تضاربت الأنباء حول قيام زعيم جبهة النصرة "أبو محمد الجولاني" بإعلان "إمارة إسلامية"، لكن الثابت حتى ساعة إعداد هذا الخبر أن الصفحة الرسمية لجبهة النصرة لم تنشر شيئا بهذا الخصوص، وأن أكثر من تلقف الحديث عن "الإمارة الإسلامية" ونشره هم تابعو ومؤيدو تنظيم البغدادي!، ولكن ليتخذوه أداة للانتقاد والسخرية والشتم.
شرارة الحديث عن "إمارة إسلامية" انطلقت منذ أيام عبر نشر تلميحات إلى قرب الإعلان عن أمر خطير، ليتبعها قبل ساعات نشر مقطع صوتي "مسرب" لم يعرف مصدره لكلمة قيل إن "الجولاني" ألقاها في جنوده، ومن ضمن ما ورد في هذه الكلمة التي لم يحدد تاريخها: "قد آن الأوان لأن نقيم إمارة إسلامية على أرض الشام".
ومما ورد أيضا في هذه الكلمة: " لن نسمح لأحد كائنا من كان أن يقطف ثمار جهادكم، مهما بلغت بنا الحال، ولو لم يبق منا قطرة دم واحدة.. لن نسمح لا لمشاريع علمانية ولا لمشاريع انبطاحية ولا لمشاريع خارجية غالية (من الغلو)، لن نسمح لأحد كائنا من كان أن يقطف ثمار جهادكم".
ولدى رجوعها إلى حساب "جبهة النصرة" الرسمي، لم تجد "زمان الوصل" حتى اللحظة أي تصريح أو تلميح إلى كلمة زعيمها، ولا إلى "الإمارة الإسلامية".
فيما أكد أحد الإعلاميين البارزين المحسوبين على تيار القاعدة أن الكلمة هي للجولاني بالفعل، وأنه ألقاها في حضور فصائل متعددة، وليس جنود النصرة فقط.
وقال هذا الإعلامي على حسابه الرسمي إن هناك "بشريات بيعات عظيمة لجبهة النصرة هذه الأيام"، موضحا أن إعلان "الجولاني" عن الإمارة ليس كإعلان تنظيم البغدادي عن الخلافة، "فالإمارة ليست خلافة ولا تمددا على حساب باقي الفصائل وتكفيرها".
لكنه –أي الإعلامي- عاد بعد كل تغريداته ليختمها بعبارة ملتبسة تقول: "أنا لا أنفي ولا أثبت شيئا، وما أنا إلا عبد فقير!! انتظروا فقط"؛ قاصدا أنه لا يؤكد ولا ينفي خبر إعلان "الإمارة".
أما القطب السلفي الجهادي إياد قنيبي فقد اكتفى بتعليق مقتضب قال فيه: "ادعاء أن (الجولاني يعلن إمارة إسلامية في الشام) غير صحيح فيما يبدو، إذ لم يذكره معرف (حساب) النصرة الرسمي، ومع ذلك سارع البعض إلى الاستهزاء".
ومع ذلك فقد كان لافتا عبر متابعة "زمان الوصل" لخبر "الإمارة" أن كتيبة صقور العز في حلب، نشرت قبل ساعات قليلة خبرا عن مبايعتها للجولاني، تقول فيه: "نبشر المسلمين والمجاهدين بـانضمام الصقور للنصرة، والبيعة لأمير تنظيم القاعدة في بلاد الشام: الشيخ الفاتح أبو محمد الجولاني أمير جبهة النصرة، نسأل الله العلي القدير أن يكون هذا الانضمام وهذه البيعة بداية الطريق لتوحيد صفوف المجاهدين على أرض الشام".
وتعد "صقور العز" إحدى الكتائب الجهادية الفاعلة في الساحل السوري، وهي تحت قيادة الجهادي البارز "صقر الجهاد"، الذي بايع النصرة مع كتيبة الصقور في الساحل قبل 6 أشهر، وترك الخيار لفرع الكتيبة في حلب، وقد اختارت "صقور العز" في حلب التريث حينها لتعلن أخيرا عن مبايعة "الجولاني".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية