أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مسيحيو حمص.. قلبهم مع الثورة وعقلهم مع النظام..!

كنيسة سيدة السلام – حمص

منذ أن توقفت المعارك في المناطق المحاصرة سابقا في حمص إثر انسحاب الثوار إلى ريف المدينة الشمالي بعد حصار طويل وقاسٍ من قبل قوات النظام استمر لأكثر من عامين، منذ ذلك الوقت، أي منذ أكثر من شهر 

والنظام الأسدي يحاول مجددا أن يبعث برسالة للغرب مفادها أنه الضامن الوحيد للوجود المسيحي في سوريا..

 كيف لا وهو يسعى جاهدا ومايزال لإثبات ذلك، بأدواته ووسائله المتعددة وعبر أزلامه من "شبيحة الدين والعلمانية" وبالتحديد ما يسمى بمنتسبي الحزب القومي السوري الاجتماعي.. الذين يرتبطون بحلف وثيق مع نظام الأسد قوامه المصالح المشتركة فيما بينهم، حتى أن هؤلاء باتوا ينشرون أعلام حزبهم الشوفيني جنبا إلى جنب مع أعلام النظام في كل شارع من شوارع الأحياء المسيحية في حمص .. ومن أجل أن يثبت النظام للغرب اهتمامه بالمسيحيين.

فقد أوعز للشركات والمؤسسات التابعة له وطلب من أصحاب الفعاليات التجارية والصناعية الكبيرة بحمص ممن ترتبط مصالحها مع مصالحه بتوفير ما يلزم من معدات ومواد بناء وآليات ثقيلة لإزالة الأنقاض والسيارات المحترقة من الشوارع وتوفير خزانات المياه وإعادة تأهيل البنى التحتية لتلك المناطق التي دمرها جيشه..

بل حتى أنه أمر بترميم جميع الكنائس التي دمرها هو بنفسه بينما ترك مساجد المسلمين وهي بالمئات مدمرة...كل ذلك من أجل تجميل وجهه أمام الغرب المسيحي بأنه يرغب بعودة المسيحيين إلى أحيائهم ومنازلهم..بحسب نشطاء.

ومن أجل نشر هذا الحدث الذي سهل وصول الإعلاميين الذين يعملون في مؤسسات تؤيده بطريقة لكل منها سببها.. 

وكان الكثير من المسيحيين قد وقف مع الثورة السورية في بدايتها..وأهل حمص يتذكرون جيدا كيف استقبل المسيحيون التظاهرة الضخمة في 18 نيسان 2011 حينما مرت من شارع الحميدية الرئيسي وكيف كان المسيحيون ينثرون الأرز من شرفات منازلهم على الجموع الضخمة التي كانت تشيع الشهداء الذين سقطوا بنيران قوات الأمن في اليوم السابق..

ولكن ماذا جرى بعد ذلك!؟ 
وقبل الثورة كان يعيش في حمص حوالي 80 ألفا من الطائفة المسيحية. من أصل سكان مدينة حمص الذي كان يبلغ عددهم حوالي 2 مليون نسمة.. ويعيش المسيحيون بشكل رئيسي في أحياء بستان الديوان والحميدية ووادي السايح وبدرجة أقل في أحياء المحطة وباب السباع والعدوية والوعر وغيرها من أحياء حمص.

أبو إيلي..أحد الصحفيين المسيحيين في حمص قال لـ 'زمان الوصل' إن أكثر ما يخشاه المسيحيون السوريون هو اجتثاثهم نهائيا من وطنهم الأم سواء من قبل النظام أو من قبل الجماعات المتطرفة..! بيد أنه يستدرك أن المستفيد الوحيد من تهجيرهم مع المكونات الأخرى على المدى البعيد هو النظام بالدرجة الأولى الذي يسعى جاهدا لتأسيس دويلته الطائفية ..أو بأضعف الإيمان أن تكون طائفته هي المكون الديني الأكبر في سوريا.. 

أما لماذا لم يشارك المسيحيون بالحراك الثوري فيجيب أبو إيلي: هذا الكلام ليس دقيقا، بدليل مشاركة أعداد ليست بقليلة من المسيحيين في اعتصام الساعة الشهير بحمص..بل إن الكثيربن منهم يعارضون النظام ولكنهم للأسف الشديد، ولأنهم يبقون أقلية فهم خائفون على مصيرهم ووجودهم في وطنهم لهذا لا يصرحون بذلك على الملأ خشية انتقام النظام المتوحش..وهل من أحد ينسى المخرج الشاب باسل شحادة الذي استشهد وهو يصور فيلما عن الثورة في حمص القديمة.. وهنا لا أذيع سرا إذا قلت إن لرجال الدين المسيحيين دورا ما في إضعاف مشاركة الطائفة المسيحية بالثورة السوربة، وباختصار أقول يختم أبو إيلي: المسيحيون قلبهم مع الثورة وعقلهم مع النظام....!

أما بسام الذي حصل على لجوء في ألمانيا مؤخرا فيؤكد لـ'زمان الوصل' أنه يؤمن بالثورة قلبا وقالبا، فنظام لا يتورع عن قتل شعبه وتهجيره وتدمير بيوته ونهب أرزاقه لا يستحق البقاء.. بل إن مكانه الطبيعي هو في المحاكم الجنائية الدولية كمجرم حرب..ويستطرد بسام: دمر النظام بيتي..ولأنه يتعامل بمكر وخبث مع القضايا التي تثير حساسية ما فقد أوكل مهمة تهب بيوت المسيحيين إلى حثالة الطائفة وشبيحتها من القوميين السوريين.

مأمون أبو محمد -زمان الوصل
(214)    هل أعجبتك المقالة (271)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي