أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المصاب طيفور أسعد: أريد مشفى يفهم حالتي لأتخلص من العذاب و"المؤقتة" ادعت عجزها عن علاجي

لم يكن الشاب "طيفور عبد الرزاق أسعد" من مدينة إدلب -قرية النيرب- الذي كان يعمل مساعداً في سلك الشرطة قبل أن ينشق عن النظام ويلتحق بلواء "داود" قائداً ميدانياً، لم يكن يظن للحظة واحدة أنه سيصبح نسياً منسياً بعد أن أصيب في إحدى المعارك بطلق ناري أدى إلى شلل نصفي في جسده وتعطل شبه كامل في رئته اليسرى.

وبعد أن أنفق كل ما يملكه في تكاليف خمس عمليات غير مجدية زرعت جسده بأسياخ البلاتين وتركته نهباً للتجارب طرق أبواباً كثيرة بحثاً عمن يساعده ليكمل علاجه ولكن دون جدوى، علماً أنه ينتمي لأسرة قدمت الكثير للثورة السورية فشقيقه الشهيد "بشار أسعد" كان قائد كتيبة الشهيد محروس التابعة للواء "داود" والشهيد الذي سميت الكتيبة باسمه هو زوج شقيقته ووالده عبد الرزاق أسعد مواليد 1959 حاصل على شهادة أهلية تعليم، خسر وظيفته بسبب تأييده للثورة، وكذلك شقيقته الحاصلة على شهادة من كلية التربية رحلة معاناته المريرة بدأت عندما أصيب في معركة المداجن -منطقة الزربة في حلب- برصاصة قناصة، فتم إسعافه إلى مشفى أورينت في منطقة أطمة وهناك -كما يقول لـ"زمان الوصل" أجريت له عملية نزع الطلقة من الرئة اليسرى ولم يتم علاج عموده الفقري، ما أدى إلى حالة شلل نصفي في القسم السفلي من جسده، إذ استقرت الرصاصة في الفقرة السابعة والسادسة. ويضيف أسعد: "تم نقلي إلى مشفى أنطاكية في تركيا، فبقيت هناك 20 يوما، وكان وضعي شبه مستقر وخضعت بعدها لعملية جراحية أدت لاستئصال ثلث الرثة اليسرى وبعد يومين طلبت إدارة المشفى مني الخروج من المشفى والذهاب إلى مشفى خاص لإجراء تثبيت فقرات في العمود الفقري، ويستطرد الشاب المصاب: ذهبت إلى مشفى (الميديكال بارك) في مرسين الخاص، ووضعوني في غرفة العناية المشددة لمدة شهر دون أي إجراء طبي يذكر، وبعد مرور شهر أجريت عملية التثبيت للفقرات وعقب إجراء العملية ظهر التهاب شديد بالرئة اليسرى، فأجريت عملية جراحية لاستئصال 60 % مما تبقى من الرئة اليسرى للمرة الرابعة وتم تثبيت القفص الصدري بأسياخ البلاتين.

تثبيت القفص الصدري !
بقي طيفور أسعد في المشفى لمدة شهرين وكل تكاليف المكوث بالمشفى كانت على حساب شقيقه عبد الغني الذي دفع -كما يقول- مبلغ 10 آلاف دولار. وبعد ذلك تم إخراجه من المشفى وذهب إلى الريحانية حيث يقول: "دخلت لدار الاستشفاء هناك ولم يتم قبولي فيها بحجة أنني بحاجة لمشفى وتم تحويلي فعلاً إلى مشفى إنطاكية مرة أخرى وعند مراجعتي للطبيب الذي أجرى لي العملية قال إنه لا يستطيع أن يفتح لي صدري للمرة الخامسة لأن في ذلك خطرا على حياتي، فذهبت لمشفى باب الهوى على الحدود السورية التركية وأجريت هناك تحليل من السائل القيحي من الرئة". 

ويضيف المصاب طيفور:"بعد أسبوع قيل لي يجب أن تذهب مرة أخرى للطبيب الذي أجرى لي تثبيت القفص الصدري لأن الطبيب قد أجرى لك العملية بالخطأ. والالتهاب المزمن في الرئة ناتج عن الأسياخ التي وضعت بالرئة، رفضت العودة لتركيا وذهب أخي إلى الطبيب الذي تنصّل من المسؤولية مطالبا أخي بألا يأتي بي إليه لأنه لا يستطيع أن يفعل له شيئاً لأنه بحاجة لأجهزة متطورة لاتوجد إلا أنقرة أو استانبول".

ويردف المصاب وهو يروي تفاصيل من رحلة معاناته: سمعت أن الحكومة المؤقتة فتحت وزارة للصحة، وبما أني أنفقت كل ما لدي ولدى أخي من مال ذهبت إلى الوزارة الوليدة واتصلت بالطبيب "مصطفى حاج حامد"، وأخبرته بأنني موجود لدى عائلة سورية في الريحانية لأنني لا أملك المال، فقال لي سأعطي رقم هاتفك للدكتور معمر -الذي لم أعد أذكر كنيته- ليتابع الحالة وفعلاً اتصلت بالدكتور معمر فقال لي سوف أعطي رقم هاتفك للدكتور خالد في الريحانية وهو يتابع حالتك، وبالفعل جاء إلي منزلي الدكتور خالد وقام بتصويري عدة صور شخصية بموبايله وأرسلها للوزارة وانتظرت لمدة أسبوع دون أي تغيير للجرح أو مراقبة طبية من قبل أية جهة.

استئصال الرئة !
ويتابع الشاب طيفور: عند مراجعة أخي للدكتور خالد كان يقول لي إن الوزارة لا ترد عليه، واتصل أخي بالدكتور معمر والدكتور "مصطفى حاج حامد" أكثر من مرة فكانوا لا يردون على أي اتصال لي أيضاً.

وهنا طلب الدكتور خالد مني الذهاب إلى مشفى حكومي بأضنة فرفضت الذهاب بسبب يأسي وقلة حيلتي وعدم وجود من يفهم حالتي، واستمر وضعي الصحي تدهوراً فالتجأت لفاعل خير تركي في الريحانية ودخلت لدار الاستشفاء التابعة للشيخ العرعور، ولأنه لم يكن لدي ما يثبت شخصيتي أمّن لي هذا الشخص هوية قريب له تركي يشبهني في الشكل ودخلت إلى مشفى الجامعة في غازي عنتاب ورفضت وزارة الصحة إرسال سيارة إسعاف فنقلني الشخص التركي على نفقته الخاصة، وبعد جهد جهيد استقبلني المشفى، وعندما كشف الطبيب عن الجرح في صدري ذهل لمنظر السيخ الذي وضع لي في القفص الصدري وقد خرج من مكانه، فمزق الجرح وأصبح خارجاً، وأجرى عملية لنزع سيخ من الأسياخ الثلاثة وقالوا بعد شهر سنقوم بعملية لاستئصال الرئة كاملة، وتم إخراجي من المشفى، ونصح الطبيب أخي أن يذهب بي إلى مشفى الشرطة في استانبول أو مشفى جراح باشا اللتين يكلف العلاج وإجراء العمليات فيهما أموالا طائلة لم يعد بوسعنا دفعها، فكان لا بد من طرق أبواب الحكومة المؤقتة.

ويروي المصاب "طيفور أسعد" أن شقيقه ذهب إلى الحكومة المؤقتة وكان أعضاؤها في اجتماع، ففتح الباب وشرح لهم حالتي الصحية وكان هناك وزير الصحة ود .مصطفى حاج حامد و كان جواب "د. مصطفى حاج حامد" لا يوجد عندنا القدرة المالية لإجراء مثل هذه العمليات اذهب للمشافي الحكومية في تركيا هي المتكفلة بكم.

أريد مشفى يفهم حالتي
ويردف المصاب أسعد بلهجة يائسة: عندما لم أجد أية فائدة من طرق أبواب الحكومة المؤقتة ووزارة الصحة ولعدم استطاعتي المادية ولطول العلاج وحالة الشلل التي أنا فيها، وعدم قدرة أهلي على المصروف والإقامة في تركيا وتفتيح جسدي من الاستلقاء على ظهري طلبت من أخي أن يعيدني إلى سوريا لأموت فيها وانتهي من كل هذا العذاب وأخفف عن أهلي العناء النفسي والمادي وعدت إلى سوريا في مدينة سرمين علما أن المفجر وخراطيم العمليات ما زالت موجودة في صدري. 

وحول تفسيره لرفض علاجه من قبل الحكومة المؤقتة وهل سبق أن عالجوا أحداً غيره يقول أسعد: 
ادّعوا كما ذكرت لك آنفاً عدم قدرتهم المالية على إجراء عمليات من هذا النوع وأنهم يعالجون بعض الحالات فقط، علماً أنهم غطوا نفقات عملية جراحية لمصاب يدعى فراس في مشفى "السانكو" بعنتاب على نفقة وحدة تنسيق الدعم وكانت كلفة العملية 20 ألف ليرة تركية (نحو 10 آلاف دولار)، وأنا متأكد مائة بالمائة من هذه المعلومة، ويستدرك طيفور أسعد لم أطلب منهم منصباً ولا كرسياً من تلك التي يتهافتون عليها، ولا إقامة في فنادق الدرجة الأولى أريد مشفى يفهم حالتي لأتخلص من العذاب الذي أنا فيه.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(102)    هل أعجبتك المقالة (107)

محمود المطر

2014-06-06

حسبي الله عليكم يا تجار الدم و الثورة لقد بعتم ثورتكم ببضعة دراهو و تركتم الشعب يعاني لوحده و يقدم التضحيات و لكن خسئتم ان تركبوا على ثورتنا و خسئتم ان تتجاروا بدمائنا و معاناتنا من اجل منصابكم و شافاك الله اخي طيفور و كل جرحى الثورة السورية.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي