قصة "كوثر" تتفاعل بعد نشرها في "زمان الوصل": وزير الصحة التركي يوجّه بتبني علاجها بعد متاجرة جمعية إغاثية بإصابتها

أثارت حالة الطفلة كوثر عزو المصابة باللاشمانيا بعد نشرها في "زمان الوصل" اهتمام وتفاعل العديد من الناشطين والإعلاميين لدرجة أن العشرات منهم تواصلوا مع "زمان الوصل"، طالبين معلومات الوصول إليها للمساعدة والتكفل برعايتها وتغطية نفقات علاجها وذلك بعد دقائق من نشر المادة التي تناولت صورة وحالة الطفلة التي كانت ضحية إحدى الجمعيات "الإغاثية" بعد أن قامت بجمع التبرعات على اسمها ورميها أمام إحدى مشافي مدينة الريحانية التركية.

وتابعت "زمان الوصل" قصة الطفلة التي اتضح بعد البحث والسؤال بأنها فقدت والدها نتيجة قصف قوات النظام لمنزلهم في قرية "عنجارة" بريف حلب قبل أن تنتقل للعيش مع جدتها في إحدى قرى ريف إدلب الشمالي مطلع العام الحالي، وكانت قد تعرضت للإصابة باللاشمانيا أو "حبة حلب" وتدهورت حالتها الصحية لتصبح أكثر خطورة نتيجة الإهمال وعدم المتابعة.

يقول الدكتور علاء الوهب الذي أشرف على علاج كوثر إن الطفلة راجعت أحد المراكز الصحية بريف إدلب الشمالي في بداية العام الحالي واتضح بعد الكشف على حالتها بأنها مصابة بتآكل يمتد على رقعة كبيرة من الوجه مع تآكل في الشفة العلوية وغضروف الأنف، إضافة إلى "نزٍّ قيحي" من المنطقة نفسها.

وأكد الوهب أن تشخيص الحالة أثبت أنها إصابة باللاشمانيا الجلدية المخاطية، كاشفا أن حالة كوثر بدأت تتحسن بعد أن تم استبدال الدواء التقليدي للحالة "الغلوغانتيم" بدواء آخر وهو البنتوستام.

وأشار إلى أن الدواء غير المتوفر لدى المركز المذكور، تم تأمين كمية منه عن طريق مشافي حلب.

وكشف الوهب أن الطفلة كوثر داومت على الدواء لحين انقطاعها عن مراجعة المركز دون معرفة السبب.

وبهذا الخصوص علمت "زمان الوصل" أن السبب وراء ذلك كان قيام جمعية بلجيكية بإقناع جدة الطفلة بإرسالها معهم إلى تركيا لعلاجها هناك ليتضح فيما بعد بأن الطفلة وقعت ضحية جشع وطمع تجار البشر.

يقول المحامي ياسر السيد, وهو مدير دار الاستشفاء الذي نُقلت إليه كوثر، بأن أحد أصدقائه وهو صيدلي يدعى "أبو ريان" أحضر إليه الطفلة وطلب منه أن يؤمّن لها إقامة مؤقتة لديه، وأخبره بأنه عثر عليها وحيدة أمام صيدليته المقابلة للدار، مؤكداً له بأن بعض الأشخاص من جمعية "فقراء" البلجيكية تواصلوا معه قبل فترة، وطلبوا منه أن يسهل لهم دخول كوثر من معبر أطمة الحدودي ليقدموا لها العلاج في إحدى المشافي التركية الخاصة، إلا أنه رفض بذريعة أن حالتها لا يمكن علاجها في المشافي الخاصة وأن المشافي الحكومية قد تؤمّن لها العلاج بالمجان.

ويضيف السيد إنه بعد إيداع الطفلة في الدار لدي قمت بنشر صورها عبر صفحة دار الاستشفاء طالباً ممن يستطيع الوصول إلى ذويها التواصل معهم وإخبارهم بمكان ابنتهم ليتم استلامها مع الإشارة إلى قصة الجمعية البلجيكية التي كانت قد نشرت صور الطفلة عبر موقعها الرسمي وصفحتها الخاصة على شبكة التواصل "فيسبوك" وجمع التبرعات على اسمها دون تقديم أي مساعدة لها, الأمر الذي دفع الجمعية للتواصل مع الصيدلي "أبو ريان" ومطالبته بحذف المنشور المشار إليه، مؤكدين أن النقود التي تم جمعها على اسم الطفلة موجودة وسيتم تسلميها للجهة المسؤولة عن علاجها حال عودتهم من بلجيكا.

وأكد المحامي السيد أن الجمعية ادعت أن تأخر علاج كوثر كان نتيجة عجز المشافي التركية عن علاجها وعدم وجود الكفاءات الطبية، الأمر الذي نفاه العديد من الأطباء لـ"زمان الوصل" مشيرين إلى وجود خبرات طبية وكفاءات تستطيع علاج الطفلة والحد من انتشار اللاشمانيا، محمّلين الجمعية والأشخاص المسؤولين عن تأخير علاجها ومسؤولية تفاقم حالتها، الأمر الذي أدى إلى سوء الحالة الطبية لديها وتعريض حياتها للخطر.

مصادر طبية تركية أكدت لـ"زمان الوصل" رعاية الحكومة التركية للطفلة كوثر وتبنيها، بتوجيهات شخصية من وزير الصحة التركي مؤخرا، بعد أن عرضت عليه حالة الطفلة كوثر عزو من قبل هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات"، ونقلها إلى العاصمة أنقرة وتقديم العلاج الفوري والعاجل لها. 

وضمن هذا السياق، أكد عدد من الناشطين لـ"زمان الوصل" أن حالة المتاجرة بمرض الطفلة كوثر حسب تعبيرهم، لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل غياب الرقابة على "الجمعيات" والهيئات الإغاثية التي تقوم بجمع التبرعات على حساب الجرحى والمرضى السوريين في الداخل والخارج.

إلقاء طفلة سورية أمام مشفى تركي بعد جمع تبرعات باسمها
2014-05-28
أفادت مصادر طبية في مشفى دار الاستشفاء بمدينة الريحانية التركية بأن أحد تجار البشر السوريين -حسب وصفهم- نقلوا طفلة مصابة باللايشمانيا إلى تركيا وبعد تصويرها، جمعوا التبرعات على حساب مرضها، قبل أن يلقوها أمام مشفى...     التفاصيل ..