حصلت "زمان الوصل" من مصدر موثوق على تقرير مخابراتي - تحتفظ "زمان الوصل" باسم الجهات التي اعدته - ، يدور حول الوضع الميداني في حلب وريفها. وبحسب التقرير الذي تم تقديمه إلى الإئتلاف بداية الشهر الجاري، فإن التنظيمات المشاركة في معارك حلب هي: جبهة النصرة، لواء التوبة، جزء من الجبهة الإسلامية، شهداء البادية، بالإضافة إلى كتيبة ابن تيمية، ولواء داود، وكتائب علي وجيش المجاهدين.
وتكمن المهمة الأساسية للتنظيمات الآنفة الذكر بالسيطرة على عدد كبير من المواقع العسكرية ونصب الكمائن والحواجز وضرب النقاط اللوجستية والتي تقدر بـ12 نقطة عسكرية، بمشاركة مايقارب 500 مقاتل.
وكشف التقرير العسكري في بعض مواضعه عن التضحيات التي يقدمها المقاتلون على تلك الجبهات، حيث تسللوا مشيا على الأقدام مسافة 9 كيلومترات بين الجبال الوعرة، إلا أن قوات النظام وبتعليمات من مدراء غرف العمليات الإيرانيين زرعوا ألغاماً على الطرق، ما أدى لإصابة 4 مقاتلين وبتر أقدامهم، فيما استشهد 6 آخرون، الأمر الذي يؤكد حاجة التنظيمات المقاتلة إلى كاشفات ألغام لإعادة تحرير المنطقة، حسب التقرير.
مركز تدريب إيراني
وأشار التقرير إلى أن القوات الإيرانية افتتحت أول مركز تدريب في الريف الجنوبي لحلب، حيث يتم جلب عناصر من الشبيحة ومرتزقة جيش الدفاع الوطني والمتطوعين من قرى الموالية للنظام، ليتم تدريبهم في قرى الريف النائية، مثل: "أم ميان" "ومريجب الجملان" و"البشارة"، ويقدر عدد الإيرانيين المقيمين في مدرسة التدريب ومركز البريد بـ500 مرتزق إيراني.
ويشرف الإيرانيون على المدرسة بشكل مباشر، في حين تشرف مليشيات قادمة من العراق على الأكاديمية العسكرية بالحمدانية، التي تُسمى "أكاديمية الأسد".
ويوضح التقرير أن مطار "أبو ضهور" يحتوي على ألف مقاتل مرتزق من العراق ولبنان وإيران، وفقا لمعلومات سربها أحد المنشقين.
تمويل الجواسيس
ويتعرض التقرير المخابراتي الذي كتب بعناية وحصلت "زمان الوصل" على نسخة ورقية منه، إلى تفاصيل اجتماع حضره وزير دفاع النظام "فهد جاسم الفريج"، وهو أحد "وجهاء" عشيرة الحديديين المعروفة في المنطقة، بوجود زعيم الشبيحة في حلب (خالد الظاهر) المعروف بلقب "خالد الحسن"، وهو مؤسس الخلايا النائمة في ريف حلب الجنوبي وريف إدلب، ويحصل على تعليماته مباشرة من ماهر الأسد. كما حضر الاجتماع قادة إيرانيون، وقائد مطار "أبو ضهور" العميد علي عمران.
وكان هدف الاجتماع فك الحصار عن وادي الضيف عبر قرى الحديدين، وكذلك فك الحصار عن مطار أبو ضهور، واستخدامه كمطار حربي لشمال البلاد بعد توقف مطار حلب الدولي والعسكري.
أما فيما يخص الوضع الميداني داخل حلب، فيوضح التقرير أن القطاعات داخل المدينة بقيت على حالها، مع انتشار عدد كبير من مقاتلي المعارضة في حلب القديمة والراموسة والشيخ نجار.
ويوجد في قطاع المدينة الأوسط (بستان القصر والكلاسة والمعادي)، عدد كبير جداً جداً من النازحين والمدنيين الذين يتم استهدافهم بالبراميل بشكل كبير وعشوائي، وفي القطاع ذاته يوجد معبر كراج الحجز المطل على حي المشارقة، وهو معبر تسيطر عليها قوات من الهيئة الشرعية وجبهة النصرة، وحاول النظام مرارا إرسال جواسيس من خلال هذا المعبر.
ولاحظ التقرير دخول عدد من عناصر استخبارات النظام إلى مناطق المعارضة، تحت ستار رعاية الأرامل واليتامى والشهداء في تلك المناطق، إلا أن هؤلاء العناصر في الحقيقة كان يقومون بتمويل جواسيسهم في بستان القصر والمشهد والفردوس.
لمى شماس - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية