"تشرين".. ليس مجرد اسم شهر، فذاكرة السوريين تربط بطريقة عفوية بين شهر تشرين وأغلب إنجازات الأب القائد".. ولذلك يُسمى عدد كبير من شوارع وحدائق المدن السورية باسم "تشرين"، وكأن الاسم لم يعد في سوريا يدل على الأشهر الميلادية، بل هو يرجع إلى قاموس معركة الأسد وحركته التصحيحية.
وإن كنت دمشيقاً فلا شك أنك شاركت في الرحلة المدرسية السنوية إلى حديقة تشرين، خاصة إن تزامنت مع معرض الزهور السنوي، ومن المرجح أنك حينها اعتقدت أن "تشرين" هي الحديقة الأكبر في العالم، فهي أكبر حديقة في دمشق، ولذلك طالما امتدح الدمشقيون جمالها متناسين أن اسمها يعني أنها ليست ملكاً لهم، وأنها من منجزات "القائد الخالد".
اليوم يعود اسم حديقة تشرين ليذكر بماهيتها، فالحديقة التي كانت إحدى جنات الشام تحولت إلى لعنة، والسبب اتساعها وموقعها الاستراتيجي الكائن في ساحة الأمويين.
من نافذة منزله يراقب أحمد على مضض ما يجري داخل حديقة تشرين.. "المراقبة من النافذة جرمٌ في دمشق لذلك فإن الحذر الواجب".. هكذا يقول أحمد قبل أن يشرح: اعتدنا حتى قبل بداية الثورة، على كون معظم البائعين الجوالين في الحديقة من المخبرين، ولكن اليوم تحولت الحديقة إلى ثكنة عسكرية.
ويبيّن أحمد أنه مع انطلاق الثورة صار الشبيحة والجنود يجتمعون وحتى ينامون في الحديقة، ووفق أحمد، فإنه مع تصاعد أحداث الثورة كانت أعداد المدنيين تقل في الحديقة على حساب كثرة جنود الأسد وشبيحته.
كازينو تشرين
بهذا الاسم بات سكان العاصمة يُلقبون حديقة تشرين، والسبب وفق الناشط الميداني أنور أن الشبيحة والجنود الذين احتلوا الحديقة حولوها إلى مكان للدعارة، بعد أن باتوا "يتفتلون" في الحديقة كلٌ بصحبة خليلته، ووفق الناشط لايخجل الشبيحة والفتيات اللواتي برفقتهن من ممارسة الرذيلة بشكل علني. وهذا ما يؤكده أحمد قائلاً: مشاهد مخجلة تحدث في الحديقة، ولايوجد من يجرؤ على ردعهم ووضع حد لما يجري، فالجنود يجلبون الفتيات إلى الحديقة ويستمتعون بوقتهم معهن دون مراعاة العادات والتقاليد.
ومستدلاً من الكتب الجامعية التي ترافق الفتيات، يرجح أحمد أن أغلب الفتيات يهربن من الجامعة لقضاء الوقت مع جنود الأسد، خاصة أن جامعة دمشق قريبة من حديقة تشرين.
لمى شماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية