تنتظر أم نبيل السورية ليلها الطويل بعد أن أخرجت قوات الأسد عائلتها من حمص لتحط في مصر عائدة لعمان علّها تروي شوق الأم لولدها نبيل مجددا مع زملائه خلف قضبان العروبة، وهذه المرة في عمان والتهمة أشبه بتهم النظام السوري لا فارق سوى الجغرافيا، تكثر المناشدات والتوسلات ولا جديد سوى أيام تمضي على صحفيين اعتقلوا من مركز عملهم في إحدى القنوات العراقية التي تبث من عمان، خمسة عشر عاملا في المحطة تتنظر أمهاتهم كأم نبيل وعدا طال انتظاره.
فيما تدخل منظمات دولية على خط القضية فتناشد وتدين أبرزها منظمة مراسلون بلا حدود:"تدين بأشد العبارات قرار المدعي العام لمحكمة أمن الدولة الصادر يوم الخميس 12 يونيوحزيران 2014 والقاضي بتوجيه تهمة “الإرهاب” لمالك قناة العباسية وصحفييها البالغ عددهم 13، وذلك بعد ثلاثة أيام من إغلاق مقر الفضائية العراقية المعارضة في عمان عقب مداهمة بوليسية.
وتدعو المنظمة إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين في هذه القضية مع رفع التهم الموجهة إليه، ووفقاً لمصدر قضائي اتصلت به وكالة فرانس برس، اتهم المدعي العام في محكمة أمن الدولة لمالك قناة العباسية وصحفييها الـ13 بـ“استعمال الشبكة المعلوماتية للقيام بأعمال من شأنها تعريض حياة الأردنيين للخطر“، وقد يواجه المتهمون عقوبة تصل إلى خمس سنوات سجن.
وبين تبرير هيئة الإعلام الأردنية التي رأت أن القناة "تبث برامجها بصورة غير مشروعة من الأردن، دون الحصول على أي ترخيص"، تضيع الآمال مجددا إلا من علاقة عابرة هنا وأخرى هناك يقول بعض المتابعين إن المحطة تبث منذ زمن الأردن وسبق أن داهمها الأمن الأردني بحجة غياب الترخيص، ولكن طويت الصفحة كبقية القنوات التي تشابهها ليأتي الادعاء مذكرا وقاطعا بتشابه الحال بين أبناء العروبة.
كما ناشدت رابطة الصحفيين السوريين عبر بيانها:"السلطات الأردنية التعامل مع زملائنا بالروح الأخوية ذاتها وإيجاد صيغة قانونية ما وإن كانت مؤقتة لمعالجة أوضاع السوريين العاملين هناك وخاصةً الإعلاميين منهم، أو منحهم تراخيص عمل.
إن رابطة الصحفيين السوريين ترى بأن التوقيف لمدة خمسة عشر يوماُ هي عقوبة بحد ذاتها، و لذلك تطالب بإطلاق سراح الإعلاميين الموقوفين باعتبار وجود عناوين إقامة معروفة لهم وبالتالي محاكمتهم طلقاء.
الأردن الذي يقبع في المرتبة 141 (من أصل 180 بلداً) في ترتيب عام 2014 لحرية الصحافة يمضي في قراره.
وتنتظر رأفته أم نبيل وعشرات الأمهات ومعهن رأي عام عربي ودولي خبر إدارة العرب عموما وتعاملهم مع الصحفيين رغم غزارة المؤتمرات الصحفية وترقيعات هنا وأخرى هناك.
محمد العويد - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية