لم تنتهِ بعد احتفالات أهالي المخيم بعد أنباء توقيع اتفاقية تحييد المخيمات، حتى خاب أملهم سريعاً، فالهدنة متوقفة إلى أن يرضخ المحاصرون للنظام والعودة لحضنه عبر تسوية الأوضاع.
عند دوار البطيخة ينتظر مئات الأهالي يومياً ممن خرجوا من المخيم، ليواجهوا مصير النزوح، وها هم ينشدون العودة إليه اليوم بعد أن أعلن عن توقيع الاتفاق، لكنهم يقفون لساعاتٍ عند دوار البطيخة، أما من جانب المخيم فقد قام الأهالي بتنظيف الشوارع استعداداً لاستقبال أهلهم العائدين، ويأتي رد النظام كل مرة بمنعهم من الدخول ويؤكد أن هناك أموراً أمنية مازالت عالقة.
المخيم الآن بات خالياً من جميع المقاتلين باستثناء أبنائه، وذلك تنفيذاً لأحد بنود الهدنة الذي اشترطه النظام بخروج كامل المقاتلين الغرباء.
وكان المحاصرون بانتظار دخول ورشات الصيانة للكهرباء والمياه والهاتف لكن انتظارهم لم يجدِ نفعاً حيث لم ينفذ النظام من جانبه أي بندٍ من بنود "تحييد المخيم" وفق ما يؤكد الناشط محمود نصار، فالاتفاقية حسب وصفه تراوح مكانها، والنظام ما زال مصراً على موضوع تسوية أوضاع المطلوبين لديه، في حين يرفض هذا الأمر أبناء المخيم.
ويؤكد الناشط أن الحصار عاد عليهم أشد مما كان قبل الحديث عن التقدم في موضوع الاتفاقية، مؤكداً عدم دخول أي مواد غذائية منذ ما يقارب الشهر إلى المخيم.
ويتحفظ الناشطون على مسألة تسوية الأوضاع إن لم نقل أنهم يرفضونها بشكلٍ قاطع، حيث لا يمكن الثقة بالنظام حسب وصف أحد الناشطين الذي فضل عدم ذكر اسمه، ويؤكد أنه أحد الأشخاص المطلوبين من قبل النظام، ولا يمكنني التفكير في اللجوء للنظام وتسوية وضعي لأنني على ثقة أنه حتى لو لم يعتقلني الآن فسوف يفعل ذلك لاحقاً.
ويرى الناشط أن موضوع تسوية الأوضاع يريد النظام الاستفادة منه إعلامياً، ورميه طعماً لباقي الناشطين لكي يتوجهوا إلى هذا الخيار، ويضرب مثالاً على المقاتلين من حمص القديمة ممن سلموا أنفسهم مصدقين وعود النظام بتسوية أوضاعهم لكن مالبث النظام أن نفذ أحكام الإعدام بحق 20 مقاتلا وهو الأمر الذي أكده الائتلاف.
ويضيف الناشط بالقرب من المخيم هناك حالات من شباب جنوبي دمشق ممن "عادوا إلى حضن الوطن" كما يحلوا لإعلام النظام أن يقول ما زالوا ضمن المعتقلات مجهولي المصير.
وحتى لو حاول المفاوضون الحصول على ضماناتٍ من قبل النظام، إلا أن أحداً لا يمكنه محاسبته فيما بعد في حال نقض وعوده حسب الناشط الذي يؤكد أن لا ثقة بأي ضمانٍ من قبل النظام، حيث سيعاود اعتقال من يريد غير مكترث بالاتفاقية.
وسبق وأن حذر الناشطون منذ بداية الحديث عن هدنة تحييد المخيمات قبل ما يقارب الستة أشهر من إمكانية إخلاء المخيم من المسلحين وإعادته إلى سيطرة النظام والتنكيل بالمدنيين عبر الاعتقال والملاحقة.
زينة الشوفي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية