أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من "زمان الوصل" إلى أمير المؤمنين حفظه الله ورعاه

دونما أي استهلال ولا أحكام مسبقة ولا أحكام قيمة، حاولت أن أسمع خطبة السيد "أبو بكر البغدادي" بعقلي، علّي أصل لبعض حقيقة، فأصبت بحالة سأرويها لكم بكل شفافية، آخذاً باعتباري بيئتي وتنشئتي، فيما سبق، وقناعاتي ورأيي الذي تشكل إثر قراءة ومخالطة وتعايش، فيما لحق.

الانطباع الأولي بعد سماعي لخطبة الجمعة للسيد البغدادي التي ألقاها منذ يومين -6 الجاري- بجامع الموصل الكبير، أني رأيت الرجل يدعو إلى طاعة الله وإحقاق الحق وإقامة الشرع والعدل ودولة الإسلام.

لكني سرعان ما تنبهت إلى أن السيد البغدادي –حفظه الله ورعاه- استخدم لوناً واحداً في كلامه، أي جانب الجهاد وبعض الترهيب في الدين، الذي له عقابيل عاطفية آنية وتأثير مباشر، إن لم أقل تغييبيا أو تخديريا، ذاك الوجه الذي يدعو الناس للإيمان ومحاربة المشركين كي يحققوا السعادة في الحياة الدنيا ويفوزوا بالجنة في الحياة الآخرة. ولم يتطرق إلى الحريات التي أتى عليها الدين الإسلامي على وجه التحديد، فلم يأتِ مثلاً إلى {من شاء فليؤمن} ولو أتبعها {إنا اعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرداقها}.

تطورت تلك الحالة بعد قليل من التفكير، وسألت نفسي، أليس أمير المؤمنين البغدادي ومن ناصره ووالاه وبايعه، الحق في المعتقد والتعاطي، اللهم إن لم يقصوا سواهم ويصادروا حقوقهم.

بمعنى آخر، –سألت نفسي- لماذا لا يتم تشكيل فصيل من علماء الدين والساسة، ليحاوروا البغدادي وأركان دولته الإسلامية، أسوة بما فعلوا على مر عقود، مع الرؤساء والزعماء، هذا إن كانوا يتجرؤون ولا يطيعون بشكل مذل وأعمى كما رأينا عبر عقود، بل وعمل المفتين وأرباب الشعائر كأبواق وعبيد للسلاطين والرؤساء.

وتعمّقت هذه الفكرة لديّ عندما دخل عليها رافدان.

الأول أن الإقصاء والإلغاء والرفض، هو السبب الأهم في التطرف والتفكير بالتغيير القسري والعنفي، فلو سمح الحكام العرب الخائفون على كراسيهم لأصحاب الفكر، على اختلافهم، بالكلام وحرية المعتقد، لما وصلت الشعوب للتطرف الديني والفكري والجنسي.

أما الرافد الثاني، أن المعاداة والاحتراب، سيشغلون الجميع عن حقوقهم بالعيش والحرية ويصرف السوريين عن هدفهم الأساس الذي خرجوا من أجله.

من ثم، تطورت الفكرة بالاستناد إلى خطبة السيد البغدادي، إذ لم ألمس خلالها تركيزاً على عدو محدد، بل ثمة دعوة "لمحاورة المشركين" وفي ذلك-ربما– مساواة أمريكا بإسرائيل بالمالكي والأسد مع المسلم المرتد، وبسلاح استنهاضي واحد هو نبش الجانب الجهادي في دواخل الجمهور وغاية واحدة هي إقامة الدولة الإسلامية.

خلاصة القول: لن أغرق في لباس السيد البغدادي الأسود الذي قد يروق للبعض وصفه بأنه ليس من عادات أهل السنة والجماعة بقدر ما هو طقس شيعي له علاقة بالمظلومية والنكوصية والحزن على مقتل الحسين رضي الله عنه. أو بما قد يعلل البعض بأن بعض الطرائق ومنها الرفاعية تنحو صوب هكذا أزياء.

ولن أسأل عن خطبة علانية في يوم جمعة أم َّخلالها "أمير المؤمنين" ولم يصب هو والمسجد بأي أذى، لا من طائرات المالكي ولا صواريخ أوباما أو الأسد.

بل سأسأل السيد "أمير المؤمنين" وبكل طيبة وعفوية:
هل ما يقوم به مؤيدوه أو مبايعوه، من خطف وقتل وصلب، هو من الدين الإسلامي بشيء، وهلّا فعل السلف الصالح، من نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام، مروراً بالخلفاء الراشدين عليهم رضوان الله، وصولاً للخليفة عمر بن عبد العزيز. الشيء ذاته مع المشركين، حتى أؤلئك الذين كفروا وآذوا وتآمروا..بل وعذبوا رسول الله.

أم ترى كل ما ينسب للدولة الإسلامية هو حرب إعلامية لأنها مستهدفة من محطات مغرضة وإعلام مضلل؟!.

وأسأل الأخ البغدادي أيضاً، ما هو مصير من يخالفكم الرأي، أو بعضه على الأقل، بعد تفشي التشدد الذي يعتمده الأنصار والمهاجرين وتطبيق الشرع الذي يرونه هم حقا، بحد السيف.

أم ترى الآلة الإعلامية المغرضة والعلمانية تحاول تشويه سمعة الدولة الإسلامية، كي لا تظهر دولة تصارع الكفر والكفار وتنصر الدين والمسلمين؟!.

لن أكثر على مولانا "أمير المؤمنين" بالأسئلة لأعرف رأيه بالعلم الدنيوي ومنتجاته من تكنولوجيا ومستلزمات، ولا كيف ينظر للمرأة ولحقوق الإنسان..ولا حتى مصير غير المسلمين في سوريا.

وسأطرد أي فكرة شيطانية تقفز إلى ذهني حول عدم التوجه إلى مناطق يسيطر عليها النظام السوري وعدم مواجهته، وإقامة الدولة في المناطق المحررة أو ما يشاع حول مقاتلة الجيش الحر والثوار بمن فيهم الإسلاميون.

كما أني أعتقد أن تسييد المهاجرين والسعي لمناطق غنية بنفطها ومائها وغذائها مسائل يمكن تأجيلها، ما يمكن تأجيل أسئلة لا حصر لها تجتاح السوريين المعذبين والمشردين، بعد كل الذي حل لهم وبهم..لأسأل أخيراً: هل إسقاط النظام السوري والظلم وتحقيق حلم السوريين بالعدالة والمساواة والديمقراطية التي تتلاقي بالمطلق مع خطبتكم الأولى، أم إقامة الدولة وترك النظام ولو تقسمت سوريا بين دولة علمانية ودولة إسلامية تضمن الاحتراب والصراع وسفك الدماء لعقود هي الأولى؟!

سائلا الرب الرحمن الرحيم ألا تكون أسئلتي موضع إزعاج ومضايقة لديكم مولانا ودمتم ودام عدلكم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.




البغدادي.. خطبة الزعيم المنفصل عن تنظيمه، أم التنظيم المنفصل عن زعيمه؟
2014-07-05
لعلها مفارقة وأي مفارقة أن يظهر البغدادي بشحمه ولحمه ووجهه المكشوف على الملأ، قبل أن يظهر شقيقه اللدود "الجولاني"، ولعلها مفارقة أكبر أن يخطب البغدادي في الموصل بخطبة لا يذكر فيها لفظ "مرتدين" أو "صحوات"، ولا يتوعد فيها...     التفاصيل ..

زمان الوصل - خاص
(268)    هل أعجبتك المقالة (236)

Ayman Harb

2014-07-06

آخر جرائم الوهابية بحق الإسلام . سفاح،"خليفة"رسول الله ص.


راعي غنم

2014-07-06

انت اكثر شخص يتفهم مهنتي، وعندي طلب واحد فقط من اين اشتريت ساعتك، انا عندي ما يقارب الخمسين الف دولار ميزانية الساعة الجديدة، ارجوا الافادة..


عبدالله

2014-10-23

الله يلعنك ..... شوهت صوره الاسلام والمسلمين انت اصلا بعيد عنهم بس نهايتك قريبه انشالله / اللهم انصر الاسلام والمسلمين.


احمد

2017-06-16

اوسخ شخص على وجه الارض .. متخلف.


التعليقات (4)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي