طائرة من دون طيار تغتال مقاتلين قرب الموصل، بينهم سوريان

من لا يتابع السياسة بشكل جيد ، يتوهم أن أمريكا تنأى بنفسها عن مشاكل منطقتنا و لكن حقيقة الأمر أن أمريكا تتابع كل صغيرة و كبيرة . منذ الوفاق الدولي مطلع ستينات القرن الماضي جرى اعتبار منطقة الشرق الأوسط تابعة للنفوذ الأمريكي و أكد كارتر مطلع الثمانينات أن منطقة الخليج حيوية بالنسبة لأمريكا أي مسألة حياة أو موت. أمريكا وضعت يدها على كل حكام المنطقة من دون استثناء ، و من ضمن ذلك حكام سوريا و العراق. سوريا تابعة لأمريكا منذ حركة حافظ الأسد التصحيحية و انتهاءً بولده بشار ، و لذلك تعتبر أن ثورة سوريا ضدها فعملت على محاربتها بكل الوسائل و خاصة في منع تسليح الثوار بسلاح نوعي و اشترت عن طريق أذنابها بعض قادة المعارضة الذين سلموا بعض البلدات المحررة للنظام و الذين أججوا الاقتتال الداخلي من دون تسمية أشخاص. في العراق ، تلقى النفوذ الأمريكي ضربة موجعة في هذا الشهر مما استدعى أن يجتمع كافة قادة أمريكا الكبار في البيت الأبيض و أعلن أوباما أنه لا يستبعد أي خيار . تدخل الجيش الأمريكي بشكل مباشر غير وارد ، و الأرجح أنه سيجعل إيران تتدخل و سيكتفي بضربات جوية على شاكلة هذه الضربة و ربما أشد . مسئولون إيرانيون تبجحوا أنه لولاهم لما استطاعت أمريكا احتلال الأفغان و العراق. لكن الناس ينسون . إيران هذه ، التي كانت تصف أمريكا بالشيطان الأكبر ، يعلن رئيسها روحاني عن تحالف أمريكي - إيراني لمحاربة المتطرفين !! في العراق . الواقع أن هذا ليس تحالف لأنه ليس بين ندين و لكن علاقة السيد بالعبد. يأمر السيد فيطيع العبد ، و لهذا كان الأمر خلال السنتين الماضيتين بضخ الأموال لبشار ففعلت إيران ذلك مما زاد في تدهورها الاقتصادي. قديماً قيل عن حنكة الانجليز إن بريطانيا مستعدة للتضحية حتى آخر جندي فرنسي ! لقدرتها على استغلال الآخرين . اليوم من الواضح إن أمريكا مستعدة للتضحية حتى آخر جندي فارسي..