قدم مجموعة من الناشطين السوريين في الداخل والخارج مذكرة احتجاج إلى الجامعة العربية ووزارة الخارجية المصرية بشأن الانتخابات غير الشرعية التي يزمع النظام على إقامتها بعد أيام وجاء في نص المذكرة التي وقعها أكثر من ألفي شخص سوري داخل وخارج سوريا أن الانتخابات الرئاسية السورية غير شرعية، وتزيد من القتل، ومن تمزيق بلادنا، وتوقف الحل السياسي، وبالتالي فهي لا تمثلنا، والرئيس القادم ليس منتخباً، ولا يمثلنا، فلنعمل معاً على إسقاط الانتخابات.
وأردف الناشطون في مذكرتهم إن النظام أصر على الاستمرار بنهجه القاتل للشعب السوري، والسارق والقامع لحريته، وأعلن عن فتح باب الترشيح (لانتخابات) الرئاسة السورية، وإعادة تنصيب بشار الأسد رئيساً ثابتاً وأبدياً لسوريا، ضارباً بعرض الحائط كل القرارات العربية والدولية التي تطالب باعتماد حل سياسي، ومنها القرار 7444 تاريخ 22/1/2012 الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية والذي يقضي في فقرته 4- ب بتفويض رئيس الجمهورية نائبه الأول بصلاحيات كاملة للقيام بالتعاون التام مع حكومة الوحدة الوطنية لتمكينها من أداء واجباتها في المرحلة الانتقالية، ومنها أيضاً بيان جنيف الصادر بتاريخ 30 حزيران 2012 وقرارا مجلس الأمن رقم 2118 تاريخ 27 أيلول 2013 رقم 2118 تاريخ 22/3/2104 الداعين لإنشاء هيئة حكم انتقالي لديها كامل الصلاحيات التنفيذية تشكل بالتوافق بين الحكومة الحالية والمعارضة، بما يؤدي إلى توافق وطني لنقل السلطة، بما في ذلك التوافق على الدستور الجديد للبلاد، والذي بدوره يؤمّن توافقاً على قوانين ناظمة للانتخابات المختلفة، والتي يشارك فيها جميع السوريين، وتنتج رئيساً وهيئات تنفيذية وتشريعية تمثل الجميع، وتؤمّن انتقالا حقيقيا للسلطة. وورد في مذكرة الاحتجاج إن النظام وأسياده لا يرغبون أن يمتثلوا لهذه القرارات، فذلك ضار بمصالحهم، وهذا ما تعنيه الانتخابات، ومن ناحية أخرى فإن الرئيس القادم وهو بشار الأسد نفسه، وبنسبة أصوات تقارب الإجماع.
وأشار موقعو المذكرة إلى أن بشار أكد في الخطاب الأول بعد الثورة (من ليس معنا فهو ضدنا) وهذا يتناقض مع طبيعة رئيس الجمهورية الذي يجب أن يكون للجميع، وهذه الجملة بررت القتل والتدمير الذي نفذته أجهزة النظام في سورية .. أي أنها جملة قاتلة .. وهو نفسه من قال عن نفسه في خطابه الثالث بعد الثورة أنه ليس رئيساً لكل السوريين، وسوريا الآن تحتاج إلى رئيس لكل السوريين، وليس من يعترف أنه ليس لكل السوريين، ويضاف إلى ذلك استحالة تنفيذ الانتخابات في جميع المدن السورية، بسبب عجز النظام السيطرة على أكثر من 35% من المدن السورية، واستمرار الاشتباكات في غالبية المحافظات السورية، بما فيها ريف اللاذقية، ووجود أكثر من تسعة ملايين سوري خارج منازلهم منهم حوالي ستة ملايين سوري نازح بداخل سوريا وأكثر من ثلاثة ملايين سوري خارجها، يضاف إلى ذلك وجود أكثر من 200 ألف معتقل ومفقود ومخطوف في أقبية النظام أو شبيحته من عصابات حزب الله وكتائب أبو الفضل العباس ومن سكان بعض المناطق كل ذلك لا يسمح بإجراء وتنفيذ أية انتخابات، حتى ولو كانت شكلية، إنما الانتخابات المزمع عقدها في سوريا عبارة عن مسرحية بائسة ومشوهة وسخيفة بحسب المذكرة التي تم تسليمها إلى مكتب الأمين العام للجامعة العربية ولوزارة الخارجية.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية