أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مرة أخرى القشة اللعينة!

تقريبا كل الأنظمة اللاديمقراطية تملك الأسلحة الفتاكة والموجهة أساساً ضد رغبة شعوبها في التحرر منها!، لكن قليلة هي المرات التي استطاعت فيها تلك الأنظمة استخدام ترسانتها كاملة ضد شعوبها، وفي مرات كثيرة كانت مضطرة للهروب أمام متظاهرين سلميين بالحد الأعلى مسلحين بالحجارة والعصي!.

لماذا كان مسموحا للنظام السوري أن يستخدم كل ترسانته ضد شعبه؟ ولماذا كان ممنوعا على القذافي مثلاً أن يستخدمها؟ أليس سؤالا منطقيا؟!
أو لماذا في العراق مسموح التنكيل واستخدام أحدث آلات القمع وبمباركة غربية وبرأي عام مؤيد عالمي بمعظمه؟!
لا يمكن لأية حكومة غربية أن تتصرف ضد رأي شعبها على الساحة الدولية، كيف استطاع الغرب بما فيهم أمريكا إقناع شعوبه أن ما يجري في سوريا ليس من الخطورة أو لنقل يمكن تقبله والسكوت عنه!؟، طبعاً التنديد شيء واتخاذ خطوات ضد النظام شيء آخر.

الغرب الذي يفاخر بالحريات والديمقراطية وحماية حقوق الإنسان صمت عملياً عن أكبر الجرائم وأفظعها في التاريخ الحديث!، حتى في رواندا الأمر يختلف ! على الأقل كانت هناك للمدنيين فرص للهروب من القتل بعكس سوريا تماماً، ولم تستخدم هناك الطائرات والصواريخ وأحدث أنواع القنابل الفتاكة! 
لن أتحدث عن أهمية نظام الأسد للغرب ولإسرائيل تحديداً، سأتحدث كيف استطاع الغرب استخدام ديننا لتبرير قتلنا والتغاضي عن الأمر...وفقط لحماية النظام وإبقائه.

ربما الكل يتفق معي أننا كمسلمين نربط بشكل آلي أية حركة تحريرية من الظلم أو العدوان أو حتى من أي سبب آخر بالإسلام.. في عقلنا الباطني مزروع فينا أن الإسلام هو الخير، هو الكمال، هو محاربة الشرور ..إلخ، على الأقل لدى شريحة كبيرة منا.بآن واحد الآخرين يعرفون هذه الخصائص فينا.. ويعرفون كيف يحاربوننا من خلال إسلامنا نفسه!، يعرفون كيف يشوهون أي محاولة منا للتحرر من قيودهم المفروضة علينا سواء عبر حكامنا أو عبر شركاتهم الكبرى. 

هنا استخدموا الصورة المشوهة لديننا في قتلنا عبر إقناع شعوبهم عمليا أن قتلنا أفضل بكثير من انتصارنا... لم يقدموا أي شيء!، فقط استخدموا غباء البعض منا، استخدموا عقم عقول البعض منا ممن امتهن الدين حرفة لتمرير أفكاره المريضة والسوداوية، كلنا يذكر جيداً حلقات البحث العلمي في طريقة إفناء الطوائف عن طريق الدق على الطناجر!

كلنا يذكر مقابلات شيوخ، الله وحده يعلم كيف ظهروا ومن أين ظهروا!، كان همهم فقط الحديث عن الكفر والإيمان وتطبيق الحدود وكل ذلك موجه لخدمة الثورة السورية!!، ليذكرني أحدكم!؟ هل قامت الثورة السورية لتطبيق حدود الله على الأرض السورية؟
المشكلة في تلك القشة اللعينة التي دائما نتشبث بها حتى وإن لم تكن هناك مياه لنغرق بها.

تلك القشة ارتدّت علينا قنابل وصواريخ وبراميل تحصد أرواحنا والجميع يراقب وأحيانا يندد!
من يتحمل مسؤولية هدر دماء السوريين الأبرياء أكثر!؟ الذين خططوا ونفذوا أكبر عملية تضليل رأي عام للغرب وحتى للداخل بأن ما يجري في سوريا هو نوع من أنواع الإرهاب الديني الذي تمارسه جماعات مسلحة إرهابية أم الذين أهدروا تلك الدماء بصواريخهم وقنابلهم وطائراتهم ومعتمدين على الغرب نفسه أو بالأصح مقتنعين أن ذلك الغرب لن يتصرف بأي شيء ضدهم؟؟
طبعا النظام كان يعلم وكان يسعى إلى ذلك، الغرب كان يعلم وكان ينتظر حصول ذلك، فقط التطرف الديني يمكن أن ينقذ النظام من ردة فعل الغرب على جرائمه، الغرب تلقى الهدية من رجال دين لا أعلم كيف أصفهم....

هنا التقت مصالح الجميع: إسرائيل التي تريد بقاء النظام، النظام الذي يريد البقاء، الغرب الذي الذي ينفذ أهداف اسرائيل، الأهم هنا السبب في عدم إحراج حكومات الدول أمام شعوبها..بات قصف السوريين عملا مدانا ليس إلا، باتت المسألة عملية إدانة، استنكار كما تعودوا أن يستنكروا القتل غير الرحيم للحيوانات!
حكوماتهم تسمح للمجرمين أن يقاتلوا في صفوف داعش ومن ثم يتهمون داعش بأنها منظمة إرهابية، ثم يتهمون كل السوريين أنهم عمليا يساندون منظمة إرهابية ويصمتون عن جرائم النظام!، كما لو كان السوريون ذهبوا الى بلدانهم ليساندوا داعش في حربها على شعوبهم...

يفهمون عقولنا جيدا، يعلمون أننا مستعدون أن نتحالف مع إبليس في محاربة الشيطان!، لكن يعاقبوننا على تحالفنا معه وينسون أو يتناسون الشيطان!.
تتوالى السلسلة... يتحولون إلى مهزلة حماية الأقليات ويدافعون عن النظام عمليا حتى وإن أدانوه بالشكل!، النظام الأن بات حامٍ للأقليات!!، طبعا لا أحد يريد التفكير لماذا فجأة تتحول أقلية ما في سوريا إلى هدف للأكثرية!، لا أحد يريد الجواب!، الجواب لا يخدم مصالح إسرائيل.

الغرب وأدواته في المنطقة الممثلون بالحكام يدركون جيدا نفسيتنا ويعلمون حنيننا إلى الماضي وأمجاده تحت راية الإسلام ولا وسيلة أفضل لهم من القضاء على أمالنا بالحرية سوى بذاك الحنين نفسه!، مرة تلو المرة تظهر حركات دينية تدعي مناصرتها للحق، وبآن واحد تستخدم أساليب وحشية في سلوكها ومباشرة يتم تصنيفها على أنها إرهابية من قبل الغرب وطبعا بعد أن تكون تلك الحركات قد نالت ثقة شعوبنا وتأييدها!، بالمحصلة تظهر شعوبنا وكأنها كلها حركات إرهابية متطرفة تشكل خطرا على البشرية!، هكذا أوقعنا الغرب وشركاؤه في مطب داعش وعندما بدأت داعش تخسر ثقة شعوبنا أوجدوا فورا شقيقة لها وطبعا أيضا تتبع للقاعدة وللظواهري مباشرة وأقصد النصرة!، الأخطر في النصرة أنها تضم عناصر سورية بنسبة تفوق 90% فقط القيادات غريبة وأردنية تحديدا، الغاية النهائية هي إقناع شعوب الغرب أننا كلنا إرهابيون! وأن تحررنا من الأنظمة الفاشية ليس في مصلحة البشرية كلها وأن شعوبنا ستتحول إلى مصادر للإرهاب العالمي.

د.ناصر النقري
(121)    هل أعجبتك المقالة (127)

كمال

2014-06-22

من ظهر أولا؟ النصرة أم داعش؟ على عكس كلامك. إنها النصرة. الحق أن ديننا مستهدف ويعرفون أننا نعرف ذلك وهم خططوا لمجابهتة ذلك؟ ما الذي تريد أن نفعله؟ نتناسى ذلك؟؟؟؟ الضعف فينا هو عدم وجود غرقة قيادة واحدة..


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي