رد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام سريعاً على تهديدات قائد
جيش الإسلام زهران علوش التي أطلقها أمس في خطبة الجمعة، حيث وجهت أصابع الاتهام للتنظيم بتفجير سيارةٍ مفخخة صباح اليوم السبت في سوقٍ شعبي وسط مدينة دوما، راح ضحيته طفلان وعشرات الجرحى.
وتشهد الغوطة الشرقية منذ أكثر من أسبوع حالة تهديد ووعيد بين الجبهة الإسلامية التي ينضوي تحتها جيش الإسلام وبين داعش، الذي بادر إلى إشعال الخلاف بعد أن ضرب أحد حواجز جيش الإسلام وقتل عناصره، إثر دخول عناصره إلى سوق الخضار في دوما وتهديد أهالي المدينة بأحزمتهم الناسفة، ما دفع الأهالي إلى القبض عليهم، كما قام التنظيم بقتل أحد قضاة الهيئة الشرعية في الغوطة وهو أبو همام الشامي على خلفية انشقاقه عنهم.
وتوعد قائد جيش الإسلام زهران علوش في خطبةٍ توجيهية خلال صلاة الجمعة لداعش ولعناصرها بقوله: "لقد اتخذنا قرارنا، لن نسمح لهم أن يدمروا جهادنا في الغوطة"، مهدداً بضربهم بيدٍ من حديد، وقبل هذا توالت البيانات سواء من الجبهة الإسلامية أو جيش الإسلام متفقين على تحذير الأهالي من داعش، وضرورة العمل على إبلاغ الجهات الشرعية في أي عملٍ يقوم به عناصر التنظيم.
كل تلك الأحداث المتسارعة تشي بنذر حربٍ قادمة بين التنظيم وبعض فصائل الغوطة في ظل صمت أهم الفصائل المتمثلة في جبهة النصرة، والتي لم تعلن حتى الآن موقفها مما يحدث.
واعتبر جيش الإسلام أن دخول داعش للغوطة يهدف إلى قطع الطريق على الثوار وإعاقة دخول العاصمة دمشق، حيث قال ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﺎﺳﻢ ﺟﻴﺶ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺍﻟﻨﻘﻴﺐ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ إن التنظيم "ﻳﺨﻄﻂ ﻹﻓﺸﺎﻝ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻟﻠﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺩﻣﺸﻖ".
الناشطون داخل الغوطة يؤكدون أن داعش متواجد منذ عدة أشهر لكنه الآن أصبح أقوى حسب ما يشير الناشط أبو حسن، الذي يؤكد أن عدد عناصر التنظيم في الغوطة أصبح يقارب 600 عنصر، وهذا العدد كافٍ لفرض سيطرته على الغوطة، لا سيما أنه يستخدم أساليب الترهيب عبر السيارات المفخخة ونشر الخوف لدى الناس وتكفيره لمن يخالفه.
ولا يخفي الناشط خشيته من إمكانية وصول داعش لغايته، رغم يقينه أن الحال في الغوطة الشرقية يختلف عن الرقة ودير الزور، سواء من الناحية الثورية القائمة أو التنظيمية أو حتى من ناحية الحاضن الشعبي للثورة.
ولا يفصل الناشط دخول داعش للغوطة وانتشارها عن موضوع الهدنة الذي يحاول النظام فرضه على الريف الدمشقي، فالناس يمكن أن تلجأ للنظام بدلاً من أن تسلم أمرها لداعش، كما حدث في مناطق جنوبي دمشق عندما ظهر فيها التنظيم وبدأ بتنفيذ إعداماتٍ بحق قادة الجيش الحر، الأمر الذي دفع بالبعض للجوء إلى تسوية أوضاعهم مع النظام.
زينة الشوفي - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية