يرتفع صوت مباريات المونديال على انفجارات القذائف، في بعض أحياء دمشق، التي ملَّ سكانها أصوات الانفجارات، فلم تعد قذائف الهاون العشوائية محور أحاديثهم، بعد أن صارت مباريات كأس العالم بطلة جلساتهم وتجمعاتهم، فرفعوا صوت معلق المباريات كي يتمكنوا من سماعه، لأن فوضى الانفجارات باتت جزءاً من المنظومة الموسيقية الدمشقية.
يُفضل عمر متابعة المباريات في أحد المطاعم، لأن اجتماع الشباب والفتيات حتى ساعات متأخرة بهدف متابعة المبارة، أعاد لعمر ذكريات دمشق خلال مونديال 2010.. يقول عمر: لم نعد نأبه لخطر الخروج من المنزل، ولذلك وجدنا في المونديال فرصة للاجتماع.
ويضيف: أفضل متابعة مباريات كأس العالم، على متابعة الأخبار..فعلى الأقل ينتصر أحد الفريقين في نهاية المباراة، ويتابع ساخراً: المعركة السورية أكثر تعقيداً من أن يفوز بها أحد، وجمهورها لايتمتع بروح رياضية!
ومن جهته يحصر الناشط الميداني كريم، المتابعة الجماعية للمونديل في الأحياء الرقية، وخاصة في أحياء مثل؛ أبو رمانة والمالكي القريبين من منزل بشار الأسد، ومشروع دمر القريب من القصر الجمهوري.
وبحسب وجهة نظر كريم، فإن بشار الأسد حاول بعد الانتخابات الرئاسية المزيفة، نشر الراحة بين سكان العاصمة قدر الإمكان، لإقناع المؤيدين منهم بأن الأمور في طريقها للعودة إلى مجراها الطبيعي، ولذلك يسهل الأمن في بعض المناطق مسألة تجمع المدنيين لمتابعة المباريات.
ووفق الناشطة في حقل الإغاثة نور، فإن الغريق يتعلق بقشة، ولذلك يتعلق سكان دمشق، وفق نور بقشة المونديال، للتأكد من أنهم مازالوا على قيد الحياة، ومن أنهم قادرون على متابعة الأحداث العالمية..وتتابع نور: نحتاج إلى أن تجمعنا الحياة عوضاً عن الموت الذي احتل تفاصيل حياتنا.
لمى شماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية