مصدر: الجربا خلف بوعده مع "الديمقراطية" وعلاقته مع كيلو تحولت إلى "خصام"

وصف مصدر من داخل الكتلة الديمقراطية في الائتلاف الوطني لـ"زمان الوصل"، مشترطا عدم الكشف عن اسمه، وضع كتلة الديمقراطيين التي ينتمي إليها رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا بأنه حرج جداً، و"القضية أصبحت شوربة".
وتابع المصدر إن الحكاية بدأت فور انتخاب الجربا لأول مرة، حيث أضاعت الكتلة الديمقراطية التي سيطرت على الائتلاف فرصة كبيرة لإصلاحه، ولم تنفذ برنامج إصلاح الائتلاف الذي اتفق عليه في اجتماع الكتلة الأول في القاهرة قبيل انتخابات رئاسة الائتلاف وضم حينها نحو 30 عضواً، ورشح ميشيل كيلو الجربا لرئاسة الائتلاف في هذا الاجتماع، وقامت الكتلة وحلفاؤها بإنجاحه. وبحسب المصدر فإن هذا البرنامج الذي كان يشمل تغيير النظام الداخلي للائتلاف وتحويل الائتلاف لمؤسسة وتوسيع التمثيل ووضع برنامج سياسي معلن وخطة إعلامية تسد نقصاً هاما، إلا أنه لم يوضع في التنفيذ.
وأفاد المصدر بأن بعض الأعضاء، الذين تبين أنهم جاؤوا إلى الكتلة لدخول الائتلاف فقط مثل فرح أتاسي وسميرة المسالمة وبسام الملك وزياد بوحمدان وكمال اللبواني ووليد البني ومحمد الدندل وغيرهم، ابتعدوا عن الكتلة فوراً أو تركوها لأكثر من سبب.
وأشار المصدر إلى أن بعض أعضاء الكتلة تحولوا إلى ما يشبه الموظفين عند الجربا بدلا من أن يكون لهم شخصياتهم وراؤهم المستقلة.
واتهم المصدر الجربا، بعد تسلمه منصب رئاسة الائتلاف، بأنه أهمل الكتلة الديمقراطية، و"اغتر بمنصبه وأخذ يتصرف بمفرده ولم يعد يلتفت للكتلة الديمقراطية إلا للتصويت، ولم يهتم بأي إصلاح للائتلاف رغم بعض التحسن قد طرأ على عمل الائتلاف ولكنه دون المطلوب بكثير".
وأردف المصدر بأن الجربا شرع يبني تياراً خاصاً به، مستخدما الدعم المالي والعسكري السعودي الذي يأتي عن طريقه، وهو بذلك يشبه مصطفى الصباغ "وهذا الوضع مؤسف بالنسبة للاثنين فالمال يأتي لحسابات خاصة بكل منهما وليس لحساب بنكي خاص بالائتلاف".
وبحسب مصدر "زمان الوصل" فإن سلوك الجربا أزعج ميشيل كيلو الذي رشحه وجاء به للرئاسة، ما أسفر عن ردة فعل سلبية وإهماله للكتلة وعدم تنظيم عملها كما هو مطلوب، وذلك ما أسهم في تراجع دورها متيحا للجربا المزيد من النفوذ والتفرد بالقرارات، وبدأ الشرخ يكبر إلى أن انتهى إلى عداء بين الاثنين... لذلك فقد أضاعت الكتلة الديمقراطية فرصة كبيرة وثمينة لإصلاح الائتلاف يتحمل مسؤوليتها أحمد الجربا أولا وميشيل كيلو ثانياً.
وأردف المصدر الذي سرب لـ"زمان الوصل" قرارات الهيئة السياسية الأخيرة إن ميشيل كيلو طرح منذ نحو شهرين إنشاء هيئة استشارية في الائتلاف، الأمر الذي رفضه الجربا لأنه رأى فيها مجموعة يتشكل معظمها من أفراد ضده وسيكون واحدا منهم، ولكن هذه الهيئة الاستشارية التي لم تتشكل رسمياً اتخذت طابع مبادرة توافق، ولكنها في الواقع كانت كتلة في مواجهة الجربا ولم يكن لها أي برنامج وهذه الكتلة تجمع مصطفى الصباغ ومجموعته ومجموعة المجلس الوطني التي كانت تقف مع الصباغ دائماً.
وأكد المصدر انحياز الإخوان المسلمين إلى الصباغ، بينما قسموا أنفسهم في السابق بين الجربا والصباغ (الآن السعودية اعتبرتهم تنظيما إرهابيا فارتدوا علانية إلى قطر)، ولكن بقي نذير الحكيم مع الجربا وانحاز ميشيل إلى هذه الكتلة بل كان هو المبادر لتشكيلها.
وبحسب المصدر فإن أسماء الهيئة الاستشارية "المبادرة" هم: (رياض سيف، جورج صبرة، ميشيل كيلو، محمد فاروق طيفور، أحمد رمضان، أحمد معاذ الخطيب وهو لم يعد عضواً في الائتلاف، برهان غليون، صلاح درويش، أحمد طعمة، مصطفى الصباغ، عبدالباسط سيدا، رياض حجاب، وغيرهم).
وكشف المصدر أن فايز سارة انحاز إلى الجربا ضد ميشيل كيلو، وكان سارة قد ترشح لرئاسة الكتلة الديمقراطية قبل نحو شهرين بدلاً من كيلو، فانسحب الأخير من الترشح لرئاستها ليترسخ الموقف المتباين بين الاثنين.
ولكن كيلو لم يترك الكتلة الديمقراطية للجربا -والكلام مازال للمصدر- فحرض موفق نيربية للترشح في مواجهة هادي البحرة لأن البحرة يتبع للجربا بشكل كامل بينما موفق مرشح أضعف من هادي ولا يقف مع الجربا ويمكن التأثير عليه.
وفي انتخابات الكتلة الديمقراطية لتحديد من سترشح لانتخابات رئاسة الائتلاف نجح موفق نيربية بعشرة أصوات وهادي البحرة جمع تسعة أصوات، وبحسب هذه النتائج لا يجوز للبحرة أن يترشح لرئاسة الائتلاف... ولكن هذا لم يعجب الجربا واعتبرها لعبة لكيلو ضده.
فموفق نيربية -يقول المصدر- لم يكن من الكتلة الديمقراطية فعلا خلال السنة الماضية وكان يقف على أطرافها وبحسب مزاجه، بل كان ينسق أحيانا مع رياض سيف الذي كان يقف مع الصباغ.
وأبان المصدر أن مجموعة التوافق أرادت ترشيح رياض حجاب، لافتا إلى أن الأخير لن يرشح نفسه إلا إذا جرى التوافق عليه. وأضاف أن مجموعة التوافق قد تبرم مثل هذه الصفقة مع نيربيه ليكون أمينا عاما ويدع الرئاسة لرياض حجاب.
وألمح المصدر إلى أن الجربا قد تحرك لترتيب ترشيح البحرة بغض النظر عن انتخابات الكتلة الديمقراطية لنيربية، غير مستبعد أن يدخل في صفقة مع الصباغ ذاته على تقاسم معين: فهما الآن يعتبران نفسيهما المحركين الرئيسيين للائتلاف وسيكون هذا على حساب ميشيل كيلو والكتلة الديمقراطية التي تتحول لتكون كتلة الجربا، معتبرا أنه "في كل الأحوال فإن الكتلة الديمقراطية انتهت".
ووصف المصدر ما يحدث، بالمقاييس الوطنية، بأنه مشين لأبعد الحدود، معتبرا أن "جميع أقطاب الائتلاف يفتقدون لأي حس بالمسؤولية".
وتوقع أن هذه الانتخابات لن تُحدِث أي فارق في أداء الائتلاف، مؤكدا أنهم اختزلوها بصراع حول رئاسة الائتلاف ورئاسة الحكومة وهيئة الأركان، وأن مصير الحكومة والأركان سيتوقف على نتائج انتخابات الائتلاف، بينما -كما يقول المصدر- لم يتم التطرق لأي برنامج إصلاح للائتلاف ولم تقدم أية كتلة برنامج إصلاح ليعرف الناس ماهي أوجه الاختلاف وما هو المستقبل.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية