
سابقة.. تنظيم الدولة يتراجع عن استهتاره ووعيده، ويقبل بحل الخصومات مقابل وقف إعلان الحرب

لأول مرة في تاريخ الثورة السورية، وفي سابقة لم تعهد عن التنظيم خلال كل فترة وجوده ونشاطه على الأرض السورية، تراجعت جماعة "دولة العراق والشام" في الغوطة الشرقية قليلا إلى الوراء، وخففت من غلواء بيان لها واستهتر بخطاب للقضاء الموحد، طالبها فيه بأربع نقاط أهمها حل التنظيم في الغوطة، والتحاكم إلى محكمة القضاء الموحد الذي وقعت على إنشائه قبل أيام كبرى الفصائل الفاعلة للغوطة.
ويبدو أن تنظيم "الدولة" لمح في الأفق بوادر تشكل حلف حقيقي ينوي طرده نهائيا من الغوطة، لاسيما بعد مؤتمر "زهران علوش" القائد العسكري لللجبهة الإسلامية، وبعد بيان للقضاء الموحد طلب من عناصر التنظيم من أبناء الغوطة الانشقاق عنه وتسليم أنفسهم للمجاهدين، حتى يسلموا من الملاحقة والعقاب.
ومن هنا بادر التنظيم إلى إصدار بيان لاحق، يختلف كليا عن رده على خطاب القضاء الموحد، وفيه نبرة تنازل بل واسترضاء واضحة؛ من أجل وقف الحرب التي أعلنها جيش الإسلام رسميا على التنظيم، حسب نص البيان.
وبرر تنظيم الدولة موقفه الجديد الذي يناقض تماما موقفه قبل ساعات، بأنه جاء في سبيل حقن الدماء، وسعيا لإيقاف حرب سيكون المستفيد الأكبر منها "العدو النصيري" في إشارة إلى نظام بشار الأسد، الذي لم يقاتله التنظيم خلال ثلاثة أشهر من عمر الحملة العسكرية الأخيرة على الغوطة، لابل إنه انسحب من نقطة الرباط اليتمية له في تلك المنطقة، المليئة بعصابات "النصيرية" و"الرافضة"، حسب وصف التنظيم لجنود النظام ومرتزقة الشيعة من حزب الله والمليشيات القادمة من العراق.
وطلب البيان الجديد للتنظيم من جيش الإسلام أن يوقف إعلان الحرب، وأن يلغي جميع بيانات القضاء الموحد، "ثم تحل جميع الخصومات المتعلقة بين الطرفين عن طريق قضاء مشترك".
وهذه أول مرة تعلن جماعة البغدادي في سوريا قبولها بقضاء مشترك، إذ لطالما رفضت هذا الأمر وعدته خدشا في عقيدتها، وقبولا بالتحاكم لقضاة لا يمثلون الشرع، وهو نفس موقفها من خطاب القضاء الموحد قبل ساعات، حيث اعتبرت أن محكمته لاتمثل شرع الله، وأن غالب قضاتها من الخصوم.
وسبق لـ"زمان الوصل" أن نشرت تقريرا بآخر التطورات المتسارعة في الغوطة الشرقية، على الرابط التالي:

زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية