اختتم مؤتمر "العرب وأمريكا" في الدوحة أمس الاثنين بجلسة نقاش مفتوح عن إشكاليات علاقة العرب بالولايات المتحدة ومواضع التنافر والتلاقي بين المصالح الأميركية والعربية والقضايا المركزية الإشكالية في هذه العلاقات. وأعلن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في ختام المؤتمر عن تدشين مكتب فرعي له في واشنطن يساهم في تعزيز الدراسات العربية عن الولايات المتحدة الأميركية ويسعى للتواصل والتبادل مع مراكز الأبحاث الأميركية.
وإلى جانب مواضيع هامة تناولها المؤتمر، ربما حاز موضوع "المقاربات الأميركية تجاه الثورات العربية"، اهتماما خاصا في ظل أحداث الربيع العربي التي تشغل المنطقة والعالم.
ويكاد يتفق المحاضرون على حقيقة أن الولايات المتحدة تسعى للحفاظ على هدوء الدول العربية التي لم يشملها ذلك "الربيع".
فقد رأى الباحث الأميركي ديفد بولوك أن السياسة الأميركية تطوّرت بطريقة متناقضة مع كل حالة أو قضية، مشيرا إلى أن هذه التعقيدات والتناقضات تعكس النزعات المتناقضة في السياسة الأميركية التوتّر بين المثاليات والمصالح. ففي حالة سورية، تم الأخذ في الاعتبار المثاليات الإنسانية، والجوانب الإستراتيجية، والتفاعل مع السلطات التركية والكردية والعراقية المجاورة، ومع إيران أيضا. وفي الحالة المصرية، انتقلت السياسة الأميركية من التركيز على مبادئ الديمقراطية في إعلان دعمها الثورة ضد مبارك، إلى المصالح الأمنية بعد تموز/ يوليو 2013.
وفي الجلسة ذاتها، قال الباحث د. رضوان زيادة متحدثا عن تعامل السياسة الأميركية مع الثورة في سورية إنّ الموقف الأميركي الآن يرغب في إنهاء الأسد، لأنّ انتصاره يعني انتصارا لحزب الله وإيران. ولكنّه في الوقت نفسه لا يريد انتصار المعارضة عسكريّا؛ فهي ما زالت ترغب في تحقيق الانتقال السياسي من دون الأسد، ومن دون حسمٍ عسكري يمكّن المعارضة من الانتصار.
يذكر أن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات نظّم مؤتمر "العرب والولايات المتحدة الأميركية: المصالح والمخاوف والاهتمامات في بيئة متغيرة" ضمن سلسلة المؤتمرات التي دأب على تنظيمها في إطار فهم علاقات العرب بالقوى الكبرى والجوار الإقليمي. فقد سبق أن نظّم مؤتمرات منها: "العرب وإيران"، و"العرب وتركيا"، و"العرب والقرن الأفريقي".
وسعت الأوراق البحثية التي قدمها أكثر من أربعين باحثا متخصصا من الدول العربية والولايات المتحدة الأميركية خلال الجلسات العشر للمؤتمر تفكيك العلاقة المركَّبة بين العرب وأميركا، وتعرُّف أوجهها المختلفة، مع أخذ التحولات التي طرأت عليها بحسبان، منذ أن بدأ احتكاك العرب بالولايات المتحدة الأميركية قبل نحو قرنين.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية