أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

توقفوا عن النفاق والخداع ... أين مشروعكم ..؟!!.... خليل صارم

عندما تتحدد الخيارات وعندما لايملك العرب أي مشروع عربي صحيح رغم جامعتهم العربية التي كانت ومازالت شاهداً على تفرقهم وخصوماتهم الغبية ومناكداتهم التافهة الضارة بهذه الشعوب بدلا ً من أن تجمعهم وتوحد رؤاهم , كون البعض ممن يمثلهم في تلك الجامعة مازالوا يضعون بيضهم كله في السلة الأمريكية المعادية لشعوبهم والمساندة بقحة للصهاينة ولكل معرقل لتقدمهم ونهضتهم وتحررهم الى الحد الذي عرى هذه الأنظمة أمام العالم وأظهرها بمظهر الخونة المتآمرين على هذه الشعوب وأكد على أن غالبية الأنظمة هي المعرقل لأي توجه يستهدف خير هذه الشعوب.
عند هذا الحد من العمى السياسي ومخالفة طموحات هذه الشعوب عليهم أن يصمتوا تماماً ..لأنهم بفقدانهم لأي مشروع خاص بأوطانهم مجتمعة أو متفرقة يفقدون أسس البقاء كمنظومة دول حتى على الشكل الكرتوني الفارغ الذي هم عليه الآن فاقدين بذلك أي حق بالتطلع الى الغير والحديث عن سياساته و كيف يعمل على تنمية مصالحه الوطنية والقومية ثم يجأرون بالشكوى كالببغاوات مرددين مايقوله الصهاينة والنظام الأمريكي الذي يتلاعب بهم ويهدد مصيرهم .
- ايران وكما هو واضح ومفهوم ومؤكد حتى هذه اللحظة أنها لاتملك مشروعاً لنفسها في منطقتنا بقصد السيطرة عليها كما يشاع كذباً وافتراء ً وترديداً لمزاعم صهيونية .( ولاأدري مالذي تفعله الصهيونية وأمريكا الذين يترجمون مشاريعهم المعادية على الأرض ) .!! .ولكنها (أي إيران ) كدولة قوية تبحث عن مصالحها وهذا حق لأية دولة .. إذاً مالذي منع ويمنع الدول العربية من التخطيط لمصالح شعوبها وأوطانها وفق مصلحتها القومية العليا . .؟ . الأنظمة العربية لاتملك أي مشروع أكثر من الصراخ والزعيق والشكوى وتسويق الأوهام وكيفية اذلال مجتمعاتها والتآمر عليها وضخ كل مايفرقها ويعيدها الى عهود ماقبل الدولة ملتحقة بالقوى المعادية لشعوبها وطموحاتها في التقدم . هاتوا لنا من قدم مشروعاً عربياً متكاملا ً وإن وجد تآمرت عليه الأنظمة الغارقة في التخلف والفساد والعمالة والتحالف مع الأعداء .. ابتداء ً بالتآمر على قوى الحضارة والعلم والوعي وانتهاء ً بالمقاومة الوطنية الشريفة في لبنان وفلسطين والعراق .
عبد الناصر كان يملك مشروعاً عربياً طموحاً مبتدئاً بمصر التي عمل على ارساء قواعد النهضة الصناعية والزراعية والاجتماعية فيها .. حاول تصنيع السلاح لكي يتحرر من أية شروط قد تفرض عليه وتستنزف اقتصاد مصر .. بنى السد العالي .. وزع الأرض .. كانت مصر في عهده قد بدأت بالتطور التدريجي والملموس . اتسعت في عهده قاعدة التعليم حتى شملت أقاصي مصر . وعلى مستوى العالم العربي دعم قوى التحرر وطارد آخر بقايا الاستعمار البريطاني والفرنسي ..من الجزائر الى اليمن .. حاول أن يجعل من الجامعة العربية مركز قوة واستقطاب .. ولا ينكر أحد وجود الكثير من الأخطاء التي عمد الى محاولة اصلاحها والاعتذار عنها في المراحل الأخيرة وخاصة بعد هزيمة حزيران .. ولم يسلم عبد الناصر من التآمر ومحاولات اجهاض نهضة مصر في عهده سواء كان من الداخل أو الخارج . كان التآمر الأعرابي هو الأسوأ والأكثر قحة وفجوراً . لكن وبعد وفاته المشكوك بها ..انقلب من جاء بعده على النهج وبدلوا قوة مصر المتنامية الى ضعف مدمرين أغلب مابناه وأسس له , وقد سمعنا وقرأنا كيف زعموا أن السد العالي قد تسبب في تخريب اقتصاد مصر وهو الذي قدم الري الدائم والكهرباء الرخيصة لكل مصر .
هواري بومدين في الجزائر سار على نفس النهج بدأ بإرساء أسس نهضة شاملة في الجزائر وفق اتجاهات متعددة لكنه توفي في ظروف أشبه بظروف وفاة عبد الناصر . وهاهي الجزائر ضعيفة مهددة من الداخل . ولم نعد نسمع عن بلد المليون شهيد سوى القتل والمجازر والصراع المدمر لكل ماأنجزته الثورة الجزائرية التي كانت قدوة لتحرر شعوب العالم .
هذه هي أبرز المشاريع العربية في الوقت الذي حاولت فيه قوى العمالة اغراق سوريا بأزمات متلاحقة ومن بينها الدفع باتجاه حرب أهلية في مطلع الثمانينات بقصد الهائها عن النهوض والتطور المنطقي الطبيعي . والأسوأ إن ماكان يحدث هو بأيدي وادوات يقال عنها أنها عربية ..؟!!. .
اذاً أين المشروع العربي وبعض العرب يتآمرون على بقية العرب ويعطلون طموحاتهم في النهوض والقوة ..؟. هم غير قادرين على التقدم والأخذ بأسباب القوة ولايريدون لغيرهم أن يتطور .
ايران ومنذ لحظة نجاح ثورتها وطرد الشاه الذي كان من أعتى الأعداء لشعبه وللمنطقة كلها وحليفاً للصهاينة ..الثورة الايرانية أعلنت وجاهرت بعدائها لأمريكا والصهاينة ومشاريعهم المخربة .. لذلك وبناء على طلب أمريكا تحولت بعض الأنظمة العربية لتصبح عدوة لثورة ايران .
يكفي كذباً ونفاقاً وتعللا ً بالسخافات والذرائع الحمقاء .. ليقولوها علناً أنهم عبيد لأمريكا يريدون ماتريد وانتهى الأمر .. هل نريد أدلة أكثر مما حدث في العراق وادخاله في حروب متعددة بدعم هؤلاء الأعراب ..ثم تركوه يحصد المرارة بعد أن مهدوا لاحتلاله .
الولايات المتحدة بنظامها المتصهين واسرائيل يملكون مشروعاً واضح المعالم ..محدد الأهداف للمنطقة بكاملها تدرج تطبيقاً حتى وصل الى ماوصل اليه الآن و ظهرت عناوينه بشكل وقح في العقود الأخيرة وهو مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يقسم المقسم ويستكمل مابدأته معاهدة (سايكس - بيكو) الاستعمارية الفرنسية البريطانية وورثته الولايات المتحدة لتستكمله وبشكل أكثر بشاعة وتدميرا ً لهذه الشعوب الغارقة في (بلاوي) بعض أنظمتها وموبقاتها الأشد تآمراً عليها من الأعداء وهو ليس مخصصاً للعرب فقط بل أنه يشمل كل ماأطلق عليه منطقة الشرق الأوسط بما فيه تركيا وإيران .
أمريكا واسرائيل وجدوا من ينوب عنهم في النهيق بديمقراطية زائفة وحرية الهامبرغر والفاست فود والكوكا والمخدرات .
وجدوا حمقى ابتلعوا كذبة الديمقراطية الأمريكانا ..سكروا من( الزبيبة) وغرقوا في شبر ماء وراحوا يبحثون في بطون كتب التخلف الصفراء ليكتشفوا أنهم أم الديمقراطية المختبئة في ثنايا الدشداشة وفوهة الأنف ( ينقبون ) لإخراجها .
وجدوا قوى قرأت بعض الكتب فحسبت نفسها أنها مثقفة وراحت تنظر ( شروي غروي ) وتبتدع القواعد للديمقراطية المطعمة بحز الرقاب وهدر الدم البريء وتكفير الآخرين واحتكار الجنة فوضعوا حواجزاً على اوتوستراداتها تدقق في الهويات ( هذا يسمح له بالدخول بعد أن أودع قيمة الشاليه على شواطيء الجنة في مصارف الوول ستريت وذاك الى النار باعتباره لايملك اجرة يوم واحد في موتيلات جنتهم ولأنه متمسك بأرضه ووطنه وشعبه وأمته وينادي بتحريرها ودحر الصهاينة ) .
وقوى أخرى تزعم الثقافة وترى في الحرية مجرد عري واداء نمر ستربتيز والارتماء في أي حضن مفتوح لهم . وبعضها تصف نفسها باليسارية رغم أنها طلقت اليسار بالثلاثة . وصارت الوطنية والأخلاق والديمقراطية الحقة عندهم.. مجرد لغة خشبية لاتقدم ولاتؤخر , أما التآمر والخيانة والارتهان فهي وجهة نظر جديرة بالمناقشة المحترمة .!!. يعهرون ويفحشون ويتآمرون وينخرطون في المشاريع المعادية ..ثم اذا وصفت حالتهم على حقيقتها يندبون ويلطمون متباكين على الديمقراطية والحرية ..فأية ديمقراطية وحرية نتنة هذه ..؟ !! .. هم يركزون على تمييع الحالة الوطنية لابل أنهم باتوا يرون فيها تشدداً وإرهاباً ودعماً لقوى الإرهاب والأنكى أنه يتوجب عليك أن تخاطبهم بأدب ولاأدري كيف يمكن أن يكون الانسان مؤدباً مع الخونة والمرتهنين للعدو وتجار الأخلاق والمباديء ..؟!!
مالذي فعلته ايران .. الأنها تقف في نفس الخندق مع قوى التحرر في المنطقة والعالم بدءاً من المقاومة العربية وصولاً الى شافيز وكوبا وبمواجهة النظام الأمريصهيوني الذي يريد السيطرة على مقدرات الكوكب ويحول الشعوب الى مجرد عبيد لاقيمة لهم ( نعم قد يكون في بعض الجوانب والكثير الكثير منها الاهتمام بمصالحها وهذا حق لابل أن مصالحها كدولة يجب أن تتقدم على كل شيء ) واذا لم تفعل ذلك فإنها تفقد أهم مقومات الدولة التي تهتم بشعبها .. ولكن ايران لم تبخل بأي جهد لدعم قوى المقاومة في فلسطين ولبنان وكل مكان في هذا الكوكب المبتلي بأسوأ امبراطورية عنصرية ارهابية تدار من قبل أقذر العقول الصهيونية الحاقدة على كل ماهو انساني ونبيل في هذا العالم ومع كل عهر الصهيونية وموبقاتها فانها ( الصهيونية ) تجلس مع النظام الأمريكي لتصنف العالم بين ديمقراطي وارهابي وصار كل من ينخرط بمشاريعهم هو ديمقراطي ومن يرفضها ويقاومها هو ارهابي وداعم للارهاب .. فأية ديمقراطية هذه التي تأتي على أيدي أسوأ عنصريي التاريخ وأكثرهم حقداً ولؤماً وكراهية للإنسانية .
تحدثت الصهيونية عن مذهبية وطائفية . ورددها معها عملائها وتابعيها في المنطقة . أين هي هذه المذهبية والطائفية .؟!!.
- ايران دولة تجمع كافة الأطياف ولم يخرج علينا أحد من هذه الأطياف ليقول أن السلطة قد أجبرته على دخول مذهبها أو اجبرته على تغيير قوميته وأن يكون فارسياً أو صفوياً كما يزعم المنافقون والعملاء لم يحدثنا أحد من داخل ايران على أنها منعته من التعبد وفق مايختار ويريد . ( هناك كافة الأطياف الاسلامية وهناك كافة الأطياف الدينية المسيحية وغيرها وهناك قوميات متعددة ) . والسؤال هنا هو : طالما أنها لم تفعل ذلك داخل حدودها فكيف لعاقل أن يصدق أنها تسوق لهذا الأمر خارج حدودها .؟!!. ( قليلاً من العقل ,,وقليلاً من المنطق ).. وإلا فالحماقة والغباء والجهل هي الصفة الجديرة بمن يردد هذه المزاعم والأكاذيب أضف الى ذلك عملاء الصهاينة من أنظمة وقوى سياسية منحرفة . هم عملاء شاءوا أم أبوا ويستحقون أسوأ الأوصاف والنعوت القبيحة قباحتهم وقباحة سلوكياتهم ونفاقهم الوقح.
- ايران تدافع عن نفسها طالما أنها موضوعة على لائحة الاجتياح والتقسيم . ولاتريد أن تتكرر حرب السنوات الثمان بأيدي من تراهم ابناء منطقة واحدة تجمعهم بها وتجمعها بهم . وهي لاتريد أيضاً أن يتكررمعها ماحدث في العراق وحدث في لبنان ويحدث في فلسطين والصومال . الخ . كيف ينكر عليها الحق بحماية وصيانة منجزاتها وتقدم شعبها ..إما أن تتراخى وتسلك بالاملاءات الأمريصهيونية أو أن تتهم بأنها داعمة للإرهاب ..؟. أي منطق أحمق هذا ..!! سوريا كذلك الأمر .. إما أن تقطع علاقاتها بايران وقوى المقاومة في لبنان وفلسطين أو أنها تتهم بدعم الارهاب .. في منطقهم ..المقاومة ارهاباً والانسجام الخائن مع المشاريع الأمريصهيونية هو ديمقراطية ..؟!!! .
لماذا لاتدافعون بدوركم عن انفسكم وتنظموا الى قائمة المقاومين والمدافعين عن أوطانهم سيما وانكم تعلمون علم اليقين أن الأمريكي المتصهين لن يرحم شعوبكم وبلدانكم وسوف يقسمها متى تسنى له ذلك و مهما قبلتم يديه وارتميتم تمرغون وجوهكم في تراب أحذيته ..معنى ذلك أنكم تقفون في الصف المعادي لكل من لايقبل منطقكم النذل المتخاذل . حملتم المذهبية والطائفية التي رمى بها الأمريكي والصهاينة لكم فانقلبتم على أعقابكم وصارت ايران عدوة لكم ..أما اسرائيل فقد تحولت الى حليف وصديق وجار طيب .!!. تذبح أطفال فلسطين ونسائها يومياً وتنتهك الحرمات وتفحش بالقيم وتمارس محرقة ولاأبشع في غزة ثم تزعم انها تدافع عن نفسها وانتم تؤمنون وتوافقون وتهرون أمام الأحمق الأمريكي المتغطرس بكل ألفة . حصار غزة ..أنتم من يساهم مساهمة فعالة فيه وهذا أمر واضح لكل ذي عقل وعينان ولن فيدكم نفاقكم واعذاركم التافهة .
لنكن منطقيين .. ونتساءل سوية : من يمنعكم أن تبشروا بمذاهبكم وأديانكم . طالما انكم قد احتللتم خط الدفاع الأول عن الاله والجنة وكأن الاله حكراً لكم وحدكم أما بقية البشر فلاعلاقة لهم به .. أو أن الإله بحاجة لدفاعكم الذي شوه كل القيم والمقدسات بتناغم عجيب غريب مع المعتقد التلمودي حتى خرجتم على العالم بخلطة غريبة عجيبة . لماذا لاتبشرون كما يفعل بقية البشر الذين يؤمنون بأي دين ومعتقد وتقدمون النموذج الانساني الحضاري وتنقون ماشابكم من أدران تراكمت عبر العصور على أيدي الأنظمة الظالمة وفقهائها المنحرفين وكل من اجتاحكم واستعمركم .. اذا كنتم ترون في أنفسكم قصوراً فأنتم ستخافون حقاً . خشيتكم هي دليل انحرافكم ولتتوقفوا عن الكذب والنفاق . فقط المنحرف ومن ينام على الخطأ والنفاق والدجل هو الذي يخاف .. أما من كان واثقاً من صحة وسلامة سلوكه ومفاهيمه ويؤمن بالشكل السليم والصحيح فهو لايخشى شيئاً .. يتقدم بما عنده بكل ثقة دون التوسل بتحريض وعصبيات فاتها العصروأكل الدهر عليها وشرب مع ذلك أنتم نستحضرونها من قلب العتمة والعفن ومخلفات القرون البائدة لتستروا موبقاتكم وقباحاتكم..
من يتحول ليتحول الى أية جهة يريدها .. وحسابه على الله لو كنتم مؤمنين حقاً وصادقين وكأن من تحول هنا وهناك قد أخل بالتوازن.. لاهذا ينقص ولاذاك يزيد , فقطعان الأغنام ولله الحمد ولودة وأكثر من أن تتحملها مراعيكم الزاهرة لذا فاطمئنوا ..
الرسالات السماوية لم تنادي بإلزام أحد لامن حيث الرسالة ولامن حيث تقسيماتها وتنويعاتها وجوقاتها وأنغامها التي ابتدعت على مر العصور بأيدي فقهاء السلطة الظالمة الغاشمة ..المتخلفة .. وماتتمتعون به من سلطات وقدرة على اشعال الفتن والقتل والذبح وتقطيع الأوصال هو أبلغ تعبير عنها ..عودوا الى المقدس لتتأكدوا .
الفكر الجيد هو الذي ينتصر بالنهاية مستعيناً بالحجة والاقناع والحوار اللطيف والقول اللين ( كما يقول القرآن الكريم ) والكتب السماوية .. لقد بقيت فلسفة أرسطو وافلاطون وسقراط وابن خلدون وغيرهم من الفلاسفة موضع احترام عبر التاريخ ومن كافة الاتجاهات الفلسفية ..هلا تساءلتم لماذا ..؟!! . وعليه فإن الرسالة السماوية عندما يتم تناولها بشكل منطقي وانساني سليم كما جاءت هي التي تنتصر شاء من شاء وأبى من أبى . فالحق بين والنفاق بين ..واعرف الحق تعرف أهله .. والرسالة لم و لن تنتصر بالعواطف والغرائز البهيمية .. لكنها انتشرت وعمت متوسلة العقل والمنطق والحجة والبرهان والدليل والاقناع والاقتناع الذاتي الحر والسماح والتسامح والاحترام المتبادل . هذا هو منطق الأمور .. اذا لماذا تخشون أي فكر كان لو كنتم مستندين إلى فكر صحيح وسليم ولاأقول على رسالة فالرسالة منذ ظهورها سواء كانت في المسيحية أم في الاسلام وماسبقهما من رسالات كانت وعلى ايدي الأنبياء تعتمد المنطق والحجة والبرهان والمنظومة الأخلاقية ( الآية والآيات) أو الدليل والحجة والبرهان ومن يملكها ويؤمن بها لايخشى أحداً على معتقده .. فلماذا لاتتناولونها بالشكل المنطقي أم أن العقول مغيبة .. الرسالة لم تطالب أحداً بما لايراه ولايلمسه ويقتنع به من سلوك الانبياء والمؤمنين برسالاتهم .. هذا ينسحب على المذاهب مع عدم القناعة بالمذاهب كلها جمعاء لافي المسيحية ولا في الإسلام والأصل هو النهج الأخلاقي للرسالة .. لأن الرسالة عندما بدأت لم تبشر بمذاهب وخلافات بل بشرت بمنظومة أخلاقية متكاملة لقيت وماتزال تلقى القبول والاجماع من كافة البشر . ولاأدري حقاً ماهو مذهب الرسول الأكرم ( سني أم شيعي ..حنبلي أم شافعي أم حنفي ) وماهو مذهب السيد المسيح ( ارثوذوكسي أم كاثوليك ) . نحن نفهم أن هناك مؤمن وهناك منافق .. هناك جيد وهناك سيء .. فماذا اخترتم . عودوا للرسالة الصحيحة واتركوا الدين الذي صنعه وحرفه وشوهه حكام الظلم وكل من استعمرنا عبر التاريخ .
اذاً وللتغطية على العمالة والارتباط السري والعلني يصبح التعلل بالمذهبية والطائفية أمراً لاأخلاقياً وكاذباً بالمطلق .. إن صاحب الفكر والسلوك الأسلم والأكثر منطقية وعقلانية والتزاماً صادقاً هو المنتصر بالنتيجة ولو أجمعت الأرض كلها على مواجهته ومحاربته . فالحجة بحاجة لحجة بالمقابل والدليل والبرهان بحاجة لدليل وبرهان يدحضه .. ولا يمكن رد الحجة والدليل والبرهان بأمور من خارج الواقع المحسوس والملموس أو باتهامات واختلاقات وأكاذيب مسفة وتصورات تخرجها عقول سقيمة ..مريضة ..منحرفة .. جاهلة ..غبية ..حمقاء ..لئيمة ..حاقدة .. أنانية تكره الخير لنفسها ولغيرها .
اذاً فإن اشهار سلاح المذهبية والطائفية لتجييش الناس واثارة الغرائز البهيمية هو استعمال خبيث وشيطاني ومشوه للفكر والرسالة كائناً من كان الذي يرفعه ويستعمله , حتى ولو زعم أنه قادم للتو من السماء . هو يقصد تحقيق مآرب شخصية دنيئة تصل الى حدود الخيانة والعمالة . عودوا الى التاريخ لتتأكدوا أن السلطة والأطماع والظلم هي التي وقفت خلف تقسيم هذه الشعوب وأساءت للرسالة وشرذمتها ..في البداية كان هناك من أراد حرف الرسالة عن طريقها السليم والمنطقي وهناك من وقف بوجه التحريف والتضليل ولاشيء آخر ..خطان لايلتقيان .. ظالم ومظلوم .. سارق ومسروق .. قاتل وضحية .. منافق ومؤمن .. كاذب وصادق .
يقال لك أنت مخطيء .. اذاً عليك أن تراجع نفسك وتستعرض سلوكياتك فإن كنت مقتنعاً بها يكون عليك الثبات على ماأنت عليه فإذا كان ايجابياً حقاً ستثبت وتنتصر لأن الأمر الجيد سيفرض نفسه بالنهاية أما الخطأ فسيذهب هباء ... السلوك الجيد والأخلاقي ليس بحاجة لدعاية واعلان وبح الصوت وتجييش الأنصار ومكبرات الصوت والبوسترات مع أهميتها في هذا العصر .. السلوك الجيد هو الذي يدل على نفسه بنفسه دون جعجعة وشق الصدور . فقط ذوي النوايا الخبيثة والمنافقون هم الذين يتظاهرون بما ليس فيهم ويختلقون ويفترون على الله وخلق الله
كل من يتشدد في دين أو مذهب أو أيديولوجية أو نظرية أو منهج وينفخ في نار الفتنة الطائفية والمذهبية وكل أدوات تفرقة المجتمع مهما كان نوعها هو بالتأكيد يخفي أموراً خاطئة ..منحرفة ..كاذبة ..وكافة النوايا السيئة .. يريد التستر عليها وتمريرها في عتمة الليل واثارة الغبار .
الفكر الجيد ..الانساني ..النبيل .. يحتاج الى حرية في اعمال العقل ..حرية في الاختيار .. حرية في النقاش وتقديم الحجة والبرهان ليتبين الخيط الأبيض من الأسود وبعد ذلك يخرج الايمان القائم على قناعة ذاتية الذي يكون أكثر ثباتاً . وبغير ذلك فإن أي توسل باستعمال القوة ووسائل التخويف والرعب والارهاب والفرض والقسر والارغام لن تأتي بأية نتيجة ومن يسكت فإنه يسكت على مضض بانتظار الفرصة السانحة لكي يغير الاتجاه تماماً لأن القسر والتشدد والارهاب لن ينتج الا النفاق والانتهازية والكذب والدجل وهذا هو سر انتشارها في مجتمعاتنا ..يكفينا كذباً على انفسنا .. حتى في الوطنية نحن نتشدد الى حدود الخروج عن منطق الأمور وسواء السبيل ..لماذا .؟. لماذا كل حزب ..كل تنظيم ..كل مذهب يريد أن يفرض رؤاه على الآخرين بالقوة والقسر والارغام . ويوجه هذه المجتمعات على هواه وكأنها مجرد حيوانات أليفة وقطعان أغنام .هكذا وبدون نقاش لأن النقاش يعتبر في مفاهيمنا القاصرة ..تشكيكاً ..وكفراً ..وخيانة .. لماذا لاتعتبرون أن من يناقش ..يبحث عن اجابات لأسئلة تشغله قد ترسخ قناعاته المبدئية . إن كنتم على ثقة مما ترفعون ألويته فإنكم لستم بحاجة الى القسر والإرغام ..وإلا فاسمحوا لنا كائناً من كنتم ..سنة أم شيعة ..مسلمون أم مسيحيون .. قوميون أم أمميون .. ديمقراطيون أم شموليون . يسار أو يمين. كلكم سواء .
المعيار هو الموقف من العدو وحرية الوطن أولا ً وقبل كل شيء .. ولكن الحرية والشراسة في الدفاع عن الوطن تحتاج لمؤمنين أحرار في دنياهم على الأقل وليس لجهلة حمقى مغرر بهم أو مأجورين تستغل حاجتهم للقمة العيش والحق في الحياة في أدنى حدودها .
لايمكن أن نفهم كيف ننادي بحرية الوطن وتقدمه مع شعوب مقموعة مخدوعة محرومة من أبسط حقوقها ..مغلوب على أمرها . ؟!!.
عوداً على بدء .. نسألكم ..أين مشروعكم السياسي والحضاري العربي .؟.أين المنظومة العربية التي تدافع عن نفسها وأوطانها وشعوبها وتنفذ برنامجاً حضارياً ..اجتماعياً اقتصادياً .؟.سيما وان الامكانيات والقدرات والكوادر متوفرة .. على الأقل قلدوا أوربا وسوقها المشتركة ..مالذي يمنعكم ..؟!! هو سؤال غبي حقاً .. والكل يعرف أن ثمن بقاؤكم متربعين فوق ظهور هذه الشعوب هو تكريس ضعفها وتخلفها وتقسيمها وتكريس ولاؤكم المطلق للقوى المعادية وعلى رأسها النظام الأمريكي وخاصة بنسخته البوشتيه . وهذا هو سر نفخكم كالشياطين في الحالة المذهبية والطائفية وبدلاً من العمل على تطوير هذه المجتمعات تدفعون بها الى التناحر والتقاتل الأحمق الذي اذا مااستمر فإنه لن يبقي ولن يذر وتأكدوا أنه ليس هناك منتصر من كافة الطوائف والمذاهب .. الكل باتجاه الهاوية والحريق والزوال .
ويحكم ..تدعون الايمان بالقرآن الكريم فهل وعيتموه جيداً ارجعوا اليه لتفهموا ولاترجعوا لمن يؤول ويحرف ً . تدعون الايمان بالانجيل وتخالفون كلام ورأي السيد المسيح بأولاد الأفاعي .
فقط العدو القابع خلف البحار هو من سيحصد الأرباح , حتى أنتم ستكونوا أول الخاسرين ولن تفرحوا بما يعدكم به هذا العدو , هل قرأتم سلوكياته جيداً .. أنتم لمرحلة واحدة فقط سواء نجحتم بما يريد أم فشلتم .. ولكم بمن سبقوكم من خونة أمم الأرض وشعوبها أسوة ..يبدوا أنكم لم تستوعبوا درس شاه ايران .. دققوا بما يجري الآن في لبنان لقد أدارت أمريكا ظهرها لعملائها وداعمي مشروعها بعد أن فشلوا في كل ماكلفتهم به وتركتهم يواجهون أقدارهم وانفرط العقد , فلا تظنوا بأنفسكم الذكاء لأنكم أكثر غباء ً من الغباء بذاته , ودليلنا هو أن من يقودكم ويوجهكم ويصدر اليكم الأوامر.. هذا البوشت وهو من بين الأكثر غباء برأي شعبه . . لكنه ومن خلال علاقته بكم ظهر على أنه العبقري الوحيد فيكم ..!!! . هو قد تمكن من حرف وجهتكم فاستدرتم تعادون ايران وسلمتم أقفيتكم لإسرائيل التي كشفتها وجعلت منكم سخرية شعوب العالم . ايران عدوكم واسرائيل حليفكم المؤتمن الأمين .!!. فهل هناك غباء أقبح من غبائكم بعد . قولوها صريحة انكم حلفاء متضامنون مع الصهاينة والأمريكيين ..هذا أفضل لكم ولهذه الشعوب هو أكثر كرامة لكم .. أما أن تنافقوا وتزعموا الدفاع عن المعتقد وعن الاله والأوطان .. فهذا كذب صراح ..قبيح ..فج ..وقح . شعوبكم تريد من يعينها على مواجهة العدو الصهيوني العنصري البغيض الذي يريد اذلالها واستعبادها . والغريب انكم أنتم تريدون اذلالها أيضاً وبشدة أكثر من العدو .. فلماذا الكذب والنفاق .؟!!.
العذر المذهبي والنووي ومزاعم الأطماع الايرانية فيكم هو كذبة وقحة ترددونها بناء على طلب الصهاينة فقد بات خطابكم مطابقاً لخطابهم وبالحرف الواحد .
استفتوا شعوبكم وسترون انهم في غالبيتهم يقفون الى جانب ايران وكل قوى الممانعة في العالم شعوبكم تعشق السيد نصرالله وتشافيز وتستمع باهتمام الى أحمدي نجادي عندما يعري الصهيونية وأكاذيبها لأن كراهية الصهاينة والنظام الأمريكي باتت متجذرة في الوجدان الشعبي يتساوي في ذلك كافة الأطياف والأحزاب والتوجهات ذلك ان شعوبكم وطنية في معظمها تتطلع الى الحرية والكرامة والتاريخ القريب والبعيد يجمع بيننا وبين الشعب الايراني كأمم عريقة تضرب جذورها في عمق التاريخ ولن يفكك هذا التحالف زنادقة التاريخ والجغرافيا والسياسة والاجتماع , فلا تتعبوا أنفسكم وعودوا الى رشدكم إن بقي منه شيئاً . وكل قاريء جيد للواقع والتاريخ يرى أن الهامش ضيق ويضيق أكثر أمامكم وإلا فإن نهايتكم بشعة .. بشعة ..وستكون عبرة لمن يعتبر وبأيدي هذه الشعوب التي صبرت عليكم طويلاً ولم يعد بمقدورها الصبر أكثر .
26 أيار 2008

(116)    هل أعجبتك المقالة (111)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي