نبل والزهراء "المحاصرتان" لاستقبال مليون كردي للانتخاب!

مرة جديدة كشف إعلام النظام بنفسه عن كذب النظام بل وكذب إعلام النظام نفسه!، حين نفى محافظه في حلب بشكل غير مباشر محاصرة "نبل" و"الزهراء" اللتين تاجر بهما النظام كثيرا من على منبر الأمم المتحدة، واستدل بهما على "همجية" المعارضة التي تحاصر "مدنيين أبرياء"، وتمنع عنهم أساسيات الحياة من غذاء ودواء.
فقد نشرت صحيفة "الوطن" المملوكة لابن خال بشار وفي صدر صفحتها الأولى وبالخط العريض عنوانا يقول بأن "مليون كردي يصوتون في نبل والزهراء" في إشارة إلى الانتخابات التي ينوي النظام عقدها مطلع الشهر القادم.
وفي نهاية الخبر نقلت "الوطن" عن محافظ حلب وحيد عقاد قوله إن "السوريين الأكراد في منطقتي عفرين وعين العرب، والمقدر عددهم بمليون نسمة، سيدلون بأصواتهم في العملية الانتخابية في بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين شمال حلب".
وبغض النظر عن الطريقة التي سينُقل أو ينتقل بها "مليون" شخص، فيما السوري لايجد ما يسد رمقه حتى يدفع أجرة النقل لانتخابات مزيفة.. بغض النظر عن ضخامة الكذبة، فإن وضع صناديق الاقتراع في نبل والزهراء وتجهيزهما –على صغرهما!- لاستقبال مليون ناخب، يعني أن البلدتين غير محاصرتين إطلاقا، وأنهما تتمتعان بكل الأساسيات، التي تخولهما لاستقبال حدث الانتخابات التي تعد "ترفا" في ظل الحرب الدامية، بل وأكثر من ذلك يعني أن الطرق سالكة تماما نحو البلدتين الشيعيتين، وليست مقطوعة، إلا إذا أراد النظام إصدار استدراك يكذب به محافظه وإعلامه، أو يقول فيه إنه يينوي نقل الناخبين بالطائرات، حرصا على سير العملية الانتخابية وإكمال "العرس الديمقراطي"!
ويرفع مثل هذا الإجراء الإصبع الوسطى للنظام في وجه الأمم المتحدة ومؤسساتها الإغاثية، التي غرر بها بشار الأسد وأقنعها بأن "نبل" و"الزهراء" محاصرتان وأنهما بحاجة لعشرات الشاحنات من المساعدات الأممية، والتي تم إدخالها بالتزامن مع صفقة انسحاب المقاتلين من حمص القديمة.
وداخليا، يحاول هذا الإجراء التذاكي على السوريين وشق صفوفهم، بتصوير الأكراد وهم من أكبر المتضررين من نظام الأسد وكأنهم حلفاء أوفياء، حريصون على المساهمة فيما يسمى "انتخابات الدم"، لكن الخطوة التي اتخذها النظام بالمقابل بجعل نبل والزهراء محطة "ثقة" صناديقه، توحي بشكل أكيد أن النظام بات يأكل ويشرب ويتنفس طائفيا بشكل كامل، وأنه لم يعد يثق بأحد خارج طائفته وتوابعها، علما أن نبل والزهراء خرجتا وقت قدوم المساعدات الأممية في مسيرات احتجاج، ندد فيها الأهالي بما اعتبروه "إبراً مخدرة" معلنين عدم حاجتهم للمساعدات، وأن مطالبهم تنحصر بإطلاق المحتجزين منهم لدى الثوار.. فهل سيحتج أهل نبل والزهراء على "الإبرة المخدرة" الجديدة المتمثلة في وضع صناديق الاقتراع في بلدتيهما؟
إيثار عبدالحق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية