أفاد ناشطون من حي الوعر بمدينة حمص بانقطاع شبه كامل لمادة الملح عن المدينة السكنية المذكورة، التي تعج بنحو 400 ألف نسمة معظمهم نزح من أحياء حمص القديمة والمحاصرة سابقا.
وأكدوا أن المخزون المتوفر من الملح عند الأهالي والمحلات التجارية قد نفذ تماما بعد تعمد النظام منع إدخال هذه المادة الأساسية للطبخ وتحضير المأكولات المختلفة بذريعة أنها تدخل في صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة...!
ويقول أبو صلاح أحد الناشطين في حي الوعر إن العثور على مادة الملح في الوعر أصبح حاليا بمثابة الحصول على كنز ثمين..! مشيرا إلى أن حواجز قوات النظام التي تحاصر الحي المذكور، وبخاصة حاجز المزرعة، يتشددون بتفتيش حمولات سيارات الخضار والطعام التي تدخل إلى الوعر بين الفينة والأخرى ويصادرون أكياس الملح منها.
وأشار الناشط إلى أن التشدد بمراقبة ومنع دخول الملح إلى الحي بدأ منذ أكثر من أربعة أشهر، الأمر الذي أدى إلى نفاذ جميع الكميات الموجودة من المادة في بيوت الأهالي...!
ويعتبر حي الوعر الذي يبعد عن وسط حمص التجاري قرابة الخمسة كيلو مترات واحدا من أكبر أحياء مدينة حمص..وهو ينقسم إلى قسمين الوعر القديم ويضم أحياء الميماس والميرسي والقضاة، أما الوعر الجديد، فيتألف من 9 جزر سكنية تشكل كل واحدة منها بمثابة حي مصغر.. ويجاور الوعر قريتان مواليتان للنظام من الطائفة الشيعية هما "الرقة والمزرعة".
ويحتوي الوعر على عدد من المنشآت العامة كتجمع الكليات العسكرية ومنها الكلية الحربية والمشفى العسكري وبنك الدم والأشغال العسكرية وفرع الأمن الجنائي ومشفيي الوليد وحمص الكبير ومدينة المعارض وغيرها.
ويعمل النظام منذ حوالي العام على تطبيق سياسة حصار وتجويع خانق على حي الوعر، عدا عن استهدافه يوميا بشتى أنواع الأسلحة، الأمر الذي أدى إلى تقلّص أعداد القاطنين فيه من 800 ألف نسمة إلى حوالي 400 ألف، حيث غادره هؤلاء إلى أحياء حمص الخاضعة لسيطرة النظام، ولجأ البعض إلى المدن الأكثر أمنا كدمشق وحماة واللاذقية وطرطوس، بينما فضّل الآخرون الذهاب إلى لبنان والأردن.
ومنذ بداية شهر رمضان الحالي اتفق النظام مع كتائب الجيش الحر في الوعر على تطبيق هدنة ووقف لإطلاق النار لمدة عشرين يوما كمرحلة أولى، على أن تشمل المرحلة الثانية، وقفا دائما لإطلاق النار يرجح البعض أن تكون مشابهة للاتفاق الذي تم منذ شهرين في حمص القديمة.
مأمون أبو محمد -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية