أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"زمان الوصل" ترصد.. الاحتياطات الأمنية تعكر حياة موالي حمص بعد أن كانت مطلبهم

حمص - شارع الحضارة

بعد أن كان موالو النظام في مدينة حمص يدعون إلى اتخاذ أقصى الاحتياطات الأمنية، ويضربون "تعظيم سلام" لمن يتشدد بها، ويقدحون بمن يتساهل فيها.. انقلبت أحوال هؤلاء وباتوا أول المتذمرين من تلك الإجراءات التي يتخذها بعض سكان الأحياء الموالية، مسببين عددا من المشكلات، على رأسها الزحام الناجم عن تضييق الطرقات.

وقد رصدت "زمان الوصل" قيام بعض أصحاب الفعاليات التجارية في الأحياء الموالية بسلسلة خطوات من شأنها –حسب اعتقادهم- منع وقوف أي سيارات قد تكون مفخخة أمام محلاتهم، تفاديا لحصول أضرار جسيمة في تلك المحلات، في حال حصل انفجار.

شجارات لاتنتهي
وكانت كتائب معارضة تبنت -غير مرة- استهداف أحياء الموالين داخل مدينة حمص بسيارات مفخخة، أحدثت دمارا كبيرا في الأماكن التي انفجرت فيها، فضلا عن أنها أسقطت عشرات القتلى والجرحى.

ومع تكاثر السيارات المفخخة التي انفجرت، وتفكيك عدد آخر قبل أن ينفجر، تعاظم الهاجس الأمني لدى موالي حمص المتحدرين من لون طائفي واحد في معظمهم، حتى تحول إلى كابوس، جعلهم يشكون بكل حركة، ودعاهم للمبالغة في احتياطاتهم.

ومن تلك الاحتياطات قيام أصحاب بعض المحلات بوضع عوائق (براميل وبلوك وسلاسل وغيرها) أمام محلاتهم؛ تفاديا لركن أي سيارة، لكن هذا الأمر جر على سكان الأحياء الموالية وزوارها جملة من المشاكل، على رأسها تضييق الطرق الفرعية، الضيقة أصلا، ودفع بعض أصحاب السيارات لإيقاف سياراتهم في وسط الطريق بمحاذاة تلك البراميل أو العوائق، ما أدى في كثير من الأحيان إلى صعوبة مرور المشاة، وفاقم من زحام السيارات.

وقد أحدثت هذه الإجراءات تذمرا في أوساط أهالي الأحياء الموالية، وشجارات لا تنتهي بين أصحاب السيارات الذين يضطرون أحيانا لإيقاف سياراتهم لشراء حاجة ما، وبين أصحاب تلك المحلات ومعهم المارة.

فأصحاب السيارات يرون أنهم معذورون في إيقاف سياراتهم وسط الطريق، لأن أصحاب المحلات لم يتركوا لهم خيارا، وهؤلاء يستنكرون على أصحاب السيارات ذلك، والمارة لا يخفون امتعاضهم من تصرف الطرفين الذي يقع وزره على رأس المشاة، ممن باتوا يحلمون بشارع مريح العبور، مثل حلمهم بشارع آمن.

ووسط هذا المشهد الذي يختلط فيه الحابل بالنابل، تتفرع مشاكل أخرى، منها تعرض السيارات للخدش أو "الطعج" وهي تحاول المرور في "المضيق" الذي تركته عوائق أصحاب المحلات لها، وهنا تبدأ سلسلة جديدة من الشجار، محورها "الحق على مين؟" ومن يتكفل بتصليح الضرر الذي لحق بالسيارة، صاحب المحل الذي ضيق الطريق، أم صاحب السيارة الذي لا يتقن القيادة!

"سمّن كلبك"
ولما كانت العوائق التي وضعها أصحاب المحلات لم تمنع السيارات من الوقوف أمام محلاتهم وإن "على مسافة برميل"!، فقد بدأ بعض الأهالي بوضع اللوم على أصحاب المحلات، لأن عوائقهم تسببت في اشتداد الزحام دون أن توقف خطر ركن السيارت المفخخة.

ومع كل هذه المشاكل والشجارات اليومية، ومع فقدان الإحساس بالأمان وفقدان الطريق أيضا.. مع كل هذا، فإن صراخ الموالين لا يجد حتى الآن من يستمع له، لاسيما أن أمور أحيائهم باتت بيد لجان ومسلحين لا رادع لهم، وقد انطبق على اهالي تلك الأحياء المثل القائل "سمّن كلبك يأكلك".

زمان الوصل
(296)    هل أعجبتك المقالة (260)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي