اتهم جيش الإسلام تنظيم "دولة العراق والشام" صراحة بالتعاون مع النظام على تفجير سيارة مفخخة وسط مدينة دوما، ما أوقع عشرات الشهداء والجرحى، في سابقة خطيرة تشي بدخول النظام وعملائه مرحلة جديدة من استهداف المدينة الصامدة وأهلها، والتي تعد من من أوائل المدن الثائرة والمحررة في سوريا.
وجاء اتهام "جيش الإسلام" للنظام ولتنظيم البغدادي بتفجير السيارة، ليقطع الشك باليقين حول هوية الاستهداف والأداة التي أحدثت المجزرة، لاسيما أن ناشطين قالوا إن المجزرة وقعت بفعل صاروخ أرض-أرض أطلقه النظام على المدينة.
وقال جيش الإسلام في بيان مقتضب: "انفجرت قبل قليل سيارة مفخخة قرب الجامع الكبير في مدينة دوما بالغوطة الشرقية"، مضيفا: "وكانت مصادر جيش الإسلام قد أكدت قبل أيام أن هذه السيارة دخلت عن طريق النظام وبالتعاون مع تنظيم الخوارج داعش في الغوطة الشرقية"، في إشارة إلى تنظيم "الدولة".
وأكد بيان جيش الإسلام أن "داعش وبالتعاون مع النظام أعدت سيارات مفخخة أخرى للتفجير في مناطق مختلفة في الغوطة الشرقية".
ويرى مراقبون أن تفجير السيارة المفخخة في أحد أهم معاقل الثورة، له ما قبله وما بعده، غير مستبعدين أن يكون النظام قد حرك عملاءه وخلاياه النائمة للعمل بأقصى طاقاتهم من أجل تسديد ضربة موجعة للمدينة التي تحتضن الثوار لاسيما "جيش الإسلام"، وذلك ردا على العملية النوعية التي قام بها الأخير على جبهة جوبر بالغة الحيوية قبل أيام، حين فجر عددا من المباني التي تتحصن فيها قوات النظام ومرتزقته، وأردى حوالي 40 قتيلا منهم، كما فتح ثغرات مهمة نحو دمشق، كما صرح بذلك لـ"زمان الوصل" النقيب عبد الرحمن الناطق باسم "جيش الإسلام" في الغوطة، في تقرير سابق.
أما ما بعد مرحلة تفجير السيارة، فيرى مراقبون أنه ربما يفتح الباب على صدام عسكري بين جيش الإسلام وعناصر تنظيم "الدولة" الموجودين في الغوطة، تمهيدا لطردهم نهائيا من المنطقة قبل أن يستفحل ضررهم كما وقع في الشمال السوري، حسب تعبير أحدهم.
أما بالنسبة للنظام، فإن حرب الثوار معه ستتخذ أبعادا أشرس، ربما تصل أصداؤها إلى وسط دمشق، لاسيما أنه اختار –أي النظام- اللجوء إلى تفخيخ المناطق المدنية وسط أهم مناطق ثقل الثوار في الريف الدمشقي قاطبة، ما يعني أنه فتح عليه أبوابا ربما كانت مغلقة قبل هذا التفجير.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية