدير أن أغلب الوعود لم تتحقق، و"لم نجد سوى صور "فيس بوك" لتلك الجمعية التي تدعي الدعم الكامل لمخيمنا، لكن على الأرض السلل تغيب والناس تنام جائعة".

ورصد مراسل "زمان الوصل" في الشّمال السوري تجمع العشرات من الأطفال عند الغروب في هذا اليوم الرمضاني، منتظرين دورهم للحصول على طعام، في وجبة محدودة لحوالي 70 شخصا، حيث أخذ البعض وذهب البعض الآخر يحلم بوجبة غذاء تسد الرمق.

كما أشار مراسلنا إلى عشرات اللافتات المزودة بأسماء مخيمات وتحتها أرقام تلفونات تركية، واصفاً إياها بدكاكين الشحادة على الأهالي، في ظل الدعم المحدود لها، لكنه في الوقت نفسه يشير إلى ظاهرة بدّت "مقززة" من سكن ميسوري الحال في تلك الخيام التي يؤمها الفقراء، وتركهم لمنازلهم في قراهم وبلداتهم التي توصف بأنها شبه آمنة، مشيراً إلى اصطفاف عدد من السيارات الفارهة إلى جانب عدد لا بأس فيه من تلك الخيام.

بقي أن نشير إلى أنّ شهر "رمضان" لهذا العام يمر على السوريين جميعا في ظروف معيشية صعبة، في ظل غياب مظاهر الفرح والابتهاج واقتصارها على العبادات الدينية، فيما يُطلق عليه عدد كبير من السوريين اسم "رمضان الجائعين".






محمد الفارس - زمان الوصل
(113)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي