اعتبر الداعية السعودي الموجود في سوريا عبدالله المحيسني أن "ادعاء اسم (الخلافة) دون تحقيق شروطها هو دغدغة للمشاعر، واستغلال لعواطف المسلمين وإضرار بدين الله"، وذلك في معرض تعليقات له حول إعلان تنظيم دولة العراق والشام لما سماه "الخلافة الإسلامية".
المحيسني الذي الذي حمل درجة الدكتوراة في الشريعة، وعرف بتنقله بين الجبهات ولقائه بكثير من قادة الفصائل، قال إن جماعة البغدادي ليست أول من أعلن الخلافة، فقد أعلنت من قبل في الجزائر "وقاتلوا وتناحرت الأمة وفرح الغرب وعملاؤه بهذا الاستعجال".
وتابع: ومنذ سنتين أعلن أبوالبنات ومن معه الخلافة في سوريا، وطالب بالبيعة وانعزلوا عن شورى الأمة وانتهوا!، وأعلن شباب في أفغانستان الخلافة وخرجوا على المجاهدين وألزموا الأمة بييعتهم وقاتلوا فقتَلوا وقُتلوا".
ووصف المحيسني إقدام تنظيم البغدادي على إعلان الخرفة بأنه "مشهد من مشاهد تفريق صف المجاهدين ومحاولة وأد الجهاد وتمدد النزاع والفرقة وإراقة الدماء"، مستنكرا هذا الإعلان دون رجوع التنظيم "ولو لعالم معتبر واحد".
وتطرق المحيسني إلى ما سماه شروط الخلافة، واهمها التمكين والشورى، منوها بأن التمكين يجب أن يكون حقيقيا ومعتبرا لا وهمياً، وكذلك الشورى يجب أن تكون نبوية لا فئوية.
كما إن من شروط الخلافة "معرفة الخليفة عينا وحالاً"، و"غالب أهل الحل والعقد في الأرض لايعرفون البغدادي فضلاً عن أن يختاروه".
وقال المحيسني إن إعلان ما يسمى دولة العراق والشام كان خطأ جر على الأمة دماء وويلات، سيتحملها كل من أيد وناصر وبايع، متسائلا عن كم الدماء التي ستسفك بعد إعلان الخلافة بلا تمكين ولا شورى.
وفند اللمحيسني الدعوى التي توقل بأن لتنظيم البغدادي "تمكينا" في سوريا، معتبرا أن التنظيم غير "ممكن" في العديد من المناطق، مضيفا: إنه والله خطأ فادح –إي إعلان الخلافة- وفتنة عمياء، ويزداد الخطأ شناعة حين ينبني على الخطأ دماء وانتهاك أعراض، فإعلان البغدادي لخلافته واعلانه لقتال كل من لا يعترف ببيعته استبداد سيهريق شلالات من دماء الموحدين، فويلٌ للمبايعين والمناصرين من شؤم هذه الدماء يوم يقفون بين يدي الجبار سبحانه".
ونبه المحيسني إلى أن الخلافة التي لا تكون على منهاج النبوة لا تعدو الحكم الجبري الذي أخذ بـ"التغلب والاستيلاء"، مردفا: "وقد اتفق أهل العلم على فسق الإمام المتغلب، ويجب دفعه في المناطق التي لا ولاية ولانفوذ له فيه.. وهو على فرض صحة بيعته متغلب على الرقة يبايعه أهل الرقة لتغلبه، لكن بقية البلدان لا تراه إماما بلا شورى ولأنه متغلب فهو فاسق لا تجوز بيعته عندهم بل يدفعونه".
ولخص المحيسني رأيه في "خلافة البغدادي"، قائلا: ليست بيعة البغدادي خلافة ولا تغلباً، بل بيعة باطلة جرت على الأمة ويلات وفرقت صفهم وسفكت دمائهم، وإعلان الخلافة من طرف واحد دون باقي طوائف الحق إنما يؤكد باطل هذه الجماعة وتعديها على حق المسلمين".
وختم موجها كلامه إلى تنظيم البغدادي: "إن دين الله ليس بشعارات رنانة ولا كلمات براقة، وستعلمون نبأ صنيعكم ولو بعد حين".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية