أكدت مصادر من دير الزور أن معارك طاحنة ما زالت تدور رحاها بين تنظيم "الدولة" من جهة, ومجلس شورى المجاهدين من جهةٍ أخرى على أكثر من محور، مشيرة إلى أن أشدها ضراوةَ محور البصيرة –خشام حيث أضحت الأخيرة آخر البلدات التي ينزح سكانها.
ووصفت الوضع الإنساني بالصعب، حيث لا مكان يحتوي سكان "خشام" باستثناء ظلال الأشجار وبعض المحلات التجارية التي لم تجهز بعد في القرى والبلدات المقابلة لها على الضفة الأخرى من الفرات, خاصة بعد نزوح سكان قرى وبلدات ومدن البصيرة والدحلة وجديد بكارة وجديد عكيدات والطابية وبعض قرى سرير نهر الخابور.
وشهدت منطقة الشولا في بادية دير الزور الجنوبية على طريق دير الزور دمشق معارك طاحنة للسيطرة على البلدة القريبة من اللواء 37 والتي تسيطر عليها حالياَ تنظيم الدولة, ولم تنتهِ المعارك على هذه الجبهة.
من ناحية أخرى أشارت المصادر إلى أن مدينة دير الزور تعاني من حصار خانق, مؤكدة أن الكتائب المقاتلة في المدينة أضحت بين قوات النظام من الجهة الجنوبية ومقاتلي تنظيم الدولة من الجهة الشمالية, وهنالك خوف كبير من تكرار سيناريو حمص في دير الزور.
مراقبون يرون بأن تنظيم "الدولة" يكاد يطبق على المحافظة من جهاتها الأربع ويقطع عنها طرق الإمداد كافة, فهم يسيطرون على الريف الغربي، من حدود محافظة الرقة في قرية جزرة بوحميد حتى مدخل مدينة المدينة عند جسر السياسية, ومن الجسر على نفس الخط حتى بلدات خشام والطابية وجديد عكيدات والبصيرة التي تعد ساحة معركة, كما يسيطر التنظيم على بلدات الشولا وكباجب وهريبشة على طريق عام دير الزور دمشق جنوب دير الزور. وبحسب المصادر فإن التنظيم يوجد في منطقة المحطة الثانية وكم الصواب جنوب غرب البوكمال, بالإضافة إلى قرى وبلدات ناحية الصور على نهر الخابور شمال دير الزور, كما يسيطر التنظيم على منطقة منجم الملح بالتبني غربي دير الزور.
الوضع المعيشي
وكشت المصادر أن الخدمات في أسوأ أحوالها في المدينة التي تعاني انقطاعا للكهرباء منذ عدة أيام بسبب المعارك الجارية في منطقة الخشام وتوقف معمل غاز كونكو عن العمل, الأمر الذي سبب توقف أغلب محطات تصفية المياه عن العمل, إضافة إلى عدم توفر مادة الديزل.
كما انعكس انقطاع الكهرباء سلباً على أسعار معظم السلع والخدمات بسبب الاعتماد على مولدات الكهرباء العاملة على الديزل والبنزين، الأمر الذي زاد من معاناة السكان.
ورغم إمكانية توفر السلع والمواد الضرورية وعلى رأسها الخبز، إلا أن أسعارها مرتفعة.
وقالت المصادر إن الممر الإنساني لعموم المحافظة أصبح ممراً إجبارياً يتحكم به تنظيم الدولة وبالتالي يخشى على المحافظة عموماً من سيطرة وتحكم التنظيم على الصعيدين العسكري والإنساني, وهذا ويمكن ملاحظته جلياً على الصعيد العسكري.
في حين ما يزال النظام مسيطرا على أحياء الجورة والقصور غربي المدينة, بالإضافة لحي هرابش الملاصق للمطار العسكري وقرية الجفرة شرقي المدينة والجبل المطل على المدينة والممتد من شرقها إلى غربها, فيما تعد باقي أحياء المدينة أحياء محررة.
ديرالزور - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية