رحل الخال غسان سلطانة منذ شهور وهو يمنّي النفس بأن يطرد سفير النظام في عمان وتحقق حلمه ولكن بعد وفاته، وشارك الراحل سلطانة في اعتصام أمام ما يسمى السفارة السورية في الأردن بتاريخ 5/ 8 / 2013 وهو يحمل لافتات كتب في إحداها شعاراً طريفاً كتبه بخط يده: (من الخال إلى ... بهجت إيران أحّط .... أحّط يا عر.... هي كانت آخر فرصة) وكلمة -أحّط- في العامية السورية تعني اذهب أو انصرف، وفي صورة أخرى حمل سلطانة "كلاشاً ديرياً" موجهاً إياه إلى مدخل السفارة وطالب مع غيره من المتظاهرين من الحكومة آنذاك بطرده من أراضيها وهتف المتظاهرون حينها "الخال غسان ... الله يحميك"، ودعوا له بالشفاء العاجل وقام الخال بدوره بتحية المتظاهرين وشتم السفير سليمان بطريقة عفوية أضحكت المتظاهرين الذين راحوا يرددون وراءه الهتافات الثورية الحماسية ورحل غسان سلطانة بعدها بأسابيع وبمناسبة طرد بهجت سليمان استعاد ناشطون مواقف الخال، فكتب أحدهم على صورة له وهو يحمل لافتة أمام سفارة النظام" بشروه للخال ... العرصة أحّط" أما صهيب الزبن، فكتب (خالي هي قلعناه لكلب إيران وبالكلاش الديري كمان).
وكان سلطانة المعروف لدى مرتادي صفحات التواصل الاجتماعي بلقب "الخال" قد كتب وصية غريبة من نوعها قبل وفاته نص فيها على عدم طبع أية أوراق نعوة باسمه، وعلى إيقاف مراسم العزاء حتى لعائلته بعد ثلاثة أيام.
وتبرع بكافة أعضاء جسده السليمة لمن يحتاجها من السوريين باستثناء منحبكجية بشار الأسد حسب تعبيره، غير أن أغرب ما جاء في وصية "غسان سلطانة" الذي ينتمي إلى الديانة المسيحية طلبه أن تتم صلاة المسلم على جثمانه في أحد جوامع المدن السورية المحررة، وأن يُدفن في أحد المقابر الإسلامية، وأن يجري اعتماد إشهار إسلامه فور وفاته، ثم بعد الصلاة على جثمانه طلب أن يُحمل إلى كنيسة في مدينة محررة لوداعه من قبل الأهل والأصدقاء، وأن يُكتب على شاهدة قبره: "من حرقة قلبه على سوريته مات لكنه لم يفقد عقله لذا نجا من الحياة بأعجوبة".
وسبق أن أجرت "زمان الوصل"لقاءً مع الخال قصيراً سلطانة قبل وفاته بأيام اثناء وجوده في أحد مستشفيات القاهرة وفي اللقاء المذكور، وتعليقاً على وصيته قال بلهجته العامية المحببة: "صدقني في أسباب أكبر مني ما بتخليني أحكي أكتر من إلي حكيتو، بكرا بعد وفاتي رح تعرفوا كل الأجوبة".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية