لم يستغرق فرز الصوات الا فترة قصيرة بل لم يكونوا بحاجة للفزز فالنتائج جاهزة وقد اعلن النظام عن النتائج (أعلاه):
كان توجه الأسد في البداية ان يعلن نجاحه بنسبة قريبة من ثلثي الأصوات فقط اي بين 65 و 70% لتبدو اللعبة أكثر منطقية وفتش عن شخصية دمشقية سنية او حلبية ترشح نفسها، وتواصل مع بعض هذه الشخصيات ولكن أي منهم لم يقبل أن يشارك ككومبارس في انتخابات مسبقة، وعندما لم يجد الأسد سوى شخصيات مثل حسان النوري بأدائه الأقرب للمهرج وماهر حجار الشيوعي، وأي منهما لا يمكن أن يجمع اكثر من بضعة آلاف من الأصوات، قرر أن يرفع نسبة نجاحه فأصبحت 88.7%. وبالتأكيد لم يحصل لا النوري ولا الحجار على الأصوات التي اعلن عنها رغم ان الأسد اعطى توجيهاته بأن يمنحوهم بعض الأصوات لتبدو اللعبة مقبولة.
لا ننظر لهذه الانتخابات على انها انتخابات رئاسية، فهي استمرار لمسرحية الاستفتاء التي جرت في سوريا على مدى عقود من حكم الأسد الأب ووريثه الابن، مع تغيير في التسمية والمشهد حيث نزل مرشحان كومبارس لا اكثر، ولن نناقش هذه الانتخابات غير الشرعية والتي تجري في ظروف ثورة شعبية عارمة، عمل الأسد ونظامه مع ايران واتباعها في المنطقة الى تحويلها الى حرب اهلية مذهبية، ولن نناقش أن الدستور الذي تجرى بموجبه وهو دستور غير شرعي بحسب ما بينا في دراسة لنا منشورة سابقة، ولن نناقش بأن هذه "الانتخابات" اديرت من قبل نفس الأجهزة التي ادارت استفتاءات ال 99.9% السابقة، و بنفس طرق التهديد والوعيد والابتزار، مما يفقدها أية قيمة، ولن نناقش النسبة التي حصل عليها بشار الأسد وهي 88.7% وهي لم تحصل لا هي ولا اي نسبة قريبة منها عبر تاريخ الديمقراطيات الحديثة في اي من دول العالم، فهذه النسب من المشاركة والتأييد تحصل في انظمة مستبدة تحدد هي أرقام النجاح التي ترغب الاعلان عنها، لن نناقش كل هذا ولكن سنناقش رقماً واحدا هو نسبة المشاركة الفعلية وهي دليل الأهم على شرعية اية انتخابات.
لقد زعم النظام أن 11.63 مليون ناخب يمثلون 73.42% ممن يحق لهم التصويت قد شاركوا في هذه الانتخابات وأدلوا باصواتهم فدعونا ندقق في هذا الرقم.
بلغ عدد من يحملون الجنسية السورية في العالم مطلع 2011 على ذمة المجموعة الاحصائية السورية وهي المصدر الوحيد نحو 24.5 مليون، كان يقيم منهم نحو 4.5 مليون في الخارج بينما يقيم نحو 20 مليون داخل سوريا.
خلال الأحداث وبين مطلع 2011 وحتى حزيران 2014 فقد زاد عدد السوريين بمعدل 600 الف نسمة سنوياً فاصبح العدد الاجمالي لمن يحملون الجنسية السورية مطلع 2014 نحو 26.5 مليون نسمة.
وبحسب ديناميك السكان بسبب الأحداث، فإن عدد السوريين المقيمين داخل سوريا في تراجع بينما يتزايد عدد المقيمين في الخارج لأن من كان يخرج من سوريا اضافة لمن قتل في الأحداث اكبر من تزايد من بقوا مقيمين في سوريا. ففي حين زاد عدد الذين بقوا في سوريا بنحو 1 مليون نسمة خلال الأحداث، فقد غادر سوريا، بحسب تقرير صدر مؤخراً عن المركز السوري لبحوث السياسات، وهو مركز مقيم في دمشق، بالتعاون مع برنامج التنمية للأمم ومنظمة الأونروا، أكثر من 1.5 مليون وهؤلاء من رجال الأعمال والطبقات الوسطى واصحاب التأهيل والكفاءات، قد غادروا سوريا الى وجهات عديدة في العالم من بلدان عربية واوروبا وأمريكا، يضاف لهم نحو 2.35 مليون نزحوا الى دول الجوار نتيجة القصف وتهديم بيوتهم وملاحقاتهم. اي ان قرابة 4 مليون، والبعض يقدر الرقم بأكثر من ذلك، قد غادروا سورية ليضافوا للملايين الأربعة والنصف التي كانت تقيم في الخارج أصلا من حاملي الجنسية السورية. وبالتالي تراجع عدد السوريين المقيمين في سورية في حزيران 2014 الى نحو 17.5 مليون نسمة مقابل نحو 8.5 مليون يقيمون في الخارج بمن فيهم من يقيم في مخيمات اللجوء. كما ان نحو 6 مليون من المقيمن داخل سوريا قد نزحوا من مكان الى آخر داخل سورية مخلفين بيوتهم التي تهدمت وراءهم.
قمنا بتقدير اعداد السوريين المقيمين في المناطق التي يسيطر عليها النظام داخل سوريا فنجد انهم بلغوا نحو 7.6 مليون نسمة (انظر الجدول في الأسفل) ومن بين هؤلاء فإن نحو 60% يحق لهم التصويت أي نحو 4.5 مليون نسمة. ولو قدرنا ان نصف هؤلاء قد قاموا بالمشاركة وهي نسبة مرتفعة جداً في مثل هذه الظروف بعد ثلاث سنوات ونيف من القتل والتدمير والخوف من قذائف المعارضة، وهذه نسبة لم يصلها السي سي الذي جند الدولة وبكاملها وبقي يمدد انتخاباته ويحشد لثلاثة ايام، ولم يحصل على ال 50%، وبالتالي فإن أعداد من شاركو في التصويت فعلاً داخل سوريا يقدروا بنحو 2.3 مليون نسمة يضاف لهم نحو 200 الف شاركوا عبر العالم، أي نحو 2.5 مليون شاركوا في التصويت، ونعتقد أن جميعهم قد أعطى صوته لبشار الأسد. وهذا العدد يمثل نحو 16% فقط مم جميع السوريين الذين يحق لهم التصويت اينما كانوا، ونحو 24% من السوريين الذين بقوا مقيمين في سوريا والذين يحق لهم التصويت، ونحو 55% من أصوات من يحق لهم التصوين من السوريين المقيمين في المناطق التي يسيطر عليها النظام. هذا مع لجوء النظام لكافة وسائل الترعيب والترهيب والترغيب.
اذن النظام قام بمضاعفة الرقم بأكثر من اربع مرات من 2.5 مليون مشارك الى 11.6 مليون مشارك،وهذا من التقاليد العريقة لنظام الأسد من الوالد الى الولد.
جدول يقدر نسبة من شاركو في الانتخابات الرئاسية في 3
حزيران 2014
المحافظة |
المقيمون في سوريا نهاية 2011 سوريين وغير سوريين |
تقدير عدد المقيمين سوريين وغير سوريين مطلع 2014 في حال لم تحدث ثورة |
تقدير عدد السوريين المقيمين في حال لم تحدث ثورة |
تقدير عدد السوريين المقيمين الفعليين حزيران 2014 |
السوريون في مناطق سيطرة النظام |
السكان تحت سيطرة النظام |
مدينة
دمشـــــــق |
1754 |
1876.78 |
1782.941 |
1438.28 |
60% |
862.968 |
ريف
دمشق |
2836 |
3034.52 |
2882.794 |
2325.52 |
50% |
1162.76 |
حـلــــــــــب |
4868 |
5208.76 |
4948.322 |
3991.76 |
20% |
798.352 |
حمــــــــص |
1803 |
1929.21 |
1832.7495 |
1478.46 |
85% |
1256.691 |
حمــــــــــاة |
1628 |
1741.96 |
1654.862 |
1334.96 |
70% |
934.472 |
اللاذقيــــــة |
1008 |
1078.56 |
1024.632 |
826.56 |
90% |
743.904 |
إدلـــــــــــب |
1501 |
1606.07 |
1525.7665 |
1230.82 |
15% |
184.623 |
الحســـــــكة |
1512 |
1617.84 |
1536.948 |
1239.84 |
10% |
123.984 |
ديــر
الــزور |
1239 |
1325.73 |
1259.4435 |
1015.98 |
2% |
20.3196 |
طـرطـــوس |
797 |
852.79 |
810.1505 |
653.54 |
100% |
653.54 |
الــرقـــــــــة |
944 |
1010.08 |
959.576 |
774.08 |
0% |
0 |
درعـــــــــــا |
1027 |
1098.89 |
1043.9455 |
842.14 |
60% |
505.284 |
الســــويداء |
370 |
395.9 |
376.105 |
303.4 |
100% |
303.4 |
القنيطـــــرة |
90 |
96.3 |
91.485 |
73.8 |
60% |
44.28 |
المجموع |
21377 |
22873.39 |
21729.7205 |
17529.14 |
|
7594.5776 |
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية