أفاد ناشطون من مدينة حمص بتعرض عدد من تجار شارع الدبلان التجاري الشهير في وسط حمص إلى شتى أنواع الإهانة والشتيمة من قبل شبيحة النظام القاطنين في الأحياء الموالية بعدما تناهت إلى مسامع هؤلاء عزم بعض التحار على إعادة فتح محالهم التجارية المغلقة منذ حوالي 30 شهرا وبما تيسر لهم من بقايا بضائع استطاعوا إخراجها من محالهم منذ أكثر من عام مضى بعد أن دفعوا مبالغ كبيرة من المال للشبيحة من أجل أن يسمحوا لهم بالوصول إلى محلاتهم وينقلوا بضائعهم لمنازلهم الواقعة في أحياء تخضع هي الأخرى لسيطرة قوات النظام.
وقال الناشط فهد، الذي يمارس عمله من داخل أحد الأحياء التي يحتلها النظام، لـ"زمان الوصل" إن أحد التجار في شارع الدبلان قام مؤخرا بتنظيف محله وتجهيز ديكوراته على أمل أن يتمكن من إعادة الحياة إليه وافتتاحه خلال الأيام القادمة.. وما إن بدأ بترميم متجره الذي أحرقته عصابات الأسد بعد أن سرقته وأفرغته من محتوياته .. حتى فوجئ بسيارة بيجو ييضاء يترجل منها خمسة من الشبيحة المسلحين بالكلاشينكوف.. وبعد أن علموا بمبتغاه انهالوا عليه بأقذع أنواع الشتائم. والسباب "من الزنار وتحت" وقالوا له بالحرف الواحد: ماذا تفعل هنا .. هذه المحلات أصبحت ملكنا.. انقلع من هنا وإلا أحرقناك في منتصف الشارع ..! ويضيف الناشط فهد الذي يمارس عمله الإعلامي كمصور لإحدى الصفحات الثورية التي ترصد واقع الحياة في حمص وحجم الدمار الذي ألحقته قوات الأسد بالمنطقة المحاصرة سابقا في مدبنة حمص جراء استهدافها بشتى أنواع الاسلحة على مدى أكثر من عامين ونصف: إن هذه الحادثة تكررت مع أكثر من تاجر في شارع الدبلان وغيره من الجادات والأحياء الواقعة في القلب التجاري لمدينة حمص والتي كانت خاضعة لسيطرة جيش النظام على مدى السنوات الثلاث ونيف من عمر الثورة ولم تخضع قط لسيطرة كتائب الجيش الحر والثوار كأسواق الناعورة والميدان والميتم ومصلى باب هود وشارعي القوتلي وعبد الحميد الدروبي وغربي السرايا ومنطقتي مجمع تشرين ونادي الضباط الواقعتين في الجهة الجنوبية من حي جورة الشياح... ومع بدء العمل بما سمي بهدنة حمص ووقف إطلاق النار حشد النظام الأسدي مرتزقته وشبيحته في تلك الأحياء التجارية وأعطاهم الضوء الأخضر طوال أيام وقف إطلاق النار، فعاثوا فيها الفساد والنهب والسرقة ولتغطية جرائمهم قاموا بإحراق أغلب المحال والبيوت والمكاتب فاستحالت رمادا؟!
ويذكر بأن شارع الدبلان كان يعد قبل انطلاق الثورة السورية واحدا من المعالم السياحية والحضارية المتميزة في حمص وواجهة اقتصادية كبيرة لمدينة ابن الوليد نظرا لمساحته الواسعة وتنوع معروضات محاله التجارية من البضائع وبأنواعها وأصنافها المختلفة.
ولعل ما يحدث الآن في حمص من نهب وسرقة وتدمير وتهجير للسكان الأصليين وإبعاد التجار عن محألهم وأرزاقهم يتنافى تماما ما كان أدلى به محافظ حمص من أكاذيب عن عزم نظامه على مساعدة تجار حمص لإعادة فتح محالهم التجارية بعد فترة قصيرة من خروج الثوار من المنطقة المحاصرة في حمص ..وهذا الأمر يثير المخاوف مجددا لدى الحمصيين مما انتشر من أقاويل وأحاديث تداولتها وسائل الإعلام عن عزم النظام على مصادرة أملاكهم وأرزاقهم وإحداث تغيير ديموغرافي سكاني في الأحياء السنية المنتشرة على مساحات واسعة من وسط مدينة حمص بغية توطين فئات طائفية موالية له فيها بعد أن أفرغ هذه الأحياء والأسواق من أصحابها الأصليين...!
مأمون أبو محمد -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية