أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قصف متجدد على معبر "باب الهوى"..ومراقبة تركية حذرة

مشفى باب الهوى لم يسلم من القصف

يحدث في ريف حلب وتحديدا في الريف الذي تسيطر عليه داعش، ما يدعو للدهشة والتساؤل، فبالأمس شوهدت طائرة حربية سورية اخترقت الأجواء التركية والتقطت لها الصور، وقامت بقصف معبر باب الهوى، كانت الطائرة تستهدف مشفى قريبا من مخفر تركي وحيد في المنطقة، لا بل يبعد عنه أقل من واحد كيلومتر، هكذا يقول مراقب مرابط هناك، قصف المشفى ظهر اليوم وعلى مرأى من بطاريات "باتريوت" التركية المنتشرة في المنطقة، قرب معبر حدودي تركي -سوري ولم يرد على الاختراق وذكر تفاصيله بشكل خجول في وسائل الإعلام التركية.

سقط خلال القصف العشرات من الجرحى وعمت الفوضى المكان، كان الأتراك مشغولين بعملية أخرى، كان هناك رتل عسكري للجيش التركي، تجاوز الحدود السورية من معبر "جرابلس" في نفس التوقيت، متجهاً برفقة عناصرَ من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، إلى مقام "سليمان شاه" في قرية "قراقوزاك" الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة.

وتحرص تركيا في الآونة الأخيرة أن يبقى ضريح "سليمان شاه" التركي، بمأمن عن كل الصراعات الدائرة على الأرض السورية، وهو مقام كبير يقع على نهر الفرات في منطقة "قراقوزاك" بريف حلب الشرقي، الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، ويعتبر أقدس المقامات التركية المشيدة هنا، وتشرف "داعش "على حمايته، ولم تتجرأ على الاقتراب منه أو تفجيره أسوة بأضرحة ومقامات أخرى امتلأت بها المنطقة، عاثت "داعش" فيها فسادا وانتهكت حرمتها وأحرقت ما في داخلها، لم تحترم يوما ضريحا كما احترمت الأضرحة التركية وبقرار من قياداتها. فهي ترافق كل أرتال العناصر التركية المفرزة للحراسة، فتركيا كل شهر تقوم بتبديل عناصر الحراسة المعنية بحماية مقام "سليمان شاه" "وداعش" لا تتعرض لهم، ولن تتعرض لهم، وحسب مراقب على المعبر أن مشادة كلامية حصلت مع أحد عناصر المعبر أنهاها الأمير الكبير المسؤول الأمني في "جرابلس " على الفور.

بالمقابل تقول المعلومات الأولية التي أكدها مصدر في حركة "أحرار الشام" في باب الهوى، أن مخططا ينفذ في اللحظة هذه، وأنها تعد لانسحابها من (منبج والراعي)، باتجاه تمركزها في "جرابلس" في حين تبقى القصة غامضة هناك، ولا أحد يؤكد أو ينفي ما يجري، فقط وصفوها بالتحركات الغريبة، والتي ترافقت مع وقف إطلاق نار منذ ظهر أمس الأول وهي حالة نادرة الحصول حيث تعيش المنطقة اشتباكات شديدة منذ فترة.

وتراقب تركيا الوضع بدقة، وتخشى على أرتالها من استهداف ما، فأنباء وصلت عن اعتصام كبير تنظمه عناصر جبهة النصرة ضد قرار وضعها على لوائح الإرهاب وموافقة تركيا عليه ومباركته، اليوم قالت النصرة إنها لن تسكت على هذا، ومصادر داخل الجبهة تشير إلى ترتيب خاص من جانب النصرة.

في سياق متصل، لم يجب أحد الأصدقاء الصحفيين في وكالة الأناضول عن نية تركية تكثيف أعداد عناصر الحراسة بحجة حماية الضريح المقدس، واكتفى بالضحك على قصة داعش في ريف حلب وما حولها.

لكن يبقى السوريون خائفين على مصير الأرض التي أطلقت شرارة الثورة، خشية أن يأتي الجميع إليهم في هذا الوقت لحماية الأضرحة والمقامات، وليس لحماية المدنيين العزل، وكأنهم مواطنو أرض اللعنات، وليس مهبط الديانات الثلاث وأرض الأنبياء المقدسة التي باتت لعنة، كيف لا تكون لعنة وقد جاءت الألوية من كل حدب وصوب بحجة المقامات، فهناك من وقع في الأسر في حلب وكان مدججا بالسلاح وقال إنه شيعي عراقي تدرب في لبنان على يد حزب الله وقيادات عسكرية أخرى، أتى ليقتل من يريد تدمير مقام أجداده وتراثه ومقامات دينه، وسأل هل تعرف اسم المقام جيدا في حلب: فلم يعرف ولا مقام !! ومنهم يعرفون جيدا كل الأمكنة المقدسة والأضرحة التي انتهكت في زمن هؤﻻء الغرباء، هكذا يقول نشطاء مراقبون للوضع. 

زمان الوصل
(96)    هل أعجبتك المقالة (101)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي