أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حماه تصوم عن الماء والكهرباء وتفطر على الذكريات الأليمة وهموم المعيشة

يقبل شهر رمضان المبارك للمرة الرابعة خلال الثورة السورية حاملاً معه الكثير من الذكريات التي كان الأهالي يعيشونها قبل بداية حرب النظام على الشعب السوري، فالأم تستقبل شهر رمضان بذكريات ابنها الشهيد أو المعتقل والزوجة تستقبله بذكريات أخرى، وآخرون يفتقدون عادات التحلّق حول المائدة الواحدة عند الإفطار, فذلك أصبح برسم الذكريات في ظل واقع جديد مع إقبال الشهر المبارك.

يعود الحمويون إلى ذكرى أول اقتحام جيش الأسد الأول لمدينتهم قبل يوم واحد من رمضان عام 2011، وكان حينئذ يوم سبت، حيث أصبحت المدينة على أصوات المدافع وقصف الدبابات واستشهاد أكثر من 50 شخصا.

تقول أم أحد شهداء ذلك اليوم لـ"زمان الوصل" بأنها تستقبل رمضانها الثاني دون ولدها الشاب الذي كان يزيّن موائد الإفطار برمضان، مشيرة إلى أنها تشعر بغصّة كبيرة مع تجهيز لوازم رمضان الذي كان يُشعرها هذا الشهر بعائلتها وبتجمعاتهم التي كانت على مائدة الإفطار، ولم يبقَ من تلك الذكريات سوى صور في مخيلتها، كما تقول، فبلال شهيد وولداها الآخران مسافران هرباً من قوات النظام، لتبقى مع وزوجها وحيدين.

وتكلمت أيضاً -أم لمعتقلين اثنين في سجون النظام- عن الغصّة التي تشعر بها بعد سنة على اعتقالهما في مداهمات رمضان الماضي أثناء الحملات التي كان النظام يشنها يوميا على جميع أحياء حماه ومنازلها لاعتقال المئات من الشباب في كل يوم من أيام رمضان، وتتساءل الأم عن حال ولديها الآن فهل هما على قيد الحياة ليصوموا رمضان معه،ا أم قتلهما النظام تحت التعذيب، فرمضان هذا بحسب تعبير الأم يحمل من الغصّات ما يكفي لينغّص علينا فرحة رمضان.

* لا صوم عن الهموم
أما على صعيد الأهالي بشكل عام في حماه، فقد تحوّل شهر رمضان لدى البعض من شهر عبادة وتقرب إلى الله -عز وجل- إلى شهر يحمل هموم لوازمه ومصاريفه، فتحدث أبو سليمان بأنه لم يحتمل تكاليف التجهيز لموائد الإفطار ومتطلبات عائلته الرمضانية، فعلى الفقراء والمساكين والعائلات النازحة بحماة أن يتناسوا أمورا اعتادوها سابقا خلال الشهر الفضيل كاللحوم والسمن وصولاً إلى الخيار والبندورة التي بلغ سعر الكيلو الواحد منها مئة ليرة سورية، علما أن رواتب العاملين في الدولة التي لا تتجاوز 25 ألف ليرة.

وأضاف أبو سليمان بأن التجار وأصحاب السلع التموينية عملوا على زيادة أسعار المواد الغذائية قبل شهر رمضان بعشرة أيام، فكيف للفقير أن يأكل في شهر رمضان وأرخص الأمور فاق سعره مئة ليرة، ناهيك عن مصاريف البيت والأولاد والماء والكهرباء.

ويقبل شهر رمضان على أهالي حماه وسط انقطاع للكهرباء لمدة أكثر من 18 ساعة يومياً وسط حر شديد تشهده المدينة تجاوزت فيه درجات الحرارة 41 درجة في ظل هذا الانقطاع الكبير للكهرباء الذي تشهده المدينة، بينما ينعم بها أبناء البلدات والقرى الموالية للنظام, إضافة إلى انقطاع المياه عن المدينة وأحيائها منذ 15 يوماً حتى اليوم, فجميع ما سبق يجعل من شهر رمضان المبارك همّاً على أهالي مدينة أبي الفداء.

وناشد الكثير ممن التقتهم "زمان الوصل" الجمعيات الخيرية والهيئات الإنسانية والإغاثية للعمل الدؤوب سعيا وراء العائلات التي لا تملك للإفطار من صيامها سوى الماء الذي قطعه النظام عنهم أيضاً، وخاصة العائلات النازحة والفقيرة لتلافي مظاهر التسول وعمالة الأطفال وكفاية العائلات المحتاجة في هذا الشهر على الأقل.

محمد يتيم -حماة -زمان الوصل
(103)    هل أعجبتك المقالة (115)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي