يبدو أن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، قرر أو -قُرر له- أن ساعة العودة للعمل المليشاوي الإجرامي الذي أعلن تخليه عنه – ظاهرا- قد حانت، وأن الظروف مؤاتية جدا، ليظهر مجددا بوصفه حامي حمى الشيعة و"مقاماتهم"، بديلا عن نوري المالكي الذي فشل في تنفيذ المهة، حسب رؤيته.
فقد شهدت بغداد السبت تنظيم ما وصف بـ"العرض العسكري الضخم" لمليشيات تابعة للصدر في بغداد؛ ليثبت بما لايدع مجالا للشك أن "الصدر" لم يغادر العمل المليشاوي لحظة، ولا تخلى عن خيار الإرهاب والعنف ضد العراقيين الذين يخالفونه العقيدة، ولينذر –أي العرض العسكري- بعودة شبح المذابح الطائفية المروعة التي نفذها مرتزقة الصدر ممن يسمون "جيش المهدي" على مدى سنوات بعد احتلال العراق، وقتلوا فيها آلاف العراقيين بدعوى الدفاع عن "مقدسات" الشيعة، ومحاربة "الإرهاب.. بنفس سلاح "الإرهاب" وهو المليشيات الخارجة عن القانون، والأحزمة الناسفة، التي ظهرت علنا في الاستعراض.
ولأنه حل "جيش المهدي" الذي ثبت تورطه بمجازر وانتهاكات لم يسبق للعراقيين أن عاينوا مثلها، وتلوثت سمعته نهائيا جراء ارتباط اسمه بكل شنيع من الإجرام، فقد اختار مقتدى الصدر إعادة إنتاج نفسه ومرتزقته تحت عنوان جديد، مطلقا تشكيله الجديد الذي سماه "سرايا السلام"، وسط مظاهر "كرنفالية!" مغلفة بأشد مظاهر العسكرية والطائفية انحدارا وقتامة، لتدل فيما تدل على أن ما كان يسمى زعما "الجيش العراقي"، قد بات في حكم المنحل أو الزائل، لاسيما أن العرض شهد فيما شهد عرض مدافع ميدانية ثقيلة وصواريخ وراجمات!
وقد توافد لحضور العرض والمشاركة فيه قيادات وعناصر مليشيات شيعية تقاتل في سوريا إلى جانب بشار الأسد، وأبرزهم المرتزق حيدر الجبوري، ما يدل بشكل واضح على تبعية هؤلاء أو تلاقيهم مع الصدر على الأقل، رغم أن الأخير روج في الإعلام –كثيرا- فكرة تقول برفضه لمشاركة المليشيات الشيعية في القتال داخل سوريا!
وفضلا عن مظاهر الاستعراض التي يقصد منها إبراز قوة "الصدر" وقدرته على حشد المرتزقة؛ ترهيبا لخصومه وأعدائه على السواء، فإن العرض شهد كذلك عودة للمظاهر التي يقصد بها دغدغة شعور الرعاع، من مثل بسط علم كبير على أرض العرض ودوسه بأقدام المستعرضين، علما أن "المالكي" استنجد بالغرب وتحديدا بالولايات المتحدة، لمساعدته في محاربة "التكفيريين"، في إشارة إلى من تمردوا على حكمه الإقصائي، الخاضع لإملاءات طهران.
تحليل إخباري - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية