أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دولة قطر تعلن الحرب ضدي ... داود البصري

ليس في العنوان أعلاه ثمة مزاح ثقيل؟ كما أنه بالقطع ليس كذبة إبريل أو دعاية مجانية أو محاولة للفت الأنظار؟

بل أنها الحقيقة الماثلة بكل وضوح و التي تعلن بؤس الإنفتاح الإعلامي المزعوم و الخوف من أقلام الضعفاء الذين لا يمتلكون المليارات و لا تحميهم القواعد العسكرية و لا تسبح بحمدهم أساطيل و فيالق من المرتزقة، تصوروا أن تنتصب دولة بكامل عدتها و عديدها و سفاراتها لملاحقة قلم بسيط و كاتب متواضع و تفتش في ثنايا مقال ساخر عن ما تتصوره إهانة لها وسط كم هائل من المؤسسات الإعلامية الجبارة التي تمتلكها و في طليعتها قناة ( الجزيرة ) بلغتيها العربية و الإنجليزية!!

تصوروا أن يضيق من رفع شعار الرأي و الرأي الآخر و من حق الشعوب أن تعلم بمقال ساخر عابر ليحاولوا من خلاله تصوير أنفسهم بكونهم ضحايا لهولوكوست تدميري، نعم هذا هو ما فعلته بالضبط دولة قطر و عبر سفارتها في دولة الكويت و من خلال وزارة خارجيتها برفع دعوى قضائية في المحاكم الكويتية ضد جريدة ( السياسة ) الكويتية، وضدي شخصيا مطالبة إياي بالتعويض بمبلغ مالي كبير ( شوفوا إزاي )!! و لربما بتقديمي لمحكمة جرائم الحرب الدولية و بإعتباري وجها من وجوه الإرهاب الدولي لكوني سخرت في مقال نشرته في صحيفة ( السياسة ) الكويتية و كان بعنوان ( أثيوبيا العروبة و قطر الصمود و التصدي ) في يوم 24 إبريل الماضي، سخرت فيه وقتها بلغة صحفية مؤدبة و ساخرة من تناقضات المواقف و السياسات وهو الأمر الذي فعلته كثيرا وضمن إطار الإلتزام بقواعد النقد و الإنتقاد المنهجية المعروفة و في محاولة لتوضيح و مناقشة بعض السياسات و المواقف المتداخلة و التي تبدو غريبة وهي قضية تفعلها أجهزة الإعلام القطرية بما فيها قناة الجزيرة التي وصلت الأمور في بعض برامجها لتعكير العلاقات الدبلوماسية بين الدول و لنبش ملفات و نشر إدعاءات خطيرة ضد قيادات عربية مهمة و تاريخية كما فعلت في الإتهامات الخطيرة ضد الملك المغربي الراحل ( الحسن الثاني ) و علاقاته مع إسرائيل!!

وهي القضية التي أدت لمنع بث نشرة الأخبار المغاربية من مكتب الجزيرة في الرباط!!، و إذا كانت دولة قطر تمارس ستراتيجية دبلوماسية تتسم بالنشاط الكوني و التحرك على كل الملفات الدولية الساخنة فلا بد لها أن تتوقع سيل من الكتابات النقدية و التي تبقى في النهاية مجرد تعبير عن آراء و مواقف قد تكون مغايرة للتوجهات القطرية و لكنها لا تستطيع أبدا الوقوف بوجهها أو مناكفتها لأننا قد تعلمنا بأن الرأي قبل شجاعة الشجعان و إنتقاد المواقف مسألة إيجابية للغاية، أما إسكات الأقلام و محاولة كسرها فتلك بضاعة فاشلة لم تنجح أعتى الأنظمة الدكتاتورية في العالم و أشدها شراسة في كسب نتيجتها النهائية و التي كانت نهاية تلك الأنظمة و سمو و تألق تلك الأقلام، على كل حال مقالي السابق موضوع النزاع و الدعوى القضائية لا يتضمن أي قذف و لا شتم شخصي موجه ضد أحد بل أنه إنتقاد لمواقف سياسية و تصرفات إدارية، و أعتقد أن ذلك المقال ليس هو المستهدف بحد ذاته و نوعه بل أنه الوسيلة للنيل من شخصي المتواضع خصوصا و الجميع يعلم من أنني أكتب تقريبا بالمجان!!

فلا خيل عندي أهديه و لا مال!! و أعلن لكل الرفاق من أهل الإعلام في دولة قطر و ضواحيها و ما جاورها من الأمصار و الدساكر من أنني لا أملك شروى نقير و الحمدلله، و التعويضات المادية الواجب علي دفعها للإخوان في قطر لم أكسبها في حياتي!! و لا يمكن سحبها إلا من حسابي الشخصي في بنك ( دبش )!!، و الحديدة الباردة التي أجلس عليها لاتكفي لسداد ما هو مطلوب مني أبدا!!، و أعتقد أن الأخوة في قطر لا يملكون إلا تعميم طلب دولي للقبض علي و إيداعي في ( غوانتانامو ) حتى سداد المطلوب؟

لأنه بصراحة فإن الشاة المذبوحة لا يهمها السلخ! كما قالت قبل قرون السيدة أسماء بنت أبي بكر ( رض ) وهي تخبر بسلخ جلد ولدها الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير ( رض ) على أستار الكعبة!!

المطلوب مني دفعه ليس التعويضات المادية أبدا فهي ليست الهدف و لا الغرض بل المطلوب إخراس صوتي و كسر قلمي و تحطيم إرادتي و إشاعة الإرهاب القانوني بوجه كل عقل يفكر و يناقش و يسخر!!

حتى السخرية يريدون مصادرتها في زمن العولمة الكونية!!، تصوروا الطرف الذي يصدع الدنيا في الحديث عن مظلومية ( قناة الجزيرة ) وهي تبث إدعاءتها و تنبش الملفات المعقدة يقاتل من أجل النيل من شخصي المتواضع عبر محاولة منعي من الكتابة!! وهو أمر أسعدني للغاية لكونه أكد ميدانيا من أن القلم هو أقوى من كل القواعد العسكرية و من كل المليارات و من كل المؤتمرات القومية!! و من كل الأحاديث عن الحرية و تقديس الرأي و الرأي الآخر، لقد آلمهم قلمي بحبره الأحمر الدامي، و آلمتهم سخريتي السوداء، فكان لا بد لي من دفع الثمن الذي لن يكون أبدا إسكاتي و قبر صوتي فتلك مسألة لا يقررها إلا الخالق الكريم، سأكتب على الجدران و على أوراق الشجر و على الكارتونات الفارغة و سأظل أكتب و أكتب ما أعتقد أنه حق لي و للآخرين حتى يقرر الله أمرا كان مفعولا.

أردت فقط عبر هذا المقال ( البيان ) إعلان موقفي العام فقط فقد أثيرت ضدي بالتزامن أيضا سلسلة من الدعاوي القضائية جميعها تدل على أن قلمي قد تحول لسيف قاطع بتار تتحرك لوأده الوزارات و السفارات!! وهو أمر يسعدني و لا يدميني أو حتى يجرحني! فإذا كانت دولة ما أي دولة تطارد إنسان فأعلم بأن الحق مع الأخير؟ فلست مهربا و لا سفاحا و لا مرتزقا و لا إرهابيا أو صاحب ميليشيا أو أمير من أمراء الحرب، بل صاحب رأي حر قد يصيب و يخطأ و لكنه لا يقتل، لن يستطيعوا قتل الكلمة الحرة و غلق الأفواه... و يا أهلا بالمعارك....؟

 

[email protected]

(121)    هل أعجبتك المقالة (114)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي