أعلن رسام الكاريكاتير السوري محمد سيدا أن لوحة "صندوق الاقتراع في سوريا" عادت إلى أرشيف جريدة "العمال" السويدية ثانية.
وعلّق سيدا على ذلك ساخراً "خبروا الشبيحة يحاولوا مرة تانية".
وكانت لوحة الفنان المقيم في السويد التي تمثل صندوقاً انتخابياً يخرج منه ذيل عقرب حذفت من الصحيفة السويدية، لمجرد أنه ينتقد انتخابات الدم في سوريا، وكان هذا الرسم الذي نُشر بتاريخ 4/حزيران الجاري قد حاز على أكبر نسبة متابعين على مدى ثلاثة أيام، ولكن إدارة صحيفة "العمال" التي نشرت الرسم قامت بحذفه متذرعة بالتبليغات الشديدة التي اتهمت الفنان بأنه يساند الإرهاب في سوريا ويهدد الأمن الداخلي.
حول حيثيات ما جرى وأسباب منع لوحته تحدث الفنان محمد سيدا لـ"زمان الوصل" قائلاً:
قامت جريدة "العمال" السويدية بنشر لوحتي المسماة "صندوق الاقتراع في سوريا" في ٤ حزيران مع تقرير عني وعن معرض لي ومقابلة مطولة أجرتها الصحيفة معي فيما مضى، ويبدو -حسب كلام الصحفية بوديل- التي نشرت اللوحة، أن اللوحة كانت الأكثر مشاهدة في ثلاثة أيام متوالية، ومن ثم أخبروني بأن هناك رسائل تخبرهم بأن الفنان واللوحة يساندون الإرهاب في سوريا وبأنهم - أي أنا ولوحتي- نقف بالضد من الأمن الداخلي في سوريا، وكانت التبليغات على ما يبدو أكثر من اثنتين مما دعا إدارة الجريدة إلى حذف اللوحة من الأرشيف حتى يدرسوا الموضوع بشكل أكثر جدية، وأبلغوني بقرارهم هذا بعد ستة أيام من نشرها وحتى هذه اللحظة مازالت اللوحة محذوفة.
عملية احترازية!
وفيما إذا كان من المألوف أن يتم التعامل مع عمل فني بهذا الشكل في دولة ديموقراطية مثل السويد وما دلالات ذلك برأيه يقول رسام الكاريكاتير محمد سيدا: أظن أن الأمر غريب لكنه، ممكن لو فكرنا في عدد الموالين للنظام من السوريين هنا في السويد، فهم منظمون بشكل كبير، وباستطاعتهم إرسال الرسائل بشكل مكثف لأية جريدة لتشويه سمعة كل فنان أو صحفي، والدولة السويدية على الرغم من ديمقراطيتها تخشى المشاكل مع المتشددين، وكلمة "الإرهاب" لوحدها ترعبهم.
ويستدرك سيدا قائلاً: ربما هي عملية احترازية منهم لكنها بالتأكيد غير مقبولة، هم طلبوا مني تفهم الأمر ريثما يقررون ما هو العمل، علماً أن سياسة النأي بالنفس كانت ولم تزل منهج الدولة السويدية منذ بداية الثورة السورية.
وحول ثقل موالاة النظام السوري في السويد وكيف يمكن وصف مدى تأثيرهم يقول سيدا:
لمواليْ الأسد في السويد حضور لا يستهان به وخاصة في مجال الإعلام، فهناك من يسانده بحجة أنه "علماني" على الأقل، وهناك لوبي إسرائيلي قوي جداً في الإعلام إن لم أقل إنه مالك لنصف ما يُنشر إعلامياً وهم أيضاً يرفضون التدخل والحديث عن سوريا.
ويردف الفنان سيدا موضحاً أن صورة الثورة في الإعلام الغربي بشكل عام والسويدي بشكل خاص غير صادق، فنحن الذين مع الثورة لم ننجح بعد في إقناعهم بسلمية مطالبنا ومشروعيتها، ولم ننجح بعد في إظهار البديل "المتحضر" الآخر للسلطة، النهايات غير واضحة في مسيرتنا بعد والتركيز على الإرهابيين والمسلحين القاطعين للرؤوس مشكلة كبيرة لنا ولثورتنا في الإعلام الغربي الذي أظنه، في قسم منه، غير محايد أبداً، الكل هنا يتفهم الوجع الإنساني لكنهم لا يتفهمون أن عدم مساعدتهم لنا تعني استمرار ما هو عليه الآن الوضع السوري.
رسالة سويدية بريشة فنان سوري!
وفيما إذا كان سيلجأ إلى القانون بعد مصادرة لوحته يقول الفنان سيدا:
سأنتظر قرارهم، وأظنهم يعرفونني جيداً، وكيفما كان القرار سأقوم بما يستوجب علي فعله تجاههم، علماً أن الجريدة نشرت اللوحة إلكترونياً وفي النسخة الورقية أيضاً لكن الأمر متعلق الآن في حقي في أن تعود اللوحة إلى حيث كانت في الأرشيف.
وحول وجود آلاف لوحات الكاريكاتير التي انتقدت النظام السوري وسخرت من انتخاباته المزيفة وما الذي أوجع المؤيدين لهذا النظام في لوحته بالذات يقول صاحب اللوحة:
ربما التقرير الإيجابي عني وعن فني في مواجهة الديكتاتور -رئيس سوريا– ولوحتي كما أعتقد كانت رسالة سويدية واضحة بريشة فنان سوري أردت القول من خلالها إن التصويت في ذلك الصندوق خطر، وتصويت المواطن السوري يعني تعريض نفسه للخطر، للدغ، وأردت أن أقول ببساطة "لا تصوت وقاطع الاقتراع".
ويُذكر أن الفنان "محمد سيدا" صحافي وفنان كاريكاتور من أصول كردية، عضو في رابطة الصحفيين السوريين التي تأسست أثناء الثورة السورية. خريج هندسة معمارية في السويد وحاصل على شهادة التصميم من كلية التصميم في السويد ومقيم هناك.
له أعمال منشورة في عدة صحف عربية، وسويدية وكردية، كما أقام العديد من المعارض في مدن مختلفة، منها: عامودا، حلب، دمشق، ساندفيكن، يافله وستوكهولم وهو مشارك فعال في الثورة السورية منذ انطلاقتها.


فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية