أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كيف يتحول العرس الديمقراطي إلى مأتم: صفعة السيسي ويأس الأسد!

من مؤيدات السيسي - الأناضول

لم أصدق ما نقلته قناة (الجزيرة) عن ضعف الإقبال الشعبي لانتخابات المشير عبد الفتاح السيسي ومنافسه التكميلي حمدين صباحي الرئاسية في مصر، بل صدقت لبرهة ما كان يكيله إعلام الفلول في مصر عن أن الجزيرة (حاطة المشير السيسي في دماغها.. وخلاص)، لولا أن الناشطين المصريين جمعوا على موقع الفيديو الشهير (اليوتوب) وفي خمسة أجزاء، ما أسموه (لحظات انهيار الإعلاميين بسبب مقاطعة الانتخابات المصرية) وحتى عندما قرأت العنوان، خمّنت أن هناك بعض المبالغة في وصف لحظات الانهيار المزعومة، لولا أنني شاهدت وعلى مدى ما يقرب من ساعة تلفزيونية عشرات المقاطع لإعلاميين في التلفزيون المصري، والقنوات الخاصة الأخرى التي صارت على قلب سي سي واحد، وهم يندبون عدم نزول الناس للانتخابات. ورأيت مصطفى بكري وهو يرتجف جذعاً، محملا المسؤولية للشعب المصري وللشباب المصري المقاطع الذي "يعطي قبلة الحياة للإرهابيين" على حد تعبيره... أما عمرو أديب فقد اعتبر أن الإخوان استأجروا الأتوبيسات والتكاتيك (جمع تكتُك وهي وسيلة نقل شعبية) كي لا تنقل الناخبين في الأقاليم إلى مراكز الانتخابات... وثمة من اتهم المصريين بأنهم باعوا بطاقاتهم الشخصية بمئة جنيه للإخوان كي لا ينزلوا ليمارسوا واجبهم الوطني... وهو أمر شبهه في لحظة هيستريا –والعياذ بالله- بأنه أشبه ببيع الشرف!
وعلى قناة أخرى ظهرت مذيعة أخرى لتقول بصوت زاعق: (السادة الإعلاميين اللي شغالين على باقي القنوات: نعبر عن فرحتنا بالعرس الديمقراطي.. عرس ديمقراطي إيه؟! اتوكسوا. عرس ديمقراطي والناس فين؟ فين الناس؟ فين الشعب؟).

لكن صرخة هذه المذيعة التي شبهت ما فعله الشعب المصري بمقاطعة الانتخابات، أنه (ضيّع طبخة بألفين جنيه عشان شوية ملح بربع جنيه) لم تكن هي التي فضحت غياب الناس عن (العرس الديمقراطي) الذي تغنى به بعض الإعلاميين على الشاشات توهماً وافتراضاً، فقد كانت الصور المباشرة من المراكز الانتخابية أشبه بسرادق عزاء، انفضّ عنه الناس بعد أن خرج لهم الميت من التابوت فجأة!

لا يمكن تبرير هذه المقاطعة الشعبية للانتخابات فقط باتهام الإخوان المسلمين بأنهم (ضربوا كرسيا في الكلوب)، فأفسدوا الفرَح الذي أعد له السيسي، وحشدت له وسائل الإعلام في جوقة موسيقية واحدة لا صوت نشازاً فيها، فإذا كان الإخوان قد نجحوا إلى هذا الحد، والرئيس الذي يمثلهم معتقل، والقيادات محاصرة، والأصوات المناصرة ممنوعة من السفر، فهذا يعني أن الشعب ضد الانقلاب لا معه، وأن رجل مصر القوي لا سند له، وأن الست أم شوقي صاحبة المقولة الشهيرة (سي سي يس... مرسي نو) و (( shut your mouth Obama ليست تعبيراً عن تيار شعبي حقيقي في مصر، كما أراد منتدى دبي للإعلام أن يقول، حين استضافها غير آسف، بل إنها ليست أكثر من مجرد فقاعة، هي التي عليها أن تغلق فمها الآن!

لست مغرماً بالإخوان المسلمين، ولست معنياً بالدفاع عنهم، بل لست مؤمناً بمشروعهم في الأصل... لكنني مؤمن أن هذه الصفعة التي وجهها الشعب المصري للانتخابات الرئاسية، هي خير تعبير عن تبدل مزاج الشارع، الذي قرر ألا ينزل ليمارس حقاً انتخابياً صورياً في انتخابات معروفة نتائجها سلفاً. وهذه كانت خطيئة الإعلام المصري منذ أحداث الثلاثين من حزيران يونيو 2013. لقد تحول إلى إعلام لون واحد، يقول للناس إن السي سي سيفوز... سيفوز. وأن رأيهم تحصيل حاصل، او كما قالت المذيعة (ملح بربع جنيه)!

لقد كانت صورة مقاطعة الانتخابات المصرية، صورة لتحدي الإرادة الشعبية المصرية لسفه الإعلام المصري التأييدي المنبحكجي، الذي زج بكل ثقله وقنواته ورداحيه بلا أي استثناء وراء السي سي، وجهز كاميراته واستوديوهاته ومذيعيه كي ينقل صورة مبتاهية ومفاخِرة، ومتروك لها المساحة الكاملة على خارطة البث، فإذا التباهي والمفاخرة يتحولان خذلاناً وانهياراً لآمال مؤسسات إعلامية لم تحترم حياديتها المفترضة، ولا عقل مشاهديها، فصارت طرفاً في الحدث لا ناقلاً له!

في المقابل حول نشطاء الثورة السورية مهزلة الانتخابات الصورية السورية المعمدة بالدم، إلى سلسلة من الحملات المضادة التي سخرت من حملة (سوا) التي أطلقتها آلة بشار الأسد الإعلامية، عبر وضع صور القتل والمجازر والدمار على خلفية الحملة، ثم إطلاق حملات مضادة كحملة (وطي صوتك) عوضاً عن (أدلي بصوتك)!

لكن النظام السوري العريق في التزوير والكذب والوقاحة، يعمل بطريقة تتناسب مع صمت العالم على مهزلة ترشيح قاتل هجّر ما لا يقل عن تسعة ملايين من السوريين، وهدم ثلثي البلد بطائرات وبراميل وصواريخ جيشه لولاية انتخابية ثالثة.. عالم مازال يمنحه حق إصدار جوازات السفر والتحكم بالسوريين المغتربين والهاربين من آلة بطشه. وفي الداخل يتعامل مع النازحين إلى المناطق التي يسيطر عليها بنشر وعود للناس المشردين البسطاء بتأمين مأوى لهم، إذا ظهروا على قنوات إعلامهم ليقولوا إنهم سيشاركون في العرس الديمقراطي، الذي سيكون أكثر ديمقراطية بفوز القاتل ابن القاتل في ولاية رئاسية لا تبقيه في الحكم سوى أجهزة مخابراته وما تبقى من آلة القتل والنهب والتجويع لديه.

لكن سواء استطاع أن يجمع بشار الأسد الكثير من الصور الانتخابية بالابتزاز والتجويع واستغلال حاجات الناس المنهكة أو المستنفذة، أو لم يستطع، وسواء خف شبيحته إلى صناديق الاقتراع الملوثة بدماء السوريين، كي تصبح الصورة ملأى بالكومبارس أكثر... فإن كل هذا الصراع اليائس على حشد صورة إعلامية مزورة، يظهر إلى أي حد وصل ضعف النظام واستماته، فلا صور السوريين في عقر دار (حالش) في لبنان، وازدحامهم المقصود بقادرة على تغيير حقيقة جفاف نهر الجماهير الهادرة في سنوات الاستبداد الطويلة، ولا منع العديد من الدول العربية ودول الاتحاد الأوربي نقل المهزلة الانتخابية إلى أراضيها، بقادرة على تغطية حقيقة أنه بات يلعب لعبته القديمة في المكان والزمان غير المناسبين.

أجل... تقول لنا هذه الانتخابات الفاشلة رغم نجاحها الظاهري... إن الصورة المزيفة للانتخابات العربية التي تزيد نسبتها على التسعين أو التسع وتسعين بالمائة، في طريقها إلى الزوال بفعل كل هذه المتغيرات، ولو كانت تغييرات بطيئة ومنهكة. إنها في أحسن الأحوال آخر المحاولات الاستخباراتية اليائسة التي تنتمي إلى عصر مضى. عصر موت الأبد، وسقوط القائد إلى الأبد... سواء ضحك من ضحك، وابتهج من ابتهج الآن، أو آمن من آمن بحتمية التغيير، وبأن بقاء الحال من المحال!

من كتاب "زمان الوصل"
(141)    هل أعجبتك المقالة (166)

إحسن محمد علي طوباس

2014-05-29

أنا من دمشق من حي باب تومة أعيش مثل السوريين أوضاع صعبة لكن إختياري هو الشريف بشار الأسد حامي كرامتنا من الإرهابيين أكلي قلوب البشر لا نريد دمقراطية على طريقة النصرة و داعش والكتائب الإسلاموية إقبال السوريين بالخارج سوف يشجعنا إحنا بالداخل وأنت و أمثالك لكم أن تنبحو و تنقو فلن يضر القافلة نقيق الضفادع.


الهرمزان الصفوي

2014-05-29

انه السقوط المدوي للمشروع الامريكي الخادم مباشرة للمشروع الصهيوني باعادة عقارب الساعة الى الوراء لقد نهضت الشعوب و لن تتراجع تحت السوط الامريكي المتمثل بالدعم اللانهائي للدكتاتوريات فمن مجزرة مبسطة للاخوان في رابعة و التي كشفت للشعب المصري من هم اعدؤه و الله اني لارتجف رعبا من مصير ضباط امن الدولة الذين استمرؤوا اهانة الشعب و المجزرة المتوسطة في ليبيا و التي تحاول جاهدة تسويق انقلاب اخر باسم حفتر الذي لم يتعظ بنهاية القذافي لياخذ طريقه الى مقصلة الشعب الليبي لعله طامع بالخازوق الشري الذي اذاقه الثوار لخلفه و المجزرة الكبرى في سوريا و اباحة دماء المدنيين لمليشيات اجنبية مرتزقة واطلاق يد الطيران الروسي و الايراتي للمشاركة في القتل و لكن سقط الخوف من صدور ثوارنا الابطال لم يعد له معنى لقد امنوا بكتاب الله سبحانه و بهدية و اشتروا اخرتهم بدنياهم ولا ناصر الا الله تعالى..


عدنان

2014-05-29

أين أنتم ياكتاب ومراسلي زمان الوصل ومعارضي النظام من جحافل اللبنانين جماعة الحزب الإيراني في لبنان وكذلك جماعة الفسفوس سليمان فرنجية وبعض جماعات عون والحزب القومي السوري اللبناني وأخرين من المستزلمين لنظام القتل والطغيان في سوريا والذين ذهبوا في عراضات للسفارة السورية في بيروت حاملين أعلام النظام وصور رئيسه الفاقد للشرعية على أساس أنهم سورين لغرض إعطاء الإنطباع بحب السورين لقائدهم . لم تكن نسبة السورين الذين ذهبوا للتصويت تساوي أكثر من خمسة في المائة فقط والباقي كانوا لبنانيون وأغلبهم صوت للسفاح أيضاً من دون إبراز أي وثيقة شخصية وبعضهم وضع عشرات الأوراق في الصندوق. وهناك الكثير من السوريون الذين يعملون في مناطق الحزب الإيراني في لبنان أو مناطق موالين النظام السوري وقد أجبروا على الذهاب تحت تهديد جيرانهم أو مؤجريهم أو من يعملون عندهم. إنشروا الحقيقة للناس فأنا ممن كانوا هناك وشاهد على ماحدث وهناك الكثرين مثلي..


نيزك سماوي

2014-05-29

يحرق روحك على روحوا يا شبيح من خياره المجرم القاتل يكون مجرما أيضا هكذا أصول الرياضيات والتوابع آل خياروا المجرم ابن المجرم.


التعليقات (4)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي