أثارت رسالة التهنئة التي وجهها الائتلاف الوطني السوري المعارض إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ردود فعل متباينة بين أوساط المعارضة السورية.
ولم يخفِ أعضاء في الائتلاف نفسه امتعاضهم من هذا التصرف، لدرجة أن أحد أعضائه علي صدر الدين البيانوني قدم استقالته احتجاجا على رسالة تهنئة "للثورة المضادّة في مصر الشقيقة"، الخبر الذي كانت "زمان الوصل" أول من نشره.
واعتبر البيانوني هذه التهنئة بأنها "لا تختلف كثيراً عن تهنئة المجرم بشار الأسد بفوزه المزعوم في انتخابات الدم المزيّفة في سورية، وتُخرج الائتلافَ عن نهجه الثوريّ الوطني الذي اختطّه له المؤسّسون".
وبحسب مصدر "زمان الوصل" فإن المشهد الكلي سعودي بامتياز من خلال "دفع" الجربا" ومن قبله لؤي صافي كي يقدما المباركة للسيسي ليكون الائتلاف بذلك "أداة لدعم سياسات خارجية لدولة خليجية"، كما يقول المصدر.
ولم يكن البيانوني وحيدا في شعوره تجاه التهنئة، وإنما شاركه ذلك الكثير من المعارضين داخل وخارج الائتلاف، فهذا حمزة مصطفى الباحث السوري في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" يحيي موقف البيانوني الذي انتقده كثيرا في أوقات سابقة، عازيا ذلك إلى عدة أسباب اهمها أن الائتلاف ليس دولة وليس سلطة قائمة، ومن المفترض ان يكون ممثلا للثورة الهادفة للديمقراطية. وعليه فإن تهنئة ثورة مضادة هي سلوك أرعن وغير حكيم إلا إذا كان المهنئ لا يعترف بالديمقراطية.
وأضاف في تصريح لـ"زمان الوصل" إنه كان من الأجدى وتجنبا للإحراج أمام حلفاء قيادة الائتلاف الإقليميين الخروج ببيان ترحيب أو اتصال هاتفي شخصي وليس تهنئة رسمية باسم الائتلاف والسوريين عامة.
وأوضح أنه على الرغم من الضغوط السعودية، فإن قيادة مصر الجديدة لم تتخذ موقفا صريحا مؤيدا للثورة السورية، بل على العكس وقفت سدا منيعا ضد المحاولات في الجامعة العربية لمنح مقعد سوريا للائتلاف خلال قمة الكويت، ذلك عدا عن فتح القنوات الاستخباراتية، وتأييد جمهور السيسي لبشار في حربه على من يصفونهم (الإخوان والإرهابيين).
وقال مصطفى إن كثيرا من الدول الأوربية والغربية الحليفة لمصر لم ترسل حتى الآن تهنئة رسمية، لذلك فإن الادعاء بأنه تعامل فلهوي مع الأمر الواقع هو مجرد "زعبرات"، فالسياسة حكمة وليست هوبرات وتسجيل مواقف.
وأردف مصطفى بأن الائتلاف يضم قوى وتيارات عديدة إسلامية وعلمانية و.. الخ. وتذهب غالبية القوى المشكلة له إلى أن ما حصل في مصر انقلاب وليس ثورة. وأن من يهنئ رئيساً ارتكب مجازر لا يحق له انتقاد رئيس يرتكب مجازر مشابهة، فالمبدئية في القضايا العادلة ضرورية وغيابها يعني جر عدالة القضية الى دهاليز المصالح المتغيرة.
وختم بأن الثورة السورية سورية ليست سعودية ولا قطرية. قرارها يجب أن يبنى على أسس وطنية لا خارجية.
في حين رأى الإعلامي إياد شربجي أن خطوة الائتلاف فيها من الذكاء السياسي ما يشفع لها، إن ارتبطت بتحصيل دعم سياسي وحل أزمات السوريين بمصر، ولكنها ستكون "سخيفة ورخيصة إن كانت بإملاء السعودية أو لإرضائها.
وقال شربجي على صفحته في "فيسبوك": "بعيدا عن الشعاراتية والشعبوية، وفي ظل التعقيدات التي تعيشها القضية السورية، مباركة الائتلاف للسيسي ذكية سياسيا إذا كانت مرتبطة بخطة لفتح صفحة جديدة مع المصريين لتحصيل دعم سياسي للمعارضة ولحل أزمات السوريين هناك، لكنها ستصبح سخيفة ورخيصة إن كانت بدون سياق وخطة مكاسب، وتمت فقط بإملاء السعودية أو بقصد إرضائها".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية