زار وفد من الفعاليات المدنية الثورية العاملة في مدينة حلب الجمعة مقر الحكومة السورية المؤقتة في مدينة غازي عنتاب التركية، وطالب الوفد خلال اللقاء، الذي حضره كل من وزراء العدل والإدارة المحلية والثقافة، المؤقتة بتكثيف نشاطها في الداخل ودعم مدينتهم التي تباد حسب تعبيرهم بسبب القصف الهمجي الذي ينفذه طيران النظام على احياءها المدنية بشكل يومي.
كما طالب الوفد المؤقتة باتباع سياسة المسابقات في تعيين الموظفين وأن تحذو حذو مؤسسات الدول المتقدمة، الأمر الذي يضمن شفافية العمل، وطالب آخرون بتخفيض رواتب الوزراء والموظفين في الحكومة وزيادة دعم المشاريع التي تخدم المواطنين في الداخل، في حين رد فايز الضاهر وزير العدل في المؤقتة بأن حكومته كلفت قبل أيام لجنة خاصة مهمتها تقييم أداء موظفيها وإعادة تقييم رواتب جميع العاملين لديها، مشيراً إلى أن الحكومة ستتخذ خلال فترة قصيرة إجراءات وقرارات بناء على توصيات تلك اللجنة.
وطلب أعضاء الوفد من الحكومة ممارسة دورها وواجباتها في تسهيل عبور السوريين من خلال المعابر الحدودية التركية من خلال التنسيق مع الحكومة التركية وإحداث مكاتب تابعة لها في مخيمات اللجوء والمؤسسات التركية المعنية بتقديم الخدمات للسوريين في تركيا لمتابعة أمورهم ومراقبة أداء تلك المؤسسات في ظل تسجيل العديد من الانتهاكات والمخالفات بحق السوريين من قبل بعض ضعاف النفوس فيها.
وشدد الوفد على ضرورة زيادة الدعم للفعاليات الثورية وتحفيزها على العمل مع الحكومة من خلال تأمين الدعم المادي لها، لافتين إلى أن معظم المشاريع التي يتم تقديمها من قبلهم ترفض أو تؤجل بذريعة عدم قدرة الحكومة على دعمها في الوقت الذي تقدم المنظمات الأجنبية الدعم لهم دون قيود وبتسهيلات كبيرة.
كما شهد اللقاء نقاشاً حاداً بين عدد من أعضاء الوفد ووزير الإدارة المحلية عثمان بديوي، حين وجه له سؤال من قبل أحد الأعضاء عن الجهة التي تسلمت الدعم الذي قدمته وزارته لمدينة عفرين، علماً أن المدينة لا تضم مجلساً ثورياً، إلا أن بديوي تهرب من تسمية الجهة وادعى أن هذه الأمور تندرج تحت بنود "سياسية" حسب تعبيره، الأمر الذي دفع السائل لاتهام المؤقتة بالتعامل مع الـPKK وتشجيعهم ودعمهم في مشروع الانفصال والإدارة الذاتية للأكراد.
وقال أحد أعضاء الوفد لـ"زمان الوصل" إن زيارة الفعاليات الحلبية جاءت رداً على اتهام الحكومة لهم بمعاداتها والدعوة لإسقاطها دون محاولة زيارتها وتقديم طلباتنا كناشطين. ووصف الناشط الذي فضل عدم الكشف عن اسمه الزيارة بـ "الفرصة الأخيرة" للمؤقتة.
وثمّن الناشط استجابة أعضاء الحكومة وحُسن إصغائهم لجميع الأعضاء وتقديم إجابات منطقية على أسئلة كانت تتداول بين الناشطين وتستغل من قبل آخرين من معارضي الدولة المدنية للإجابة عليها، كل على طريقته، في حين اعتبر آخر أن وجود شخص كوزير الإدارة المحلية باللقاء و"بجاته" خلقت حالة من التوتر، الأمر الذي جعل الأجواء مشحونة ودفع بعض الحاضرين للاحتدام معه لولا تدخل الحكماء حسب تعبيره.
يذكر أن ناشطين آخرين من مدينة حلب دعوا مؤخراً إلى تنفيذ اعتصام أمام مبنى الحكومة السورية المؤقتة لمطالبتها بعدة أمور أبرزها تحديد سقف رواتب الأجور للوزراء والموظفين، ورفع رواتب العاملين في الدفاع المدني والكوادر الطبية العاملة في المشافي الميدانية.
والجدير بالذكر أيضاً أن ناشطين سوريين كانوا قد أطلقوا عدة حملات على موقع التواصل "فيسبوك" طالبوا فيها الحكومة المؤقتة بإقالة وزير الإدارة المحلية "عثمان بديوي"، وذلك على خلفية المادة التي نشرتها "زمان الوصل" قبل أقل من شهرين، حين قال إن الشعب السوري يبيع الولاءات لمن يدفع له عشر ليرات، قبل أن يتقدم لاحقاً باعتذار رسمي من السوريين نشرت "زمان الوصل" نصه آنذاك.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية