أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"جرمانا" تحتضن طلبة الغوطة في مدارسها وجيش الأسد يتاجر بوجودهم إعلاميا

فريق الإيواء في شعبة الهلال الأحمر في جرمانا يوزع عدد من الحقائب المدرسية على الطلاب

قالت مصادر محلية بأنّ 325 طالبا وطالبة غادروا فجر اليوم الجمعة مدينة جرمانا متجهين إلى بلداتهم في الغوطة الشرقية، وذلك بعد أن أنهوا امتحانات الشهادة الثانوية بكل فروعها.

وكان قد عاد قبل أيام 360 طالبا أنهو امتحانات الشهادة الإعدادية.

،وأفادت مصادر لـ"زمان الوصل" بأن مدينة جرمانا استبقلت ضيوفها من الطلاب، إضافة إلى عدد من أهاليهم وبعض المشرفين الإداريين في مدارس الغوطة الشرقية ضمن تسوية عقدت بين الجيش الحر، والنظام قبل الانتخابات الرئاسية بـ25 يوما.

وأقام الوافدون في مدرسة زاهي سمين قرابة شهر، وفور وصولهم لمدينة جرمانا تم تشكيل لجنة إشراف برئاسة تامر قسام رئيس مجلس مدينة جرمانا والأستاذ نزيه شرف الدين مدير مركز الإيواء، والأستاذ ماهر فرج مدير المجمع التربوي، حيث عقدت اللجنة في مكان استقبال الطلاب اجتماعاً فورياً تم خلاله اتخاذ عدد من الإجراءات، ووضع خطة متكاملة من أجل تأمين كافة مستلزمات الطلاب، وتعهد الهلال الأحمر بالتعاون مع المجتمع المحلي، واللجان الأهلية في جرمانا بتأمين كل لوازم وحاجات الطلاب اليومية من أكل وشرب ولباس ودواء وتوفير كل سبل الراحة لهم.

،أحد المشرفين الإداريين على الطلبة يروي لـ"زمان الوصل" ما حصل معهم أثناء فترة إقامتهم في جرمانا حيث يقول كان الاستقبال حارا من كافة الجهات المعنية باستقبالنا، وعومل الطلاب باهتمام بالغ وحرص شديد على وضعهم الدراسي والصحي، حيث قدمت لهم وبشكل يومي وجبات غدائية، إضافة إلى متابعة وضعهم الصحي من قبل المركز الصحي في جرمانا. 

وأكد المشرف بأنه لم تسجل حالات مرضية مستعصية لأحد من الطلبة غير بعض حالات الإسهال نتيجة الفرق في نوعية الغذاء بين الغوطة المحاصرة، وما قدم لهم في جرمانا.

ويتابع المشرف قائلا إنه لم يتوقف موضوع رعاية الطلاب على الهلال الأحمر والذي قدم كل مابوسعه لمساعدتنا، بل كنا في كل يوم نتعرف على وجه جديد من الأهالي المتبرعين إما بوجبات غذائية، أو حلويات أو فاكهة، إضافة إلى اللباس والأحذية الجديدة التي قدمت للطلاب بكل رحابة صدر ومحبة. ثم أكمل حديثه بقوله لم نتفاجأ باهتمام أهالي جرمانا بأولادنا لطالما يجمعنا تاريخ حافل بعلاقات حسن الجوار والمودة المتبادلة.

أم أحمد مشرفة وأم لإحدى الطالبات تقول: لم يكن هناك ما يضايق الطلبة أو يعكر صفوهم، باستثناء حادثة واحدة وقعت قبل الانتخابات الرئاسية بأيام، حيث قدم إلى مدرسة زاهي سمين مجموعة من أفراد جيش النظام، وعناصر الدفاع الوطني في جرمانا، ودخلوها مدججين بالسلاح حاملين لافتة بعرض 4 أمتار كتب عليها "الجيش السوري يتقدم بوجبة غداء لطلبة الغوطة"، وترافق ذلك مع أربع كاميرات تلفزيونية تتبع لقنوات موالية للنظام لتصور الطلاب وهم يتناولون الغداء، وخلال لحظات امتلأت المدرسة بصور رأس النظام بشار الأسد حتى داخل غرف الطلبة وضعوا الصور والأعلام.

وتتابع أم أحمد قائلة: ما كان من الطلاب إلا أن اعتكفوا في غرفهم، ورفضوا النزول وتناول طعام الغداء، كما أن عددا من الطلبة وكرد فعل منهم على ماحدث قاموا بتمزيق صور بشار الأسد المعلقة في صفوفهم، وبعد عدة مفاوضات بين الطلبة ومشرفيهم من الغوطة وجرمانا، تمكن المشرفون من إقناع ما لايتجاوز الأربعين طالبا، وعندما نزل هؤلاء الطلبة، وتقدموا ليتناولوا طعامهم, بدأ أفراد الجيش السوري بالهتاف "الله محي الجيش" وأحرجوا الطلاب الموجدين بالهتاف معهم أمام كاميرات القنوات الموالية وسمعنا أنهم عُرضوا بنفس اليوم على قناتي "سما والميادين".

متطوع بالهلال الأحمر أكد حديث أم أحمد، وعبّر عن استيائه من سلوك النظام قائلا "قام جميع متطوعي الهلال المتواجدين بالمدرسة بخلع لباس الهلال الأحمر في ذلك اليوم لأننا نرفض أن نحسب على أي طرف فنحن منظمة مستقلة ولايصح أن تعرض صورنا كمتطوعين على شاشات التلفزة حرصا على سلامتنا.

أبوغياث من المشرفين على مدرسة زاهي سمين تحدث لـ"زمان الوصل" معبرا عن امتنانه، وشكره لكل من عمل وساهم وسهر على راحة الطلبة، حيث يقول "كان شهرا حافلا بالعمل والمودة المتبادلة بيننا وبين المشرفين والمتطوعين من أهالي جرمانا".

كما شكر أبو غياث وبشكل خاص الهلال الأحمر الذي انتهز فرصة عودة الطلاب إلى الغوطة المحاصرة وأمّن سلة غذائية كبيرة من المعلبات الجاهزة لكل طالب، كذلك طلب منهم أن يصطحبوا معهم الفرُش والحرامات التي وزعت عليهم أثناء إقامتهم في المدرسة.

بلدات الغوطة الشرقية التي تعاني من الحصار ..أبناؤها الطلبة كسروا حصارها ليدخل عليها وبيد أولادها مايزيد على 800 سلة عذائية.

سارة عبد الحي - زمان الوصل
(105)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي