هل "يستسلم" جنوب حلب... مصدر: أمريكا منعت الثوار من السيطرة على "معامل الدفاع" و"داعش" اقتنصت الفرصة

يحكي مصدر على صلة وثيقة بكتائب جنوب حلب الثورية لـ"زمان الوصل" قصة إهمال تسليح الجبهة الجنوبية لحلب، مبيناً أن تراجع المعارضة في تلك المنطقة نتيجة قرار دولي يقضي بإيقاف تسليح ألوية جنوب المدينة، وذلك بعد أن اقترب لواء أحرار الشام ولواء التوحيد من تحرير معامل الدفاع – تحوي أسلحة نوعية وربما كيماوي - ، فكان الهدف الدولي هو منع المعارضة المسلحة من السيطرة على السلاح النوعي والكيماوي الموجود في معامل الدفاع، فتم قطع الدعم الأميركي والفرنسي بعد أن أُلبس قرار وقف الدعم رداءً سعودياً.

وبحسب المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه والتقته "زمان الوصل" شخصياً، فقد استغل النظام هذه الثغرة، خاصة أنه يعتمد على خط خناصر السلمية حلب، في إمداد قواته بالذخيرة، وهو ذات الخط الذي يستخدمه النظام لإخراج الذخيرة المنتجة في معامل الدفاع إلى باقي الجبهات.

ويضيف المصدر ذو الصلة بـــ (أنصار الشريعة، للواء التوبة، واء شهداء البادية، الجبهة الإسلامية) إنه وبعد أن صار الجيش الحر يعاني من شح كبير بالأسلحة في جبهة جنوب حلب، اتصلتُ بشخصيات من الائتلاف الوطني، وبقائد هيئة الأركان عبد الإله البشير، ووزير الدفاع السابق أسعد مصطفى، ورتبنا لقاء بينهم وبين قائد "لواء التوبة" الشيخ عبد اللطيف. م، المسيطر على المنطقة بشكل كامل تقريبا، ووضحنا لهم خطتنا الاستراتيجية، التي تمكننا من استرداد أراضٍ واسعة من جنوب حلب تتضمن مطار "أبو ضهور"، ومن قطع طريق إمداد النظام، وطلبنا كاشفات ألغام وذخائر وسلاحا نوعيا. 

ولكن بعد مماطلات من الائتلاف، بحجة أن الأميركيين يفكرون بأمر ما، ويردون من الثوار التمهل، لم تقتنع ألوية جنوب حلب بوعود أميركا وتلميحها عن طريق الائتلاف بالتدخل العسكري غير المباشر، ولذلك أصروا على قطع الطريق وعدم الانصياع للأوامر الأميركية بترك حلب لقمة سائغة للنظام، وتابعوا الضغط على الائتلاف للحصول السلاح، ولكن المعنيين توقفوا عن الرد على اتصالاتهم.

وأضاف المصدر، في 14-5-2014 اجتمعت قيادات مهمة في غازي عينتاب مع الائتلاف وأعلموهم أن النظام سيصل إلى السجن المركزي، ولما رفض أعضاء الائتلاف تصديقهم أهملوا طلباتهم، ولكن الأحداث جاءت على الأرض فيما بعد متوافقة مع توقعات القادة، ويرجح أنه على خلفية ذلك قدم وزير الدفاع أسعد مصطفى استقالته.

وبحسب المصدر، فإنه في صباح 27-5- 2014 حاول ثوار جنوب حلب قطع طريق مدينة خناصر، والسيطرة على المنطقة، وكان العدد الإجمالي لجنود المعارضة يتراوح بين 500 إلى 600 مقاتل وبحوذتهم أسلحة ثقيلة، وبعد السير على الأقدام لمدة تزيد عن 7 ساعات، تمكنوا من الوصول إلى خط إمداد جيش النظام، ويقول: تفاجأنا بألغام مزورعة على خط الإمداد، وتأكدنا أنها تزرع ليلاً ويتم إزالتها نهاراً، وبسببها تقطعت أطراف 5 شباب، فتراجعنا بسبب عدم امتلاكنا لكاشفات ألغام التي طالبنا الائتلاف بها سابقاً.

ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فإنه أثناء هجوم ألوية جنوب حلب على خط إمداد النظام، استولى جمال معروف قائد جبهة ثوار سوريا على أسلحة الألوية الاحتياطية الموجودة في العامرية والبويضة، الأمر الذي جعلهم يشكون بخيانة الائتلاف، الذي حسب اعتقادهم سرّب لمعروف معلومات عن يوم هجومهم على النظام وساعته، كون الائتلاف لايريد لهذا الهجوم أن يستمر. 

ويضيف المصدر إنه إثر ذلك تم إيفادي مباشرة إلى اسطنبول للقاء الائتلاف، قدمت لهم تقريرا مفصلا عن أعداد الإيرانيين والعراقيين المتواجدين في المنطقة، وماهي السيناريوهات المتوقعة للمنطقة، وطالبنا بكاشفات ألغام، فكان الرد المماطلة.. 

ويتابع: كما طالبنا الائتلاف بالتوسط مع جمال معروف ليعيد لنا الأسلحة، لأننا لم نعد قادرين على مواجهة النظام بعد نفاذ الأسلحة من مخازن الاحتياط..

كل المعلومات تشير إلى تقدم النظام خاصة بعد أن فرض سيطرته على 18 قرية، مما يؤكد على استمرار هجوم النظام على المنطقة التابعة للمعارضة والتي تتكون من 350 قرية.. مؤخراً أخبرت ألوية جنوب حلب الائتلاف بأنهم يخوضون مفاوضات مع أحد وجهاء الشبيحة لتسليم المنطقة للنظام مقابل ضمانات بالإفراج عن المعتقلين من أهالي المنطقة وبعدم التعرض للمدنيين..ولما وصلت المفاوضات مع النظام إلى طريق مسدود، اقترح النظام بقاء قوات المعارضة بالمنطقة مقابل عدم التعرض لقوافل الأسلحة التابعة للنظام.

ويقول المصدر: مؤخراً وبعد تخاذل "الائتلاف" عرضت علينا الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" عرضاً يقضي بتسليحنا وإمدادنا بدبابات مقابل الانتماء سراً أو علناً لداعش أو بالسماح لداعش بإدخال ألف مقاتل إلى المنطقة.

ويضيف: حتى الآن مازلنا ننتظر رد الحكومة التركية والمملكة العربية السعودية والائتلاف، إما التسليح أو ربما التقهقر و"المصيبة"

موضحاً أن النظام يؤيد دخول "داعش" إلى المنطقة لتكون خنجراً في خاصرة قوات المعارضة الممتدة سيطرتها من بوابة حلب إلى حماه وصولاً إلى مورك..

ويختم بقوله: القرار لابد من اتخاذه، ولكننا لم نقرر بعد، ونحن بانتظار رد إحدى الدول الداعمة للشعب السوري، إما أنهم سيساعدوننا أو سنضطر إلى "تسليم المنطقة".

تسريبات "زمان الوصل"
2،3 مليون دولار استلمها أبو حاتم الضحيك لفك حصار حمص ولم يفعل… وثيقة بالأرقام والشهود 2014-06-15 حصلت "زمان الوصل" على وثيقة تثبت استلام "أبو حاتم الضحيك" أحد قادة الثورة المسلحة في مدينة "تلبيسة" بريف حمص الشمالي لمبلغ (2،367660$) مليونين وثلاثمئة وسبعة وستين ألفا وستمئة وستين دولارا أمريكيا ثمنا للذخائر المطلوبة من...     التفاصيل ..