ودعت حمص المكلومة مساء يوم الجمعة الماضي أحد أعلامها البارزين ممن كان لهم دور بارز في الخدمات الإنسانية والطبية طوال أكثر من نصف قرن وهو الدكتور أنيس المصري رجل البر والطبيب الإنسان وأبو الفقراء والمساكين كما أطلق عليه أهل المدينة، لم يتخذ من الطب مهنة للتكسب بل جعلها مهنة للرحمة والإنسانية بأسمى معانيها، وكانت له أياد بيضاء في جمعية البر والخدمات الاجتماعية وكان مؤسساً لأول مشغل للخياطة النسائية احتضن عشرات الفتيات الفقيرات بالرعاية والتدريب والتعليم المهني.
تخرّج الدكتور المصري من كلية الطب عام 1955 وعمل في مستوصف كان مقره بجانب الجامع النوري الكبير عام 1956، ثم تطورت الفكرة تدريجياً حتى أصبح مستوصف الحميدية معلماً بارزاً من معالم المدينة وجمعية البر وكانت المعاينة مقابل مبلغ رمزي ويعطى المريض الدواء إن توفر.
وساهم د. المصري في عمل الجمعية في مكافحة التسول من خلال خطتها بإقامة دار للعجزة والمسنين وإعالة عوائل العائلات الفقيرة.
وعن الدكتور محمد أنيس المصري يقول الدكتور حسان شمسي باشا: نذر حياته لخدمة المرضى فقراء و عجزة في "جمعية البر والخدمات الاجتماعية" لم يأبه لمال ولا جاه، وما سعى يوماً لشهرة أو منصب..وإذا كان لأخلاق الطبيب رمزٌ .. فقد كان رمز خير يمشي على الأرض.
ويرى الصحفي "مأمون أبو محمد" أن الراحل المصري كان إنساناً قبل أن يكون طبيبا، يجذبك إليه قربه من الناس وإحساسه بهمومهم ومشاكلهم حتى تخاله جزءاً منك يشاطرك حياتك.
ويضيف أبو محمد: كان يداوي الفقراء ويقدم في سبيل ذلك كل ما يستطيع.. وحتى عامة الشعب في حمص كانوا يسمون مستوصف جمعية البر في شارع الحميدية بأسمه فيقول شخص ما: أنا ذاهب إلى أنيس المصري بدلاً من مستوصف جمعية البر ويردف قائلاً: لقد أضحى هذا الرجل المعطاء جزءاً لا يتجزأ من هذه الجمعية العريقة، وأضحت هي جزءاً منه حتى أواخر حياته لقد خسرت حمص فيه الطبيب الإنسان.
ويذكر أن جمعية البر والخدمات الاجتماعية التي كان الفقيد من مؤسسيها الأوائل كرّمته عام 2009 ضمن إحدى أمسياتها الرمضانية بهدف تشجيع الناس على العمل في الأعمال الخيرية من أجل الفقراء والمساكين ومن أجل التنمية الاجتماعية وتكريماً لشخصية كانت لها بصمات واضحة في تاريخ المدينة الطبي والاجتماعي.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية