كان الطفل شعبان يجلس مع أخته سعاد في إحدى الفسحات الخضراء المحيطة بتمثال أتاتورك في ساحة تقسيم، يتقاسمان ما حصلا عليه من طعام وحلوى، من مائدة الرحمن الموجودة في الساحة، ولما سألتهما لماذا لا يجلسان على الموائد مثل بقية الصائمين، أجابا بأن الشرطي منعهما من ذلك، وأضافا، أنهما غير صائمين، وأنهما وبقية زملائهم المتسولين أخذوا حصتهم من الطعام وتوجهوا إلى حدائق الساحة لتناولها.
وتحرص العديد من مناطق مدينة اسطنبول على استضافة موائد الرحمن في ساحاتها، خلال شهر رمضان المبارك، ولكن من غرائب رمضان الراهن؛ مائدة الرحمن الموجودة في ساحة تقسيم والتي بسبب كثرة سياحها الأوربيين وتجمّع المعارضين لحزب العدالة والتنمية الإسلامي فيها، تجعلك تنسى أننا في شهر الصيام، لتُذكِّر مائدة الرحمن بأصوات الأناشيد الدينية التي تصدح منها المارة بأن لرمضان طقوساً تفرض نفسها حتى على ساحة تقسيم، ولا يقتصر رواد موائد الرحمن في تقسيم على الضيوف الجالسين على الموائد، بل أن خيرها يعمُ على المتسولين السوريين الذين اتخذوا من ساحة تقسيم مكاناً دائماً لإقامتهم، فاقتسموا طعام موائد الرحمن مع الصائمين الأتراك، دون أن يُسمح لهم بالجلوس على الموائد المسورة.
وبحسب الناشط الميداني إحسان، فإن العديد من العوائل السورية الفقيرة، تفطر في موائد الرحمن، موضحاً أنهم يقدمون طعاما لذيذا وجيدا، ولايستهينون بروادهم الفقراء.
ويضيف الناشط: تنتشر الموائد الرحمانية في معظم الساحات الكبرى، خاصة في المناطق المؤيدة للحكومة التركية ذات الأكثرية الإسلامية وهي ذات المناطق التي يقطن فيها السوريون بكثرة. لذلك وفق إحسان فإنه لا يُخشى على الصائمين السوريين في اسطنبول.
لمى شماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية