أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"المليحة" أسطورة الصمود والثبات وسيناريو حمص القديمة؟!

يطرح الصمود الأسطوري لمدينة المليحة في غوطة دمشق الشرقية الكثير من الأسئلة والتي تتلخص بكيفية هذا الصمود وأسبابه، أمام هذه الهجمة المستمرة لآلة النظام العسكرية الهائلة، ولمدة زمنية زادت عن الشهرين ولا زالت مستمرة.

قبيل بدء العملية العسكرية التي تقوم بها قوات النظام والمليشيات الطائفية المقاتلة معه بمحاولة اقتحام مدينة المليحة في غوطة دمشق الشرقية، تسرّبت وعلى لسان بعض عناصر الأمن وقادة تلك الميليشيات ومقاتلين من عناصر جيش الدفاع الوطني أخبار مفادها أن عملية "تحرير المليحة" محكمة ومدروسة وسوف تستمر لثلاثة أيام. لكن الواقع والميدان يقول إن العملية العسكرية الواسعة والمستمرة دون هوادة دخلت في يومها السبعين!.

ورغم اعترافات وتصريحات أكثر من قائد ميداني من جيش النظام أن معركة المليحة ليست بالأمر السهل، إلا أن صفحات التواصل الاجتماعي المؤيدة للنظام تصر على استخدام بعض المفردات الحاسمة في خطابها الإعلامي حول مجريات المعارك، مثل التحرير أو السقوط أو النهاية، وحقيقة الأمر الواقع على الأرض يؤكد كل يوم أن المعارك تأخذ سياق حركة الكر والفر وأن مفهوم الحسم الشامل الذي تتحدث عنه بعض الأوساط الموالية للنظام ما زال بعيد المنال، الأمر الذي أغضب بعض القادة العسكريين ودعاهم للقول بضرورة التفريق بين الخطاب الإعلامي والواقع العملياتي، وأنهم غير مهتمين بهذا الخطاب.

يذكر أن العملية العسكرية على مدينة المليحة والتي أرهقت قوات النظام بشرياً ومادياً ومعنوياً، يستخدم فيها كل وسائل وآلات القتل والقتال، من غارات طائرات الميغ والتي يُسجل لها خمس غارات يومياً على الأقل، إلى صواريخ أرض -أرض المتحصنة في تلال القلمون وقاسيون، والمدفعية الثقيلة، وقذائف الهاون والبقية الباقية من الأسلحة الرشاشة المتوسطة منها والثقيلة، ما يؤكد اتباع النظام لسياسة الأرض المحروقة، حيث تشهد الصور والفيدوهات المسربة من داخل المدينة على الدمار الهائل الذي حلّ في بناها التحتية، وقد طال المشافي والمدارس والطرقات العامة والمحال التجارية والمعامل والأفران والمساجد، عدا عن منازل المدنيين من أهل البلدة، حتى أن مقبرة البلدة تم قصفها وتدميرها، كما وتؤكد مصادر النظام الإعلامية قبل المعارِضة منها، خسارة قوات النظام لخيرة قادته الميدانيين سواء كانوا من الجيش النظامي أو من المليشيات الطائفية التابعة له كحزب الله اللبناني أو الألوية العراقية المقاتلة إلى جانبه في هذه العملية العسكرية المرهقة.

رغم تحقيق النظام لبعض التقدم والخروقات الرئسيّة السريعة على جبهات القتال، إلا أنه أكثر ما يعتمد على خطط وطرق تقليدية في قتاله تجنبه خسارة المزيد من مقاتليه، مثل الرمي البعيد المركز والعشوائي، والحصار، والالتفاف، والمداورة ومحاولات الاقتحام الرأسي السريعة، وعلى أكثر من جبهة في ذات الوقت، ذلك لتحقيق هدف مقصود ثم الانسحاب ـوهي طريقة اعتمدها النظام في معركة القلمون (يبرود) ـ حيث يحقق له هذا التكتيك إمكانية قطع طرق الإمداد من المناطق المجاورة، (زبدين -جسرين -دير العصافير -حتيتة -جرش). كما تُمكنه من نصب الكمائن، وتحقيق عنصر المفاجأة، وتشتيت جهود ودفاعات مقاتلي المعارضة.

شكّلت هذه الحملة العسكرية لقوات النظام على بلدة المليحة الصغيرة نسبياً بمعطياتها اليومية المؤكدة على صمود مقاتلي المعارضة تساؤلات كثيرة وقف أمامها مؤيدوها قبل معارضيها في محاولة لفهم أسباب عجز النظام حتى الآن عن تحقيق هدفه باقتحامها "تحريرها"، وعن أسباب صمود المقاتلين على جبهاتها. 

وتلخصت الاستنتاجات وبعض المعلومات المسرّبة عن أجوبة قليلة لتلك الأسئلة صبت معظمها في بُعدين، الأول استراتيجي وهو تحضير مقاتلين المعارضة لأرض المعركة مسبقاً، عبر تحصينات دفاعية وخنادق أرضية وجمع الذخائر والأسلحة وترشيد استعمالها، خصوصاً بعد الهدن العديدة التي صاغها النظام مع بعض مناطق ريف دمشق ومحاولاته الفاشلة في صياغة مثيلها مع مقاتلي الغوطة الشرقية، فكان من المتوقع وربما المؤكّد أن يلجأ إلى استخدام القوة لإخضاع المنطقة لسيطرته، البعد الثاني كان تكتيكياً، إذ استجمع مقاتلو المعارضة كل قواهم وسُلّمت قيادة الجبهات إلى خيرة القادة الميدانيين من ذوي الخبرة والكفاءة. كما واستخدمت الإغراءات المادية لبعض قادة وضباط النظام لتأمين خروقات في الحصار الواقع على الغوطة وإدخال الطعام والسلاح والذخائر.

ويذكر أن أهم القوى العسكرية للمعارضة العاملة والمشاركة في القتال على جبهات المليحة، الجبهة الإسلامية، لواء أمهات المؤمنين، الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، لواء البراء بن مالك، لواء فجر الاسلام، وبعض كتائب الجيش الحر، وسجل استشهاد العديد من قادة هذه الألوية والكتائب في المعارك الدائرة على أرضها.

ويبقى السؤال الأكبر والذي سيجيب عليه القادم من الأيام وفي مقاربة ميدانية بين الغوطة الشرقية "المليحة" وأحياء حمص القديمة، هل نقف على أبواب مصالحة شاملة تُخرج مقاتلي المعارضة بأسلحتهم وعتادهم من الغوطة ليستلمها النظام؟! وإلى أين هذه المرّة؟!.

سارة عبد الحي - زمان الوصل
(119)    هل أعجبتك المقالة (134)

سوري متفائل

2014-06-09

لو قاتل جيش أبو شحاطة و اسبسل أمام الجيش الاسرائيلي بنسبة 5 من اسبساله في إراقة دماء السوريين على اختلاف فئاتهم لكتب له النصر المؤزر و لكن جيش الأسد الخائن لبلده ليس من يقاتل على الأرض بل إنهم الإيرانيون الذين يقاتلون بأمر الولي الفقيه حتى الموت.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي