أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"سوار الشام" على صفيح ملتهب.. أخذ ورد بين "القضاء الموحد" و"الدولة"، و"علوش" يعقد مؤتمرا مطولا في الغوطة

علوش: عندما نرى أن المفسدة في الغوطة الشرقية قد وصلت إلى حد تتساوى فيه مع تحويل المنطقة بأسرها إلى جحيم، فلن نقصر في ذلك

علوش: الأمور في الغوطة الشرقية خير مما يتصور الناس سواء كان في الداخل أو الخارج، قياسا إلى ما يكاد لها

تلاحقت التطورات متسارعة الخطى في غوطة دمشق، ويبدو أنها ستأخذ في التسارع أكثر في المدى القريب، عطفا على ما حملته الساعات الأخيرة، لاسيما بعد تشكيل "الجسم القضائي الموحد"، وصدور بيان عن "اتحاد أجناد الشام" يؤازر فيه جيش الإسلام في مواجهته لتنظيم "دولة العراق والشام" داخل الغوطة.

فبعد هذين الحدثين، أرسل "الجسم القضائي" خطابا إلى تنظيم "الدولة" في الغوطة، يوضح فيه أن "الجسم القضائي" لايعترف بالتنظيم "كدولة" لعدم توفر مقومات الدولة الشرعية، وبناء عليه طلب الخطاب أن يعلن التنظيم حل نفسه.

كما طلب "الجسم القضائي" في خطابه أن يصدر تنظيم الدولة" بيانا يوضح فيها موقفه من فصائل متعددة مثل فيلق الرحمن واتحاد الأجناد وجبهة النصرة، قادة وأفرادا، لاسيما أنه ثبت في بيانات التنظيم تكفيره لأغلب الفصائل العسكرية، حسب قول الخطاب.

وختم الخطاب بإعطاء مهلة 24 ساعة لحضور من ينيبه التنظيم إلى محكمة الجسم القضائي الشرعية "للنزول على حكم الله".

وقد رد تنظيم الدولة بخطاب لم يوجهه مباشرة إلى "الجسم القضائي"، بدليل كلامه بلغة الغائب!، مستخدما عبارات مثل: "بيانهم"، "ذكروا".. والخلاصة أن فحوى بيان التنظيم حمل رفضا وإنكارا وتنكرا لجميع ما حمله خطاب "الجسم القضائي".

لكن أهم بند في بيان "الدولة" هو البند الأول، الذي يوضح رفضها المطلق لحل التنظيم وإصرارها على القتال المرير في سبيل ذلك مستخدمة عبارة عرفت بدلالاتها المشيرة إلى الامتناع والتحدي والوعيد (دونه خرط القتاد)!

وككل المحاكم السابقة التي طرح على تنظيم الدولة التحاكم إليها، رفض التنظيم النزول على حكم محكمة الجسم القضائي في الغوطة، معتبرا أن المحكمة "ليست هي شرع الله"، وأن "غالب القضاة من الخصوم"، وهما ذات الحجتين اللتين كان يتذرع بهما التنظيم كلما عرض عليه الامتثال لحكم محكمة، لاسيما في شمال سوريا أو شرقها.

وتزامنا مع خطاب الجسم القضائي عقد القائد العسكري للجبهة الإسلامية وقائد جيش الإسلام "زهران علوش" أول مؤتمر صحفي له من داخل الغوطة، حول التطورات في هذه المنطقة بالغة الحيوية التي تحيط بالعاصمة إحاطة السوار بالمعصم.

وفي المؤتمر المطول الذي قاربت مدته ساعة وربع الساعة، واستمعت "زمان الوصل" لحوالي 30 دقيقة منه، افتتح "علوش" كلامه برسالة طمأنة تقول إن الأمور في الغوطة الشرقية خير مما يتصور الناس سواء كان في الداخل أو الخارج، قياسا إلى ما يكاد لها ويصب عليها من حملات عسكرية، وحصار جعل أهلها ينسون شيئا اسمه الماء والكهرباء والسيارات وغيرها.

ونوه "علوش" بالتجاذبات والتدخلات التي يدفع ثمنها "الشعب السوري المسكين"، وتجلت هذه التجاذبات في مسائل عدة منها القضاء، ليخلص إلى الإشادة بخطوة إنشاء القضاء الموحد الذي أنهى الخلافات في هذا القطاع المهم.

وكشف "علوش" أن القضاء الموحد بدأ عمله الفعلي، وباشر في تلقي القضايا المختلفة من مناطق الغوطة الشرقية.

وانتقل "علوش" مباشرة إلى الحديث عن قضية "تسري كالجمر تحت الرماد"، وهي "قضية عصابة دولة البغدادي"، والتي قال إنها هدمت الجهاد في عدة مناطق من العالم الإسلامي، في العراق وسوريا.

وتطرق "علوش" إلى انشقاق القاضي الأول لتنظيم الدولة في منطقة الغوطة، متهما التنظيم بقتله، مؤكدا توجيه القضاء الموحدة بتوجيه خطاب للتنظيم (والذي فصلته "زمان الوصل" أعلاه)، واصفا جواب التنظيم بأنه كان "هزيلا" وغير واضح.

وكشف "علوش" أن االقضاء الموحد أصدر عقب صدور رد التنظيم، بيانا يهيب فيه بأبناء الغوطة بالانشقاق عن تنظيم الدولة، وتسليم أنفسهم للمجاهدين.

وبعد هذا فتح "علوش" الباب لأسئلة الصحافيين والنشطاء الإعلاميين الحاضرين للمؤتمر، حيث كان هناك سؤال عن احتمال شن هجوم مركز على مقرات التنظيم في الغوطة، وإمكانية مشاركة التشكيلات الأخرى لجيش الإسلام في هذا الهجوم إن وقع، وردة الفعل في حال رفض بعضها المشاركة، فأجاب "علوش" أن جيش الإسلام يعمل منذ أشهر مع عدة فصائل على محاربة التنظيم في عدة محافظات، وكانت له مشاركات مؤثرة في "تطهير" بلدات ومدن من هذا التنظيم.

وتطرق "علوش" في إجابته إلى أحد الأسئلة المتعلقة بجبهة جوبر عن "أوراق ضغط" لدى الثوار، استخدموا بعضها عند اشتداد هجمة النظام على الغوطة وسعى لتدميرها كليا، ومنها قطع التيار الكهربائي عن المنطقة الجنوبية في سوريا، منوها أن لكل مرحلة "ورقة ضغط"، ومؤكدا أن دمشق ليست بمنأى عن "الصراع"، موضحا أن النظام ومخابراته ومؤسساته لن يهنؤوا في دمشق مادام أهل الغوطة تسقط عليهم القذائف.

وبكلمات واضحة توعد علوش: "عندما نرى أن المفسدة في الغوطة الشرقية قد وصلت إلى حد تتساوى فيه مع تحويل المنطقة بأسرها إلى جحيم، فلن نقصر في ذلك"، لكنه استدرك: "طبعا ما زلنا ننضبط بالضوابط التي يمليها علينا ديننا"، موضحا أن تحويل المنطقة إلى جحيم سيكون على راس النظام لا على رؤوس الأبرياء كما يفعل النظام.

وحول عودة بعض المدنيين إلى مدينة عدرا قرب الغوطة، أوضح علوش أن النظام يلعب لعبة الدفع بالمدنيين إلى المناطق الملتهبة ثم يقصفهم ليصور مأساتهم ويقدمها على أنها من صنع جيش الإسلام الذي يسيطر على عدرا البلد وعدرا العمالية.

وبين "علوش" أن عدرا ما زالت منطقة عسكرية، ناصحا المدنيين بتوخي الحيطة والحذر، وعدم الاستماع لأكاذيب النظام.

وتحدث "علوش" عن تفجير دوما الأخير أن التحقيقات والمعلومات تدل على تورط النظام بإدخال السيارة المفخخة عبر عملائه، وبالتنسيق مع عناصر من تنظيم الدولة.

وقال علوش إنه لايستغرب وجود تنسيق بين النظام والتنظيم، روايا حادثة وقعت في ريف حمص الشرقي قبل شهرين، حيث كان وقعت اشتباكات بين عناصر جيش الإسلام والتنظيم، كان النظام خلالها يمهد للتنظيم بالقصف الجوي والمدفعي، ليتقدم التنظيم بعدها في الأرض التي يقصفها النظام.

واعتبر "علوش" أن التعاون بين النظام والتنظيم أمرا بات مفروغا منه.






زمان الوصل
(146)    هل أعجبتك المقالة (128)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي