أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"قلم حمرة".. دراما تُذكِّر السوريين بأنهم ليسوا أرقاماً في الأخبار العاجلة

سلافه معمار من مسلسل " قلم حمرة"

كيف لم تستطع الحرب السورية خلق مساحات درامية جديدة؟ سؤالٌ أحبطت الإجابة عليه مشاهدي الدراما في رمضان الماضي عندما خيبت معظم الأعمال السورية الآمال المعلقة عليها، لكن "ورد" التي كتبت من داخل زنزانتها المنفردة، قصة مسلسل "قلم حمرة"، وحركت شخوصها رغم أنها محصورة في منفردة لا تتجاوز مساحتها؛ المتر، اثبتت أن الدراما السورية ليست ضمن قائمة الخسائر التي يدون عليها السوري في كل يوم تفاصيل جديدة كانت في متناول يده، وصارت على قائمة خسائره.. 

يشعر مشاهد مسلسل "قلم حمرة" تأليف يم مشهدي وإخراج حاتم علي، أنه يتابع يوميات دمشق، منذ بدايات الثورة، بعينٍ بعيدة عن عدسة الأخبار التي حولتنا "نحن السوريين" إلى أرقام، أما في "قلم حمرة"، فإن أجسادنا التي تعاني من ندوب الحرب، تستعيد إنسانيتها، لنتذكر أن تحت أخبار الحرب تفاصيل لأشخاص أحبوا وكرهوا، نجحوا وفشلوا، تفاصيل لأشخاص مازالوا يحلمون بنجاحات فريدة تشبه فقط أصحابها، قبل أن تصبح "الحرية" حلما ينقسم السوريون حوله.

لاشك أنه لولا الحرب السورية، أو أياً كانت تسميتها "ثورة أو أزمة أو أحداث" لما قفزت يم مشهدي بهذه الجرأة فوق جميع الخطوط الحمر، وكيف لا، وقد سقطت في المجتمع السوري جميع المحظورات، فكان العمل صدمة فنية، بعيدة أولاً عن دراما العشوائيات التي أنهكت جمالية الصورة ومكنت الدراما التركية من حجز مكان لها، على شاشات اشتاقت إلى الأناقة، وثانياً؛ عن الدراما الشامية التي حولها "باب الحارة" إلى كوميديا سوداء، فحاكى "قلم حمرة" مجتمعا غطت أخبار الحواجز وقذائف الهاون تفاصيله، بمصداقية لم تنل مقصات الرقيب.

على الرغم من أن مؤلفة العمل يم مشهدي، شكرت قبل بداية العرض، عبر صفحتها على فيسبوك، قناة السومرية لأنها الوحيدة التي تحملت أفكار "قلم حمرة"، إلا أن ذلك لم يقلل من أعداد المشاهدين السوريين الذين تابعوا العمل على يوتيوب، وشاركوا حلقاته على صفحاتهم، ليتأكدوا من وصوله إلى أكبر شريحة ممكنة، وكأنهم يقولون من خلال "قلم حمرة" لسنا مجرد أرقام في أخبارا عاجلة؛ فقد كانت لدينا حياة، ولكنه الخوف كما ورد على لسان بطلة العمل سلاف معمار:"سلاح لحدا تاني يتحكم فيك"، كل ما في الأمر أن السوريين حاولوا قتل هذا السلاح.

لمى شماس - زمان الوصل
(230)    هل أعجبتك المقالة (236)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي