بعضهم منذ سنتين… 19 شاباً من السويداء خطفوا في ليبيا بسبب طائفتهم

أكدت مصادر معنيّة بالشأن الليبي لـ"زمان الوصل" استمرار كتائب مسلحة ليبية في اختطافها لأكثرمن (19) شابا من محافظة السويداء، ومنهم من مضى على اعتقاله ما يزيد على السنتين ونصف كـ"أكرم عكوان، أيهم عكوان، أيهم الشعشاع، ابن شكيب الوزير".

وأفادت المصادر بأنّ هذه الكتائب بدأت باعتقال الشباب الدروز بعد الثورة الليبية بفترة قصيرة، وذلك بعد إصدار المفتي "صادق الغرباني" بياناً كفّر فيه طائفة الموحدين الدروز، وبناء على هذا البيان تفتحت عيون الليبيين على الشباب الدروز المقيمين في ليبيا، إذ لم يكن الليبيون قبلها معنيين بموضوع المذاهب الدينية، الأمر الذي أدى فيما بعد إلى إصدار بيان اّخر عن مفتي ليبيا حرّموا فيه زواج الليبيات من أبناء الطائفة الدرزية على اعتبارهم كفارا، وحسب إفادة مصدر "زمان الوصل" بأنّ أكثر مايخشاه بعض الشباب الدروز الذين هاجروا إلى ليبيا لكسب لقمة عيشهم، وأقاموا فيها منذ سنوات عدّة هو موضوع سحب الجنسية الليبية منهم، إذ بدأت بعض الكتائب المسلحة المسيطرة في ليبيا في تطبيق هذه الخطوة وسحبت الجنسية من جميع أفراد آل جمعة المقيمين في منطقة المايا بحسب مصادر "زمان الوصل".

شهادة حية

أبو ريان ناشط في الرابطة السورية في ليبيا، ومعتقل سابق لدى هذه الكتائب تحدث لـ"زمان الوصل" قائلا: معظم السوريين المختطفين لدى هذه الميلشيات، وخاصة أبناء الطائفة الدرزية يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب الجسدي كالجلد ب"بي.بي.آر" وهي عبارة عن مواسير من البلاستيك المقوّى تستعمل في التمديدات الصحية، وتعتبر أشهر وسائل التعذيب المنتشرة في سجون المسلحين ناهيك عن الشبح، وكسر العظام. 

وأكد أبو ريان بأن أكثر المختطفين قد مضى على اعتقالهم ما يزيد على السنتين ونصف دون عرضهم على أي وكيل نيابة حتى الاّن، والتهمة إما التكفير أو الشك في انتمائهم للنظام السابق "نظام القذافي".

وأضاف أبو ريان بأنهم علموا كرابطة بعد اعتقال أبناء السويداء بسنة بأن هذه الكتائب أصبحت تسخرهم لعمل البناء لأن جميعهم معلمو بناء، وطبعا العمل سخرة دون أجر.

وكشف أبو ريان لـ"زمان الوصل" أن أياً من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان كالأمم المتحدة، والصليب الأحمر، والهلال الأحمر لم تطالب بالمخطوفين، عازيا السبب إلى أنه لا سلطة لهذه المنظمات على الخاطفين كونهم خارج سيطرة الدولة، وتمنع هذه المنظمات موظفيها حتى من الاقتراب من أماكن تواجد المسلحين المنتشرين في أرجاء ليبيا وخاصة العاصمة طرابلس أكبر معاقلهم..

وأضاف أبو ريان بأنّه زار أكثر من مرة مركز الأمم المتحدة، على اعتباره ناشطا في الرابطة السورية، وتحدث بخصوص المخطوفين السوريين، وخاصة أبناء السويداء، وكذلك تحدث عن العائلات السورية العالقة على معبر سلوم البري بين مصر وليبيا سابقا، وأوضح للأمم المتحدة بأنه يتم بعض حالات اغتصاب البنات من قبل ليبيين ليدخلوهن داخل الحدود، ناهيك عن سلب الأموال من الناس ليسمحوا لهم بدخول ليبيا، لكن طلبه قوبل برفض الأمم المتحدة التدخل لأن هذه الكتائب لاتتبع لوزارة الداخلية.

ووجه أبو ريان رسالة عتب إلى "أهلنا في السويداء" لعدم اهتمامهم بقضية اختطاف 19 شابا دخلوا ليبيا لكسب لقمة عيشهم، مشيرا إلى أن أقل واجبهم اتجاه أبنائهم المخطوفين في ليبيا هو إصدار بيان باسم جهة دينية أو اجتماعية يتوجهون فيه لهذه الميلشيات يوضحون فيه ما التبس حول طائفة الموحدين الدروز, وحسب رأيه أن هذا البيان إن لم يجدِ نفعا على الأقل يدعم معنوياً أهالي المخطوفين.

وختم الناشط أبوريان واصفا الوضع في ليبيا بأنه "صعب وخطير"، حيث لاتجرؤ المنظمات الحقوقية على التدخل خشية على أرواح العاملين فيها، فليبيا تعاني من انفلات أمني كبير والقتل فيها بلا حسيب أو رقيب.