أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قصة الأم السورية المخطوفة في إربد، كما رواها والدها لـ"زمان الوصل"

عائشة واضغر أطفالها

ينتظر رجل الأعمال السوري " أحمد نوري الخطيب" منذ عشرين يوماً عودة ابنته عائشة إلى بيتها وأطفالها الثلاثة بعد أن قام مجهولون بخطفها من أمام منزل أهلها في ظروف غامضة لم تترك وراءها إلا صرخة خرقت جدران منزل جيرانها، ويتهم الأب المفجوع صراحة مجموعة من اللاجئين العاملين في مجال الإغاثة بتدبير وتنفيذ عملية الخطف، لإبعاده عن مجال توزيع المساعدات الإنسانية على اللاجئين السوريين، وعرف ذلك من خلال رسائل التهديد التي أرسلها الخاطفون من جوال ابنته وفيها يهددونه بـ"حرق قلبه على ابنته" حيناً، ويأمرونه بـ" ترك العمل الإغاثي ومغادرة الأردن" أحياناً أخرى.

وكانت "عائشة الخطيب" البالغة من العمر 27 عاماً والأم لثلاثة أطفال (أكبرهم في الرابعة من عمره وأصغرهم رضيع لم يتجاوز ثلاثة أشهر) قد خرجت من منزل أهلها في مدينة إربد الأردنية بالقرب من قصر العوادين صباح اختطافها لتوصل ابنتها إلى باص الروضة، وفجأة سمع جيرانها صوت استغاثة وعندما خرجوا ليعرفوا القصة لم يجدوا لها أثراً.

والد السيدة المخطوفة "أحمد نوري الخطيب" تحدث لـ " زمان الوصل" حول تفاصيل ما جرى صبيحة ذلك اليوم قائلا: كانت ابنتي المخطوفة خارجة من المنزل في الساعة السابعة لتوصيل ابنتها 3 سنوات إلى باص الروضة، والسيناريو المحتمل لما جرى أن الخاطفين دخلوا إلى سياج المنزل واختبأوا فيه بانتظار خروجها، ولدى خروجها قام أحدهم بوضع مخدر على أنفها، وأفاد الجيران أنهم سمعوا صوتاً لكنهم لم يتأكدوا منه علماً أن المنطقة التي أسكن فيها هي منطقة فلل هادئة، وبعد أن أغمي عليها حملوها ووضعوها في سيارة كانت متوقفة قريباً من المنزل.

ويردف الأب المفجوع: بعد أن خطف الجناة ابنتي بدأوا يساوموني بأساليب قذرة، فالهدف من عملية الخطف كما فهمت من رسائلهم التي كانوا يرسلونها من خلال جوال ابنتي هو قهري وإذلالي، وطلبوا مني صراحة أن أخرس وأن لا أتكلم تجاههم بأية كلمة، كما طلبوا مني أن أترك الأردن صراحة، ويبدو أنني أقف حجر عثرة في طريق سرقاتهم ونهبهم باسم اللاجئين، وأنا اعتقد جازماً أن وراء عملية خطف ابنتي عصابة منظمة (مافيا) وأتوقع أن يكون معهم بعض الأردنيين، لأنه من الصعوبة أن يتنقلوا بحرية داخل سيارة سورية، كما أظن.

لايحتمل
وحول دوافع خطف ابنته وأسبابه يضيف الخطيب: هناك سرقات كبيرة تم اكتشافها في المجال الإغاثي من بعض الهيئات والأشخاص، وأنا أعرف ماذا يأتي من دول الخليج والهيئات الأوربية، وأعتقد أن هذا هو السبب الوحيد لخطف ابنتي لأنني قطعت عليهم الطريق.

ويواصل الأب بانفعال وحرقة : لو كان ابني أو ابنتي قتلوا لكان الأمر طبيعياً، ولكن أن تختطف ابنتك التي هي أم لثلاثة أطفال أكبرهم في الثالثة من عمره وأصغرهم لم يتجاوز 3 أشهر لمدة عشرين يوماً دون أن تعرف مصيرها فهذا الأمر لا يمكن احتماله، وخصوصاً أن ابنتي المخطوفة تعاني من انخفاض السكر... فهل هذا جزاء الإحسان؟! 

ويستطرد الخطيب: عملت خلال الفترة الماضية بشكل شخصي دون الاعتماد على الائتلاف أو رجال الأعمال أو أي هيئة دولية، وكل ما كنت أقوم به من خلال علاقاتي الخاصة فأنا أسكن في الكويت منذ أربعين عاماً، وليس لي أي علاقة بأحد وكنت أقدم دون أي محسوبيات وانتقد الآخرين في وجوههم وليس من وراء ظهورهم ولم يكن لي أعداء، ولو كنت أشك بوجود أعداء لي لقمت بتركيب كاميرات في منزلي ولما حصل الذي حصل، مع تسليمي بقضاء الله وقدره .

رسائل حرق الأعصاب
وحول مصير ابنته المخطوفة وهل اتصلت بهم بعد خطفها، يقول الخطيب: تحدثت ابنتي مع عمها بعد خطفها بأيام وقالت له: "أنا بخير وأموري جيدة"، وأرسل الخاطفون عدة رسائل من جوالها قالوا لي في إحداها: "لا نريد مناصب ولا أموال فدية، ولكنك ستأخذ ابنتك ميتة"، ثم عادوا وقالوا: "البنت بخير"، ثم قاموا بإرسال رسالة تقول: "البنت لن تعود وسندفنها وانسوها نهائيا"، وكان الخاطفون يتكلمون بصيغة الجمع بمعنى "لا تحكي علينا"، فصار الخطاب شخصياً إذ أرسل أحدهم رسالة يقول: "أنا جئت إليك وابني كان بحاجة للمساعدة ولم تساعده وأنا سأحرق قلبك مثلما حرقت قلبي على ابني"، وهناك رسالة قالوا فيها "ابنتك ماتت وقمنا بدفنها"، وبعد فترة يوم تقريباً أرسلوا لي رسالة يقولون فيها "ابنتك موجودة وسترجع لك بعد ثلاثة أيام".. أسلوبهم الاستفزازي هذا كان الهدف منه حرق أعصابي والقضاء علي بهذه الطريقة، علماً أنني أجريت ثلاثة عمليات في القلب.

ويردف والد المخطوفة: تحدثت ابنتي معنا لأكثر من دقيقة من شريحة هاتفها، ورغم ذلك لم يتم تحديد مكانها وقمنا بالاتصال على الشريحة التي بقيت تعمل لمدة عشرين دقيقة متواصلة دون جدوى، فالأمن الوقائي والبحث الجنائي هنا يعملان، ولكن لا أحد يعرف ماهي القصة وماالذي يجري، ولماذا لم يتم تحديد مكان الخاطفين !

فارس الرفاعي - زمان الوصل - خاص
(125)    هل أعجبتك المقالة (113)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي