أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الشبيحة يبيعون مسروقات مدن الثورة في اللاذقية

من أبشع المصطلحات التي أفرزها حقد النظام وأتباعه في الثورة السورية هو "سوق السنة" الذي يعبر علنا عن طائفية ميليشيات النظام.

 وكانت البداية من أحياء حمص الموالية،  ولكن يبدو أن الأمر انتقل إلى باقي المدن، حيث بدأنا نرى في مدينة اللاذقية قبل عدة أشهر بداية تشكل أسواق صغيرة متنقلة (بسطات) دون مسمى "السنّة" لأنها تقام أصلا في مناطق السنّة.

وحول هذا الموضوع أعد المكتب الإعلامي في "تنسيقية اللاذقية" تقريرا بعد جولة سريعة على بعض تلك البسطات ولقاء بعض المتواجدين في المكان.

قبل أن تتحدث أم مصطفى عن أي شيء تبرّأت من شراء أي شيء من هذه البسطات وقالت: "أعوذ بالله أن أشتري شيئا سُرِق من إخوتنا في حمص وحلب وغيرها،  أعتقد أن شراءها محرم شرعاً. أضف إلى ذلك أن المربح سيعود على الشبيحة،  فهل أدفع لهم ليقتلوا أولادي به؟! رغم رخص ثمن هذه الملابس إلا أنني أفضل أن أشتري من محلات البالة الأوروبية على هذه،  والله هو الغني".

وعندما قلنا لها قد تكون هذه الملابس "بالة" غربية كالعادة،  نفت قائلة: "لا لا انظروا إلى المانطوهات المعلقة كلها موديلات سورية،  والملابس الأخرى الملقاة على الأرض كلها صناعة سورية".

في حين تحدث أبو العبد عن الانتشار الكبير لبسطات الثياب "المسروقة"،  فقال: " لقد انتشرت هذه البسطات بشكل كبير في الشهور الثلاثة الأخيرة حيث امتلأت أسوار حديقة أبي تمام بالملابس المعلقة،  وانتشرت البسطات عند الحمام في سوق الخضار في أوغاريت،  وقريبا من المدرسة الشرعية. ومثلها في حي الرمل الجنوبي والسكنتوري،  حيث تجد إقبالا لدى بعض الناس نظرا لرخص ثمنها مقارنة بغيرها،  فيما يمتنع آخرون عن الشراء كونها مسروقة ويُحرَّم شراؤها".

وقال عن البائعين إنهم غرباء عن اللاذقية وفضّل أن نطلق عليهم لقب شبيحة بدل بائعين.

أم فادي لم تجد حرجا من الشراء من هذه البسطات. وعندما سألناها إن كانت تعلم مصدرها قالت: "هذه الثياب مسروقة وليست بالة،  أعلم أنها مسروقة رغم أن البائع أنكر ذلك، ولكنني اشتريها كما لو أنني أشتري ملابس جديدة بثمنها. وأجد سعرها مقبولا مقارنة بالجديد او حتى بالبالة،  وموديلاتها مناسبة أكثر. أنا مداومة على الشراء منها لأنني أجهز ابنتي،  وهنا قد تجد جهاز عروس كامل وبسعر مقبول ، وإحدى جاراتي اشترت أيضا منها ما يلزمها فيما رفضت أخريات الشراء من هذه البسطات".

ولدى سؤالنا لها عن أصحاب البسطات،  قالت: "اشتريت عدة مرات من عدة بسطات أغلب أصحابها يتحدثون باللهجة الحلبية ومنهم من لم أميز لهجته،  ولكنه ليس لاذقانيا على الأكيد. وهذا طبيعي فاللاذقية امتلأت بالنازحين مؤخراً".

ويبقى المشتري في حيرة من أمره،  بين أن يتورّع عن شراء ملابس رخيصة مسروقة، وبين التوجه لأماكن أخرى بأسعار أعلى في ظل غلاء لا يرحم.

ورغم تغير الأسماء والأماكن والأشخاص ولكن يبقى هو سوق سنّة في قلب مناطق السنة في اللاذقية.

زمان الوصل
(121)    هل أعجبتك المقالة (108)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي