فقدت الساحة السورية اليوم واحد من أبرز المفكرين والقياديين الإسلاميين، مع رحيل الداعية والمؤلف منير الغضبان في السعودية، حيث كان يقيم هناك أسوة بعدد كبير من القيادات الإسلامية التي طاردها وهجرها النظام الحاكم بعد انقلاب حزب البعث، وخصوصا بعد استيلاء حافظ الأسد على السلطة.
وعرف عن الغضبان انتماؤه لجماعة الإخوان المسلمين، التي تولى منصب المراقب العام لها في سوريا أواسط الثمانينات، وهي من أحلك الفترات التي مرت على التنظيم، لاسيما أنها جاءت عقب مذابح حماة وتدمر وجسر الشغور وريف حلب، وحملة الاعتقالات الواسعة التي لم يسلم منها كثيرون من المحسوبين على التيار الديني، حتى لو لم يكونوا من "الإخوان".
ويتحدر الغضبان من مدينة التل التي تعد من معاقل الإخوان في الريف الدمشقي، حيث ولد هناك سنة 1942، وتدرج في دراسته حتى نال إجازة الشريعة من جامعة دمشق أواسط الستينات، ثم تابع تعليمه العالي ليحوز الدكتوراه في اللغة العربية.
وللشيخ الغضبان مؤلفات عديدة في قضايا إسلامية شتى، بعضها ذو طابع موسوعي وبحثي عميق، مثل "المنهج الحركي للسيرة النبوية"، فضلا عن "فقه السيرة النبوية" الذي يعد مقررا معتمدا في عدد من الجامعات العربية.
ومع انطلاق الثورة السورية، لم يكن مستغربا أبدا أن يكون "الغضبان" من أول المسارعين لدعمها ومؤازرتها، حتى توفاه الله عز وجل اليوم الأحد في مكة المكرمة.
زمان الوصل تتقدم بالتعازي لأسرة الشيخ منير الغضبان.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية