أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

احمد منصور في قسم شرطة بولاق والقاسم رئيس تنظيم لقلب النظام! ؟... سليم عزوز

جاء في الأمثال: خبطتان في الرأس توجع.. والصواب: توجعان، من الوجع، فتقول: وجع في قلب وزراء الإعلام العرب. وهي عبارة لها أكثر من محمل، فمن ناحية قد تكون وصفا، ومن ناحية أخري قد تكون من باب التمني والدعاء، جاء في الأمثال: خبطتان في الرأس توجع.. والصواب: توجعان، من الوجع، فتقول: وجع في قلب وزراء الإعلام العرب. وهي عبارة لها أكثر من محمل، فمن ناحية قد تكون وصفا، ومن ناحية أخري قد تكون من باب التمني والدعاء، وبما ان قلوب الوزراء سالفي الذكر حديد، فهي تؤخذ علي المحمل الثاني، وبعد إقرار وثيقة تكميم الفضائيات تبين ان علي قلوبهم أقفالها!
الخبطتان مردهما الي ان عينا أصابتني، فانا محسود هذه الأيام، ولهذا فقد شاهدت برنامج (الاتجاه المعاكس)، وبرنامج (شاهد علي العصر) في يوم واحد، في الأول شاهدت أستاذ الاقتصاد في جامعة القاهرة رشاد عبده، وهو من تنبأنا له بمنصب وزاري في الحكومة القادمة، بعد ان شاهدناه يدافع عن أهل الحكم، وقراراتهم الاقتصادية الجبارة، وذلك عبر قناة المحور. وفي الثاني شاهدت أحمد منصور، بذات الطريقة المملة، الكفيلة بأن تدفع المرء الي ان يلقي جهاز التلفاز من النافذة!
منصور يتعالي علي ضيوفه، ويستهين بهم، ويتعامل كما لو كان ليمونة في بلد قرفانة، وبشكل يوحي للمشاهد كما لو ان سيادته كان يشغل منصب رئيس دولة من الدول الكبري، وقد جار عليه الزمان، فعمل مذيعا.. انظر الي من كان رئيسا له شنة ورنة، وتحول الي مذيع تلفزيوني مهمته محاورة البشر؟!
اسم البرنامج (شاهد علي العصر)، ملطوش.. من لطش، يلطش، لطشا، من إذاعة البرنامج العام في مصر، فقد ظل الإعلامي المرموق عمر بطيشة، يقدم هذا البرنامج ردحا من الزمن، وعندما لفت البعض انتباه منصور منذ البداية، الي عملية السطو المسلح علي الاسم، قال : ان المشكلة ليست في الأسماء، فالأسماء ملقاة علي الأرصفة. واندهشت لهذا الشموخ غير المبرر، فقد تصورت ان اسم (شاهد علي العصر) دُس عليه، وان من دسه استغل عدم اطلاعه علي الخريطة الإعلامية، بحكم انتمائه الفكري، الذي يجعله متابعا لإعلام الجماعة، باعتبار ان ما دونه هو مضيعة للوقت!
أحمد منصور استضاف حامد الجبوري، وزير شؤون رئاسة الجمهورية والخارجية العراقية الأسبق، وكان هذا في الحلقة الثالثة.. لم أشاهد الحلقتين السابقتين، ومنذ اللحظة الأولي اتخذ صاحبنا موقفا عدائيا من ضيفه، فتعالي عليه، وسخر منه، وازدراه، وسفه كلامه، وكان واضحا ان مقدم البرنامج حصر نفسه في المعلومات الواردة في كتب حزب الدعوة، التي احتفت بها احدي دور النشر الإسلامية، عقب احتلال الكويت، وهي شقيقة لدار النشر التي كان يعمل وقتها فيها منصور.. لم يكن من المسموح قبل الغزو، الموافقة علي إصدار مثل هذه الكتب، فقد كان الاقتراب من رحاب الرئيس صدام حسين بالنقد، يعني نقدا شخصيا للرئيس مبارك، ولم يكن مباحا في هذه الفترة نقد الرئيس!
لقد عز علي احمد منصور ان يتحدث الجبوري عن هيبة صدام، وقوة شخصيته، التي كان يتمتع بها، وكانت واضحة مبكرا لمن عاصروه، وعز عليه الحديث عن مكانة حزب البعث، فكتب حزب الدعوة، التي اطلعت عليها كما اطلع عليها منصور، تتعامل مع الرئيس الراحل كما لو كان واحدا من غمار الموالي، وان البعث ليس اكثر من تجمع للمرتزقة ويضم هيئة المنتفعين بالحكم، مع ان الأيام أكدت ان ما روج له القوم لم يكن صحيحا، بيد ان احمد منصور لا يزال علي موقفه، وهو حر، لكن ما نأخذه عليه هو انه تعامل كما لو كان معه الحق المطلق، بصفته مشاركا في الأحداث التي يتحدث عنها الجبوري، الذي اندهشت من استمراره في هذه الجو المستفز ولمدة ثلاث حلقات!
يقول احمد منصور، انه ترك الإخوان، وربما أعلن انه لم يكن اخوانيا من الأساس، لكن سلوكه يشبه سلوك أصدقائي من الإخوان، الذين اذا مروا بلحظة انتصار تعالوا علي البشرية، فكلموا محدثهم من أرنبة أنوفهم، وصافحوهم بأطراف أصابعهم، وقد يكون الانتصار لا يتجاوز نجاح مرشح في دائرة، او في نقابة، او الزواج من فتاة جميلة، تنافس عليها (العرسان) وفاز بها الاخواني!
وعندما شاهدت المذكور في البداية بتعاليه علي ضيوفه، ظننت أنها لحظة الإحساس بالانتصار، فقد أصبح مذيعا في قناة الجزيرة رأسا، وظننت ان حالته ستستقر مع الوقت، لكن هذا لم يحدث، فلا يزال حتي الآن في حالة من الزهو، نتج عنها تعاليه علي ضيوفه، الي درجة انه نجح في ان يجلب تعاطف الناس مع جيهان السادات عندما حاورها، وكان حريصا علي ان يقول لها (انت)، لا سيادتك ولا حضرتك، وكان ملفتا للانتباه إسرافه في استخدام (انت)، بلا مبرر في كثير من الاحيان، وإذا كانت الجزيرة تتعامل كما الخواجات، فلا تستخدم الألقاب، وكلمات التفخيم، فان حذف (انت)، والإقلال من استخدامها، لم يكن سيخل بالتوازن الاستراتيجي لأسئلة المحاور، لولا ان الغرض مرض، وقد استخدم نفس الطريقة مع الجبوري!
البعض يقول ان احمد منصور يستخدم أسلوب رجال النيابة في التحقيق، وواقع الأمر انه يستخدم أسلوب ضباط وأمناء الشرطة، والي درجة انه جعلني أظن ان ما أشاهده هو نقل مباشر من قسم شرطة بولاق الدكرور، الذي شهد التنكيل بعماد الكبير، وشاهدناه عبر الكليب الشهير.
عندما اغضب يجافيني النوم، ومن لطف الله بي أنني غضبت، وأنا أشاهد احمد منصور، وهو يقاطع ضيفه، (عمال علي بطال)، ومع هذا نمت، ولم أكمل البرنامج. وصدق الله اذ يقول: (اذ يغشيكم النعاس أمنة منه).

الخصخصة والنهب

حلقة (الاتجاه المعاكس) ناقشت قضية الخصخصة في الوطن العربي، وهل هي تستهدف نهب مقدرات الشعوب، ام أنها تستهدف النهوض الاقتصادي؟ وقد استضافت الاخ عبده سالف الذكر، والذي لا يترك برنامجا تلفزيونيا يشارك فيه الا ويشيد بالاقتصاد المصري، وبالحكومة المصرية، التي نهضت بحال الشعب المصري والشعوب المجاورة، وان كنا لا نشعر بهذا النهوض، فالأمر راجع إلي انخفاض معدلات الإحساس في المنطقة، من جراء تعثر عملية السلام!
في برنامج المحور كانت من جيء بها لمواجهة الدكتور عبده، وهو الخبير الاقتصادي، واحدة عملت ضيفة مستديمة علي برامج هالة سرحان، تلت وتفت، وتجهر بالهجوم علي الرجال المفترسين، وكل الرجال من أكلة لحوم النساء. وقد جاءت لتتحدث بهذه الطريقة في حضرة عبده، فكانت في حال لا يسر، مع ان الحق معها، لكن فيصل القاسم صاحب (الاتجاه المعاكس) استضاف واحدا من ذات الفصيلة، فهو خبير اقتصادي موريتاني، سوي محامي الحكومة المصرية علي الجانبين، وحاصره، وقد كان عبده حريصا علي ان يسحب البرنامج الي الشأن المصري، الذي يجيد التصفيق له، ولكي يثبت ولاء، يؤهله ليكون عضوا في الحكومة الجديدة، وأعطانا إحساسا ان بيع القطاع العام المصري (بتراب الفلوس)، إنما يتم بشفافية، وعلي مشهد ومرآي من الأجهزة الرقابية.. والذي لم يقله ان هذه الأجهزة تابعة للحكومة. ووصل الحال بالأخ عبده الي ان صور لنا ان عملية البيع، خلقت فرصا جديدة للعمل، مع انه يعلم، ونعلم، ان وحدات القطاع العام التي تباع بشكل سفيه، تستغني عن عدد كبير من عمالتها، في اليوم الأول لسقوطها في (جيب) المستثمر المحظوظ.
الضيف الموريتاني تمكن من تحويل ما يقوله صاحبنا عبده إلي عهن منفوش، مما من شأنه ان يباعد بينه وبين المنصب الوزاري، لولا انه يشفع له ان دافع عن الرئيس مبارك فقال: الرئيس منتخب يا حبيبي!

الهجوم علي سورية

كما يهاجم خصوم الجزيرة، ورجال الأنظمة العربية التي تتعرض للهجوم عبرها، هذه القناة لأنها تتطاول علي المقامات الرفيعة، ولا تستطيع ان تهاجم النظام القطري، فان الهجوم علي فيصل القاسم ينصب أحيانا علي انه لا يستطيع الاقتراب من النظام السوري ولو بشطر كلمة!
النظام القطري يتعرض للهجوم عليه عبر الجزيرة، وعلي الهواء مباشرة، ولا يحذف الهجوم في الإعادة، ومع هذا لا يتوقف القائلون عن قولهم بأن الجزيرة لو كانت موضوعية فعلا فلتؤكد هذا بنقد أهل الحكم في قطر.
وقد ذكر فيصل القاسم اسم سورية، بشكل سلبي، في الحلقة الأخيرة، أكثر من مرة، ومؤكد ان من يهاجمونه سوف يقولون في كل مرة: لو كنت شجاعا هاجم النظام السوري، ولن يتوقفوا الا في حالة واحدة، وهو ان تعلن وزارة الداخلية السورية عن القبض علي تنظيم يستهدف قلب نظام الحكم بالقوة، وان هذا التنظيم يتزعمه فيصل القاسم.

أرض ـ جو

ـ كتبنا وكتب غيرنا عن قرار الجنرال انس الفقي وزير الإعلام المصري، بإزالة قناة (الحوار) من علي القمر المصري نايل سات، باعتبار ان هذا القمر من منقولات شقة الزوجية الخاصة بسيادته، والي الآن لم يعلن الرجل السر وراء اتخاذه هذا القرار الهمايوني. لقد ورد في الأثر: ان الإثم هو ما حاك في صدرك وكرهت ان يطلع عليه الناس!
ـ يوحي التلفزيون المصري لمن يشاهده، وهو يناقش قرارات الحكومة مؤخرا بزيادة أسعار المحروقات، بأن الزيادة تمت بناء علي رغبة الجماهير!
ـ بثت جبهة إنقاذ مصر إذاعتها التي تحمل اسم 6 ابريل.. مبروك. وأطلق النادي الأهلي فضائيته الخاصة.. أيضا مبروك!
ـ دخلت روسيا مجال المنافسة بقناة (روسيا اليوم) الناطقة بلغة الضاد، وللأسف الشديد فان أداء هذه القناة يؤكد لأصحاب قناة (الحرة) انهم يقدمون عملا إعلاميا خلاقا.. وذلك عندما يقارنون قناتهم بهذه القناة!
ـ من يتابع (الجزيرة مباشر) في الفترة الأخيرة، سيتأكد له ان هناك اتجاها لتطوير الأداء في هذه القناة من خلال البرامج الحوارية، بدلا من الاكتفاء بنقل ندوات في كثير من الأحيان لا قيمة لها، وبكاميرا واحدة، تركز علي المتحدثين، ولا احد غيرهم.
ـ أوقف المغرب عملية بث نشرة الأخبار الخاصة بالجزيرة، من استوديوهات القناة هناك، وذلك بسبب ما جاء علي لسان محمد حسنين هيكل، وبثته الجزيرة، واعتبرته المملكة المغربية إهانة للملك الراحل. مثلي لا يعرف الأسباب التي دفعت الي تشييد استوديو في المغرب الشقيق لنقل نشرة أخبار من هناك، ولا يعرف الإضافة لأداء القناة القطرية من جراء هذه الخطوة العملاقة؟.. من يعرف يخبرني وله الأجر والثواب عند الله!

القدس العربي
(104)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي